الرئيسية » الاخبار الرئيسية » ريادة »
 
05 أيلول 2019

"مزرعة أغنام صغيرة" تقهر ظلام وإعاقة شابة بإرادة جبارة

 بوابة اقتصاد فلسطين

الإعاقة الحركية والبصرية لخلود لم تمنعها من أن تقف بصلابة على طريق الاستقلال الذاتي وتشق طريقها نحو مستقبل آمن، لم تُرد خلود أن تكون ضمن جيش من العاطلين عن العمل، يجافيها النوم حين تراودها الأفكار المزعجة بمستقبل بعيد قد يغيب فيه الوالدين؛ وينشغل فيه الأخوة بحياتهم الخاصة، فتبقى خلود سجينة جدران اسمنتية صمّاء لن تبادلها المشاعر، أو تربت على كتفيها حين تضعف او تتألم.

ليست هذه الحياة التي تريدها تلك الشابة ابنة الـ24 عاما، فرغم صغر سنها إلا أنّها تعي تماما أن هذه الحياة تحتاج المقاومة والصمود لا الاستسلام للواقع، عجزها الحركي لم يثنيها عن السعي نحو مستقبل أرادته مشرقا، درست الحاسوب وحصلت على شهادة الدبلوم في مركز الشيخ خليفة، أوقفتها الظروف، وأعاقت طريقها في السلك التعليمي، فهل توقفت أحلامها هنا؟!

تقول خلود ابنة بلدة قوصين في محافظة نابلس: "أردت منذ وجودي على مقاعد الدراسة في المرحلة الأساسية أن يكون لدي مشروعي الخاص مستقبلا، ففكرة الزواج في مثل وضعي ليست ممكنة، وبالتالي يطاردني رعب المستقبل، ومواجهة تحديات الحياة بعد زواج اخوتي وعدم وجود معيل في المستقبل، لذا بقي تفكيري منشغلا بشأن القادم في حياتي".

خلود لديها اثنين من الإخوة واثنتين من الأخوات، ويعمل والدها في مجال البناء.

بشأن مشروعها تقول: "اقترح أحدهم علي فكرة المشاركة في دورة "ابدأ مشروعك" مع برنامج الجمعية العربية في بيت لحم ضمن برنامج التمكين، قبلت الفكرة وتوجهت للجمعية، وحصلت على الدورة والتي كان مضمونها ايجاد فكرة لمشروع للبناء عليه وتطويره".

عادت خلود لمنزلها مثقلة بالتفكير والبحث عن البداية، استشارت العائلة فاقترحوا عليها من ضمن العديد من الأفكار مشروع تربية الأغنام خاصةً أن هناك مكان متوفر لإقامة بركس (بيت الغنم)، أعجبتها الفكرة وبدأت بعمل خطة المشروع، إلى أن أصبحت جاهزة بين يديها وبانتظار التنفيذ.

توجهت خلود لأحد البنوك الفلسطينية وطلبت الحصول على قرض لتمويل مشروعها، فبدأت تخوض معركتها للحصول على رأس المال، تقول "استمرت مفاوضاتي معهم سنتين تقريبا لحين الموافقة على المشروع واستلام القرض."

وعن قيمة القرض قالت خلود أنها كانت قد طلبت 10 آلاف دولار، خفضها البنك لـ7 آلاف دولار، ثم لـ5 الاف و950، ثم 5 آلاف، حينها رفضت خلود المبلغ فتراجع البنك للمبلغ السابق وهو 5 آلاف و950 دولار.

توجهت خلود برفقة والدها لاختيار الأغنام وتم الاتفاق وشراء ثمانية رؤوس، وكانت قد جهزت المزرعة الخاصة بها بمساعدة والدها، حينها اطمأنت خلود بأن خطوتها الأولى قد بدأت.

المدققة في كل التفاصيل

خلود تتابع بدقة التفاصيل المالية لمشروعها الصغير، تدون كل منتج يصدر عن مزرعتها وتتابع كافة التفاصيل كمحاسب كبير، الشغف يدفعها لتقف على لبنة متينة، تتابع وتفحص وتدقق كافة المراحل لمشروعها الصغير.

المخاطرة كبيرة كما أوضحت خلود، وهي أن الأغنام قد تتعرض للوفاة في أي وقت، فقبل بضعة أيام وضعت إحدى الاغنام أربعة توائم، لكن لسبب ما تعرضت هذه التوائم للموت المفاجئ فوراً، فبقيت منها واحدة فقط، وهذه تعدُّ خسارة لمشروع صغير كمشروع خلود يضم حالياً 11 رأسَ غنم.

الأغنام حاليا، وفق خلود، متوقفة عن إنتاج الحليب بسبب انتظار مواليدها الجدد، لكنها تعقد الآمال على هذه المواليد التي تتحضر لبيعها وتحقيق الدخل منها، وقد تفكر في تربية واحد او اثنين، وهذا يتعلق بوضع المواليد، ووضع خلود وإمكانياتها في تكبير مزرعتها في الوقت الحالي.

وعن الأثر المالي لمشروعها أخبرتنا خلود أنها في أول شهرين من شرائها المواشي وبعد ولادة الحوامل منها؛ تمكنت من التسوق وشراء الكثير من حاجياتها بسبب العائد المادي الذي حصلت عليه، وهي الآن تترقب قدوم الأغنام الجديدة لتكون قيمة مالية داعمة في تعليمها الجامعي مستقبلاً.

تحاول خلود خفض تكاليف الإنتاج، حيث تحصل على نوع من حبوب "البيكا" من أرض والدها كغذاء للأغنام، وبنفس الوقت تستخدم روث الأغنام المخمر في تسميد الأرض، كما أنها وخلال فصل الربيع تطلب من أخوتها اصطحاب الأغنام لتناول العشب من البراري، وذلك سعيا منها لتقليل استهلاك الأعلاف العضوية. وتستعين خلود بطبيب بيطري يأتي كل مدة لفحص أغنامها صحياً.

المدققة في كل التفاصيل

خلود تتابع بدقة التفاصيل المالية لمشروعها الصغير، تدون كل منتج يصدر عن مزرعتها وتتابع كافة التفاصيل كمحاسب كبير، الشغف يدفعها لتقف على لبنة متينة، تتابع وتفحص وتدقق كافة المراحل لمشروعها الصغير.

المخاطرة كبيرة كما أوضحت خلود، وهي أن الأغنام قد تتعرض للوفاة في أي وقت، فقبل بضعة أيام وضعت إحدى الاغنام أربعة توائم، لكن لسبب ما تعرضت هذه التوائم للموت المفاجئ فوراً، فبقيت منها واحدة فقط، وهذه تعدُّ خسارة لمشروع صغير كمشروع خلود يضم حالياً 11 رأسَ غنم.

الأغنام حاليا، وفق خلود، متوقفة عن إنتاج الحليب بسبب انتظار مواليدها الجدد، لكنها تعقد الآمال على هذه المواليد التي تتحضر لبيعها وتحقيق الدخل منها، وقد تفكر في تربية واحد او اثنين، وهذا يتعلق بوضع المواليد، ووضع خلود وإمكانياتها في تكبير مزرعتها في الوقت الحالي.

وعن الأثر المالي لمشروعها أخبرتنا خلود أنها في أول شهرين من شرائها المواشي وبعد ولادة الحوامل منها؛ تمكنت من التسوق وشراء الكثير من حاجياتها بسبب العائد المادي الذي حصلت عليه، وهي الآن تترقب قدوم الأغنام الجديدة لتكون قيمة مالية داعمة في تعليمها الجامعي مستقبلاً.

تحاول خلود خفض تكاليف الإنتاج، حيث تحصل على نوع من حبوب "البيكا" من أرض والدها كغذاء للأغنام، وبنفس الوقت تستخدم روث الأغنام المخمر في تسميد الأرض، كما أنها وخلال فصل الربيع تطلب من أخوتها اصطحاب الأغنام لتناول العشب من البراري، وذلك سعيا منها لتقليل استهلاك الأعلاف العضوية. وتستعين خلود بطبيب بيطري يأتي كل مدة لفحص أغنامها صحياً.

البحث عن أسواق

تبيع خلود منتجات أغنامها في نطاق ضيق حاليا، لكن ضمن خطتها تتجه نحو توسيع سوقها، هي حاليا تسوّق المنتجات بشكل بسيط، من يرغب بشراء المنتجات (الحليب ومشتقاته) يحضر للمنزل ويحصل عليها. لكنها في موسم الإنتاج الجديد -أي بعد ولادة أغنامها- ستقوم بوضع منتجات مزرعتها في نقاط بيع ستبدأ من قريتها أولا، إلى أن يكبر مشروعها، ويصبح قادرا على توسيع دائرة المستفيدين منه.

لم تحظَ خلود بأي دعم سواء مادي أو ارشادي من قبل أي جهة حكومية، ولم تطرق بابها أي مؤسسة، ولم يحمل أي منهم عبئا عنها، أدارت مزرعتها بإرادة قوية دون الاتكاء على أحد، تقوم بمهامها المنزلية كأي فتاة تعيش في نطاق عائلة، وبنفس الوقت تخطط لمستقبلها التعليمي الذي تأمل أن يكون قريباً.

"أحسست بالأمان والثقة بالإقدام نحو المستقبل دون هواجس، كما أنني حققت حلمي في إقامة مشروعي الخاص الذي طالما حلمت به منذ كان عمري 17 عاما". تختم خلود

 

حسناء الرنتيسي- مجلة افاق البيئة

كلمات مفتاحية::