الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
06 كانون الأول 2017

انخفاض ملحوظ لأسعار الدجاج بغزة.. والحركة ضعيفة

تشهد أسعار الدواجن في قطاع غزة انخفاضا واضحا ورغم ذلك لا يزال الاقبال ضعيفا وفق ما يتحدث تجار

\

غزة- إسلام راضي – بوابة اقتصاد فلسطين

يخيم الغضب الشديد هذه الأيام على شعبان أبو خاطر الذي يملك مزرعة لتربية الدجاج في جنوب قطاع غزة بسبب الانخفاض القياسي في أسعار بيع الدجاج اللاحم، وهو ما عزاه عاملون وتجار إلى ضعف القوة الشرائية وزيادة العرض في الاسواق.

ويقول أبو خاطر في نهاية الثلاثينات من عمره لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن أرباحهم لا تكاد تذكر بعد أن وصل سعر بيع كيلو الدجاج إلى ثمانية شواقل وكان انخفض أكثر من ذلك في الأيام الأخيرة.

وكان أبو خاطر جهز مزرعته لتربية الدجاج بفوج من الدجاج اللاحم عبر شراء الكتاكيت والأعلاف، واجتهد لمدة 45 يوما على رعاية وتربية الدجاج، لكنه صدم بالأسعار المتدنية حين جاء موعد التسويق.

ويوضح أبو خاطر أن سعر الدجاج من المزرعة يبلغ خمس شواقل ونصف فقط، يُضاف إليها نصف شيقل للتوصيل، فيما يتراوح هامش الربح من شيقل إلى شيقل ونصف لبائعي الدجاج في الأسواق والمحال التجارية.

ويشدد على أن هكذا أسعار "يعني خسارة كبيرة لنا كأصحاب مزارع خاصة مع بدء انخفاض الحرارة وحاجة المزارع إلى تدفئة في المرحلة المقبلة"، لافتًا إلى أن الأسعار في هكذا وقت من العام تبلغ 12 شيقلًا.

ويعزو أبو خاطر الانخفاض القياسي الحاصل لأسعار الدجاج في قطاع غزة إلى ضعف الحركة التجارية لعدم توفر السيولة النقدية لتأخر الرواتب.

وعلى مدخل محل لبيع اللحوم في سوق الشيخ رضوان وسط غزة رفعت لافتة ضخمة تعلن بيع سعر كيلو الدجاج بسبعة شواقل ونصف فقط فيما أخذ عمال يروجون للسعر القياسي عبر سماعات صوت نصبت على مدخل المحل.

ويقول مسئول العمال في المحل محمد حماد لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنهم يبيعون كيلو الدجاج بسعر قياسي في محاولة لتفادي المزيد من الخسارة التي لحقت بهم بسبب ضعف الإقبال على الشراء.

ويوضح حماد أن سبب انخفاض أسعار الدجاج الطازج يعود إلى إدخال كميات كبيرة من بيض الدجاج اللاحم من إسرائيل إلى قطاع غزة لتفقيسه، لافتا إلى أنه في الأيام العادية يحتاج القطاع حوالي 14 ألف بيضة، بينما تم إدخال 50 ألف بيضة الشهر الماضي ما أحدث فائضا كبيرا في العرض.

ويبين أن سعر الكيلو غرام من الدجاج يجب أن يباع للمستهلك في الأيام العادية ما بين 10 إلى 12 شيقلا، مشيرا إلى أنه على الرغم من الأسعار المنخفضة فإن الحركة الشرائية والطلب يبقي محدودا ويعتريه الركود بحيث أنه رغم كثرة العرض فان الطلب لم يصل إلى المستوى المطلوب.

ويشير حماد إلى أنه يتم بيع الدجاج فور نضوجها بهذه الأسعار المنخفضة خوفا من نفوقها في ظل تقلبات الطقس خاصة قبيل اشتداد فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.

ويقول الخبير الاقتصادي من ماهر الطباع لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنه منذ أكثر من شهرين لم يتجاوز ثمن الكيلو غرام الواحد من الدجاج الحي في أسواق قطاع غزة حاجز تسعة شواقل، وقد وصلت أسعاره قبل عدة أسابيع ما دون ذلك.

ويعزو الطباع أسباب انخفاض أسواق الدواجن إلى وجود فائض كبير في أسواق قطاع غزة، وإلى تراجع القدرة الشرائية جرّاء الأوضاع الاقتصادية السيئة.

ويشير إلى ارتفاع البطالة في غزة إلى حوالي 40%، وارتفاع نسبة الفقر إلى 60%، واعتماد 80% من السكان على المساعدات المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومؤسسات خيرية.

كما يلفت الطباع إلى أن من أسباب انخفاض الأسعار زيادة العرض على الطلب بحيث أن الفقر وقلة فرص العمل دفع العديد من الشبان لإقامة مزارع صغيرة في بيوتهم مستغلين مساحات خالية، أو حتى غرف على الأسطح وهذا خلق فائض في الدواجن وأثر على المزارعين والمربين.

ويحتاج قطاع غزة شهريا إلى نحو مليوني دجاجة ناضجة لاستهلاك المنازل والمطاعم، تقوم بتربيتها نحو 1400 مزرعة منتشرة على مستوى القطاع، إضافة إلى مئات الأطنان من الدجاج المقطع الذي يصل مثلجاً من داخل إسرائيل.

ويتفق مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة في غزة طاهر أبو حمد، بأن أسباب تدني أسعار الدواجن تعود بشكل رئيسي إلى ضعف القوة الاستهلاكية نتيجة للظروف المعيشية الصعبة.

ويوضح أبو حمد لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، أن قطاع غزة يستهلك بالوضع الطبيعي من الدواجن كان يصل شهريًا لأكثر من 2.5 مليون دجاجة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت حالة كبيرة من الانخفاض في الاستهلاك إلى أقل من مليوني دجاجة فقط بالرغم من انخفاض الأسعار.

ويضيف أن التراجع يعود كذلك إلى زيادة الكميات المعروضة في السوق المحلية وعدم قدرة المربين والمزارعين على تصدير الدواجن للخارج من أجل التخلص من حجم الفائض الموجود لديهم في ظل إحجام المواطنين على الشراء.

ويشير أبو حمد إلى أن أحد أسباب زيادة الكميات المعروضة يعود لنجاح التربية الفاعلة للدواجن في القطاع وانخفاض معدلات نفوقها لأقل من 5% مقارنة مع السنوات الماضية، وبفعل الإجراءات التي بات المربون وأصحاب المزارع يقومون باتخاذها.

كما ينوه إلى أن هناك تراجعاً ملموسا في شراء المطاعم للحوم الدواجن في الفترة الأخيرة جراء حالة الركود وانخفاض القدرة الشرائية لسكان القطاع نظرًا لاستمرار تدني أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

وعن الإجراءات التي اتخذتها وزارته لضبط الأسعار والحفاظ على مصالح المربين وحماية المستهلكين، يوضح أبو حمد أن الوزارة منعت إدخال أجزاء الدجاج عبر معبر كرم أبو سالم التجاري للقطاع بالإضافة إلى خفض كميات بيض الدجاج المخصب لضمان ضبط الأسعار.

\

 

مواضيع ذات صلة