الرئيسية » سياسي » في دائرة الضوء »
 
22 كانون الثاني 2018

اجراءات الاحتلال تدفع مزارعي الفراولة لبيعها بسعر التكلفة

فرصة ذهبية كان ينتظرها المزارع أسامة، منذ بداية تأسيس مشروعه، ولكن منذ أوائل كانون الاول حولت الفراولة المعلقة في أرضه - والتي تبلغ مساحتها 15 دونما- فرصته إلى "فالصو" بعد أغرق الأسواق المحلية بالفراولة "الغزية" والتي تباع بسعر أقل، عوضا عن المنافسة الشرسة التي يشهدها السوق المحلي مع الفراولة الإسرائيلية.

جنين- تقرير خاص- بوابة اقتصاد فلسطين

بيع بسعر التكلفة

يتجول أسامة أبو الرب من قباطية، بين الأنابيب التي تتدلى فيها حبات الفراولة، على مساحات أفقية على مستوى رأسه، يبدأ بجمع حبات الفراولة التي زرعت وفق نظام حديث للري وموفر، ضمن نظام ري محوسب وتربة صناعية، يغطيها بيت بلاستيكي.

وجاءت فكرة مشروع الفراولة المعلقة بدعم مانحين على مناطق موزعة على جنين وطولكرم وبعض المناطق في طوباس تبلغ مساحتها الاجمالية 120 دونم، يغطي المانحون ثلث تكلفة المشروع، والذي تبلغ قيمته 28 الف دولار، والبقية يتحملها المزارع.

وعلى الرغم من الانتاجية الجيدة للفراولة المعلقة الكبيرة منذ نهاية عام 2017 في الضفة الغربية الا انها لم تجد لها مكانا يزاحم فراولة غزة ودولة الاحتلال.

يقول المزارع ابو الرب في هذا السياق" إن التجار يدخلون 10 طن اسبوعيا الى منطقة جنين لوحدها، ما يغرق السوق المحلي، ويفوق طاقتة الاستيعابية، ما يضطرني الى بيعها بسعر التكلفة، والذي يبلغ سبع شواكل للكيلو الواحد".

بيع بأقل من التكلفة

ووسط الخسائر التي تحيط بالمزارع في الضفة الا ان المزارع في غزة ليس اوفر حظا، فعلى الرغم من اعلان وزارة الزراعة الفلسطينية تصدير شحنات الفراولة الى الخارج مثل السعودية وروسيا الا أن انها تواجه صعوبات تتمثل في تحكم الاحتلال الزمني والكمي في المعابر.

يقول المزارع ابو علي(41)عاما والذي يمتلك 12 دونما زراعيا جنوب القطاع، "تتحكم اسرائيل في الكمية التي نقوم بتصديرها الى الضفة الغربية والخارج من ناحية، وتتحكم في زمن عبورها، فاحيانا نقوم بحجز الكمية في المعبر أكثر من يوم، مما يؤدي الى تلف اطنان ضخمة من الفراولة، ونضر أحيانا لبيعها بسعر اقل بكثير من تكلفتها، أي بنحو 5 شواكل للكيلو الواحد".

ويضيف  ابو علي ان المزارعين مثلا تكبدوا خسائر فادحة بسبب إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، منذ بداية كانون الثاني بعد إرجاع كميات كبيرة من الفراولة المعدة للتصدير للخارج، حيث تم ارجاع ما يقارب 40 طن خلال يومين فقط، لافتاً الى أن الخسائر تقدر بأكثر من 150 ألف دولار .

ومن جهتها تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي بحجة أمنية، وزعم الاحتلال العثور على نفق أسفل المعبر، مشيرين إلى أنه سيبقى مغلقا حتى إشعار آخر.

هراوتين

يقول المحلل الاقتصادي من قطاع غزة معن بشارة "إن اسرائيل تضع الهراوة على المزارع في الضفة من خلال اغداقه بالفراولة الاسرائيلية وهي سيئة القيمة الزراعية، بأسواق الضفة الغربية، وتضع الهرواة في وجه المزارع والتاجر من غزة، حيث تقدر الخسائر الاقتصادية في حال تم اغلاق معبر كرم أبو سالم لمدة 3 ساعات فقط اكثر من 70 الف شيكل في قطاع زراعة الفراولة، مما يضره ان يبيع منتجه محليا بقيمة لا تتجاوز 4 شيكل أي نصف قيمته السوقية، بدلا من بيعها بحوالي 20 شيكل اذا تم تصديره للخارج".

ويضيف فيما يخص امكانية تصدير الفراولة من الضفة وغزة الى الخارج "يمكن لفراولة غزة المنافسة على نطاق واسع خارجيا في مصر، إلا انها تتعرض لإجراءات اسرائيلية صارمة في هذا الاتجاه".

أما في الضفة يقول مزارعون ان الفراولة غير مجهزة من حيث المواصفات والمقاييس ان تكون ذات استهلاك خارجي.

ويقول المحلل الاقتصادي معن بشارة في هذا السياق" ان اسرائيل هي المنتصرة في حرب الاسعار بين الضفة وغزة، وأن الارباح التي يمكن توقعها خلال هذا العام لن تغطي الا القليل من سعر التكلفة سواءً في غزة أم في أراضي الضفة.".

مواضيع ذات صلة