الرئيسية » ريادة »
 
08 آب 2018

مشاريع نسوية منزلية تجابه الاحتلال في الخليل

ساري جرادات-بوابة اقتصاد فلسطين

تعاند المواطنة الأربعينية ريما زيتون نظريات الحصار وقوانين المنع، وتستوقفك رائحة طعامها الذي يسري في الأزقة وبين البيوت العتيقة التي تقف سدا منيعا في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى إفراغ بلدة الخليل العتيقة من أهلها وتغيير معالمها، ولكن تصاعد أعمدة اللهب على غاز ريما أفسد مخططاتهم.

تقول ريما زيتون ل "بوابة اقتصاد فلسطين": جراء التضييق المتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات قطعان المستوطنون على كافة أشكال الحياة هنا، فكرت في صناعة بعض أنواع المعجنات من الزيت والزعتر البلديين، وعرضها على تجار المحال التجارية في البلدة القديمة لبيعها، الأمر الذي لقي رواجا جيدا في بادئ الطريق.

تضيف "التواجد المستمر لقوات الاحتلال الإسرائيلي فوق مساحة البلدة القديمة، يتطلب مني البقاء حبيسة المنزل، كي لا يقوم المستوطنون بالاستيلاء عليه في حال خروجنا منه، ما ساعدني في تطوير معجناتي وزيادة أنواعها، وتقليب صفحات الانترنت بحثاً عن أطباق وحلويات جديدة لصناعتها، بالإضافة للتركيز على الأكلات الشعبية الفلسطينية.

تعرض زيتون فكرتها على العائلات المنهمكة في العمل، وفي كثير من الأحيان تعده للمتضامنين الأجانب الذين يتوافدون بشكل مستمر ودائم على البلدة القديمة، لتوثيق انتهاكات المستوطنين، وتتواصل معها العديد من المؤسسات الحكومية المقيمة في البلدة القديمة لإعداد الطعام لزوارها وضيوفها من خارج أو داخل المدينة.

ليس غريبا أن تتناول طعام المقلوبة التي تشتهر فيه المدينة التي شارف عدد سكانها على المليون (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2017)، تمام الساعة العاشرة صباحاً، إكراماً لعدد من المتضامنين الأجانب الذين زاروا المواطنة زيتون لتوثيق اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على ابنها محمد.

تشير رائحة الطعام إلى فن عالي في الإعداد والتقديم، مع ابتسامة تعلو جبهة ريما، حيث لا يبعد منزلها عن معسكر شرطة قوات الاحتلال الإسرائيلي المعروف باسم "جعبر"، سوى أمتار معدودة، ولكن شهية الحياة، ورفض شريعة الغاب، والإيمان المطلق بعدالة قضيتها هي نكهات إضافية لأطباق طعامها.

تبين السيدة زيتون ل "بوابة اقتصاد فلسطين" أن العمل في إعداد الطعام حسب الطلب مكنها من مساعدة زوجها في تدبير شؤون منزلها، وخفف عليها من حدة الحياة الصعبة التي تطال البلدة القديمة وناسها، مشيرةً إلى أن أكثر الأكلات طلبا هي طعام المقلوبة والمفتول والشوش برك.

تعمل ست سيدات من البلدة القديمة برفقة زيتون في إعداد الطلبيات الكبيرة، مثل المعمول والمعجنات التي تقدم لضيوف المؤتمرات والمعارض التي تقام في مدينة الخليل، وتطمح زيتون في توسيع مشروعها ليغطي مناطق أوسع من محافظة الخليل، خاصة في ظل تزايد مصاريف الأسر الفلسطينية بسبب موجة غلاء الأسعار.

تقيم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مساحة كيلو متر مربع نحو 120 حاجز ونقطة تفتيش وبوابة الكترونية، وتغلق نحو 1820 محل تجاري في منطقة شارع الشهداء والحسبة القديمة، وأصدرت بحق سكانها آلاف القرارات العسكرية بحجج أمنية واهية، وفق بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية.

تبين مسؤولة ملف المرأة في مكتب محافظة الخليل في البلدة القديمة في الخليل سارة دعاجنة إلى عمل العديد من سيدات البلدة القديمة في مشاريع بيتية مثل التطريز والطعام والأشغال اليدوية وغيرها، بهدف تحسين واقع الحياة على عوائلهن، في ظل الحصار والإغلاق الذي تتعرض له بلدتهم.

ولفتت دعاجنة ل "بوابة اقتصاد فلسطين" إلى تسجيل مكتب محافظتها للعديد من مشاريع السيدات كجمعيات تعاونية، بهدف جلب التمويل لهن، ومدهن ببعض الاحتياجات، بالإضافة إلى توفير مصادر دخل لها سواء من خلال الحكومة الفلسطينية أو من خلال شبكة علاقات الأخيرة.

وجود العديد من المؤسسات الأجنبية والحكومية في بلدة الخليل القديمة ضاعف من فرص نجاج مشاريع السيدات، خاصة وأن البلدات القديمة في مدن الضفة الغربية تعتبر مزاراً ومساراً سياحياً دائماً للعديد من المواطنين المحليين والأجانب، بهدف الاطلاع على أشكال الحياة التي كانت سائدة قديما.

كلمات مفتاحية::