الرئيسية » ريادة » الاخبار الرئيسية »
 
26 أيلول 2018

فتاة تبتكر نظام حماية للأطفال من ضربة الشمس والاختناق في المركبات

القدس – خاص بوابة اقتصاد فلسطين

 استطاعت المهندسة يسرى الأشهب من بلدة الرام ابتكار نظام حماية للأطفال من ضربة الشمس والاختناق في المركبات.

منذ عامين بدأت البحث عن حل لحوادث وفاة الاطفال داخل المركبات، التي تحدث لعدم إدراك الأهل ان ترك اطفالهم في المركبة أمر في غاية الخطورة.

الأشهب وظفت دراستها في هندسة الحاسوب لخدمة فكرتها، وسعت من خلال استشارات طويلة في مجال الطب، والإلكترونيات، وكهرباء السيارات، إلى تحويل الفكرة حقيقة، ووضع اسمها ضمن الرياديين والمبتكرين الفلسطينيين الشباب.

وقالت في حديث ل"بوابة اقتصاد فلسطين": استوقفتني ظاهرة وفاة الأطفال في المركبات، وتبين من خلال بحثي ان هذه الحوادث مرتفعة في العالم، وكانت ترتيب نسبة وفيات الاطفال بحوادث داخل المركبات في الولايات المتحدة خلال ال15 عام الاخيرة، تأتي ثانيا، فبلغ عدد الوفيات بسبب هذا النوع من الحوادث،774، وكانت حوادث الدهس نتيجة الرجوع للخلف اكثر منها فبلغت 1307 حالة وفاة.

خطورة الحرارة

خلصت الاشهب من خلال الاستشارات الطبية والدراسات، الى أن الأطفال يتأثرون بتغيرات درجات الحرارة أكبر من البالغين.

وقالت:" تبين ان الطفل في حال حبس داخل مركبة مغلقة يتأثر سريعا وخاصة في الدقائق العشرة الاولى، فتصل درجة الحرارة داخل مركبة مغلقة مركونة تحت اشعه الشمس من 49.5 الى 55.4 درجه مئوية في غضون 10 دقائق فقط، وفي هذه الحالة لا يستغرق الامر بضع دقائق لوصول درجه حرارة جسمه الى 40.5 درجه مئوية، بعد ذلك يصبح جسمه في حاله ضربه الشمس.

وأضافت:" ترتفع درجة الحرارة داخل المركبة بشكل سريع، لأنها تصبح تخزن الحرارة بداخلها كنظام البيت البلاستيكي، وخلال ساعة ستصل درجة الحرارة داخل المركبة إلى ما بين 55-60 درجة مئوية وهذا مرتبط بطبيعة حرارة الجو واشعة الشمس خارج المركبة.

النظام مختلف

وأوضحت الأشهب، أنها اطلعت على عدة أنظمة تعمل على التخفيف من نتائج هذه الحالة الطارئة، ولكنها تعمل على تذكير الأهل فقط، فوجدت انه بالإمكان العمل على ابتكار نظام يعمل على التذكير إضافة لحل المشكلة ذاتيا دون الحاجة الى التدخل البشري، فيقوم النظام من خلال مجسات على تحديد وجود طفل في المركبة وبناء على قياسات درجة الحرارة والاوكسجين داخل المركبة يتم تحديد مخرجات النظام.

بناء على مخرجات النظام عن الوضع داخل المركبة  يكون التدخل على مرحلتين، الاولى عندما تكون درجة  الحرارة الامنة داخل المركبة من (24-30) يرسل النظام رسالة تحذيرية لصاحب المركبة تمكنه من التحكم بأنظمة التبريد والإنذار داخل المركبة عن بعد ، وبالتزامن مع ذلك يتم فتح النوافذ بمسافه (7سم) تقريبا، و تشغيل مروحه المركبة،  وفي حال عدم وجود استجابة من صاحب المركبة، او وصول درجه الحرارة الى الدرجة الحرجة يتدخل النظام فورا وبشكل ذاتي لحل المشكلة وهنا ينتقل النظام الى المرحلة الثانية، فعندما تصبح  درجه الحرارة اعلى من 30 درجه مئوية يعمل النظام على فتح النوافذ بمسافه (7سم) تقريبا، وتشغيل مروحه المركبة والمكيف، وتشغيل نظام الانذار (الانذار الصوتي مسجل بثلاث لغات العربية والعبرية والإنجليزية ، نظام "الفلشر" )، بالإضافة لإجراء اتصال مسجل لأرقام الطوارئ (الشرطة، والدفاع المدني، والإسعاف) ويتم تزويد هذه الجهات بموقع المركبة و معلومات عنها لسهوله التعرف عليها، ويوضح مواصفاتها من حيث اللون والموديل ورقم اللوحة .

وأوضحت الاشهب أن النظام بإمكانه البدء بالاستجابة للحادث من المرحلة الثانية، على اعتبار أن الأهل ربما لم يصلهم التحذير أو عدم تمكنهم من الوصول بسرعة، لأن الوقت المحدد لوصول درجة الحرارة لمرحلة الخطر لا تتعدى 10 دقائق.

جهود تكللت بالنجاح

وأكدت الأشهب أنها طبقت النظام على مركبة خاصة، بعد أن وفرت المستلزمات الخاصة بالتجربة مثل المجسات، والمتحكمات الدقيقة، وكان هذا يتطلب الحصول على بعض المجسات من الخارج، لعدم توفرها في الأسواق.

وقالت: توجهت لأحد كراجات كهرباء السيارات، لمعرفة التوصيلات الكهربائية الخاصة بالسيارة، ولأتمكن من فهم طبيعة الشبكات الكهربائية، وكيفية تحديد وربط المكيف والمروحة والنوافذ بالنظام، وبعد ذلك قمت بإجراء التجارب ذاتيا على تركيب النظام على المركبة، وفحص الاستجابة للحالات الطارئة التي كانت ضمن مخطط المشروع، وبعد ستة اشهر من العمل المتواصل والتجربة، بدأ النظام يعطي النتائج المطلوبة، وأصبح يستجيب للوضح داخل المركبة.

بعد الانتهاء من النموذج الأول بدأت السعي لتطوير النظام، فتوجهت للمجلس الاعلى للإبداع والتميز، وأخضع النظام للجنة تقييم متخصصة، فتأهل لمرحلة الاحتضان وتمويل عملية التطوير.

الاشهب تعتبر أن احتضان المجلس لمشروعها سيمكنها من تطويره، من خلال عملية التمويل التطويري، بالإضافة للاستشارات الفنية من المختصين، ما يجعل النظام قابلا للتسويق ومعتمد في الأسواق الفلسطينية، وإمكانية بيع هذا النظام لشركات تعنى بالأمن والحماية، وبذلك تكون قد وفرت لنفسها فرصة للعمل وإنشاء عملها الخاص.

يسرى بعد نجاح تجربتها

 

كلمات مفتاحية::