الرئيسية » محلي » ريادة »
 
13 تشرين الثاني 2022

طالب طب فلسطيني يحصد "الجوائز" لمشروع طبي مرتبط بالذكاء الاصطناعي

حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

ما بين أن تكون طبيبا عاديا، أو طبيبا رياديا مبتكرا، خطوات تبدأ بالرغبة بالخروج عن المألوف، بالرغبة في ترك بصمة..

الشاب مؤمن أبو سعدة، ابن مدينة طولكرم، على أعتاب تخرجه كطبيب بشري، من جامعة بوليتكنك فلسطين (PPU) في الخليل. قاده طموحه وبحثه عن الإبداع ليكون ضمن فريق "قمة الجبل"، ليحقق فوزه الأول بصندوق منحة من حاضنة الجبل للأعمال في تموز يوليو 2022.

من "الجبل" للعالمية..

ومن حيث وضع قدمه في حاضنة أعمال الجبل لريادة الأعمل؛ صوّب هدفه نحو جائزة أخرى على المستوى العربي، حيث حصل على جائزة ضمن 130 شركة ناشئة من الوطن العربي في برنامج  Startups without borders والتي تأهل فيها ضمن أفضل 10 شركات ناشئة في البرنامج.

ولأنه أدمن النجاح وحصاد الجوائز انطلق بفكرته للعالمية، إلى امستردام في هولندا في مؤتمر  IGNITE9 من SPARK  الذي تمثل فيه لجنة التحكيم نخبة من شركات دولية مثل Google ، IKEA ليحصد الفوز مجددا بالمرتبة الثانية.

كان يمكن أن يكتفي بتخصصه الذي يختزل حلم معظم الآباء لأبنائهم، لكنه اختار ريادة الأعمال الى جانب تخصصه، ليكون طبيبا رياديا مبتكرا، يحصد الجوائز ويسير بخطى واثقة نحو طموح يعانق القمة.

ايمانه بنفسه وبقدراته مهّد له الطريق ليلين الصلب أمام إرادته، فقد بدأ أبو سعدة رحلته التي اختارها في ريادة الأعمال والشركات الناشئة في منتصف عام 2020 من خلال التعلم من حاضنات ومسرعات الأعمال المختلفة مثل حاضنة الجبل للأعمال، وفلو، ومسرع المعاهد ( Founder Institute كونها شركة آمريكية ومعروفة باسمها الاجنبي) في رام الله، ومن جامعة بوليتكنك فلسطين وحاضنة أعمال مصادر في الخليل، كخطوات أولية قبل أن ترى "عيادتي" النور.

شركته "عيادة"

"عيادة".. مشروع ناشئ، انطلقت فكرتها بعد أزمة كورونا، وما أظهرته من حاجة إلى تقديم الخدمات عن بعد، فكرة المشروع ربط المرضى مع الأخصائيين المتخصصين بالحالة الصحية الدقيقة للمريض من خلال تقنية الذكاء الصناعي Artificial Intelligenc بدلًا من زيارة أطباء غير المتخصصين بمشاكل يعاني منها مريض، وتقديم الاستشارات الطبية "اونلاين" من خلال مكالمات الفيديو مع أخصائيين لجعل الرعاية الصحية أكثر نجاعة وأسهل وصولا لمن هم بحاجتها.

انطلق أبو سعدة بفكرته منذ نهاية العام الماضي، بعد تحقيقه الفوز بجائزته الأولى من حاضنة الجيل، ليكون أول دعم مالي يوظف لتطوير فكرة شركته.

كما أن حصوله على قبول من وزارة الصحة الفلسطينية كان حافزا قويا يدفعا نحو الاستمرار.

و"عيادة" عبارة عن منصة للرعاية الصحية عن بعد تربط المرضى بمقدمي الرعاية الصحية المناسبين والمتخصصين والمختبرات باستخدام الذكاء الاصطناعي ، وتركز على ربط المريض بالطبيب الأنسب وفقًا لحالة المريض وسجله الصحي لإجراء استشارة فيديو عبر الإنترنت،  كما يقدم خدمة الحجز عبر الإنترنت للاختبارات المعملية ويجمع عينات الاختبار من منزل المريض عندما يطلبها الأخصائي. هذا يضمن حصول المريض على رعايته الصحية دون مغادرة المنزل إذا لم تكن هناك حاجة لزيارة أخصائي جسدي.

لتقليل الأخطاء الطبية وخفض التكاليف

جاءت "عيادة" كانعكاس لفراغ صنعه سوء تطبيق تخصص طب الأسرة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام. فتخصص طب الأسرة مسؤول بشكل أساسي عن تحويل المريض إلى مقدم الرعاية الصحية الأنسب. مشكلة تواجه معظم المرضى، ما ينعكس على صعوبة الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة بسبب صعوبة العثور على أخصائي مناسب وزيارة العديد من المتخصصين دون تحقيق تحسن كبير مع زيادة النفقات لكل متخصص غير مناسب، مع العلم أن هناك حوالي 68٪ من المرضى ليس لديهم متخصصون في طب الأسرة لتحويلهم للجهة المختصة الدقيقة.

ويوضح أبو سعدة أن تخصص طب الأسرة هو الجسر بين المريض والمتخصص (مقدم الرعاية الصحية) ، لذلك بدون هذا الوسيط ، لا يمكن للمريض الوصول إلى اختصاصه المناسب، ما يعني زيارة العديد من الأطباء الخبراء دون أي تحسن كبير، لأن هؤلاء الأطباء الخبراء كانوا غير متخصص بدقة في الحالة الراهنة للمريض، والمريض الذي يزوره دون إحالة طبية مما ينعكس على صعوبة إيجاد الأخصائي المناسب.

في عيادة، يتم عمل محاكاة تقنية لتخصص طب الأسرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال ربط المرضى بنظام بيئي من أخصائيي الرعاية الصحية المختارين بعناية والموثوقين والآمنين وأصحاب الخبرات العالية.

يقول أبو سعدة "نعتبر أنفسنا امتدادًا لقسم العيادات الخارجية لمعظم المستشفيات، لذلك نتعامل مع حالات المرضى الخارجيين ونقدم خدماتنا للمرضى غير العاجلين لإجراء الاستشارات عبر الإنترنت والحصول على الفحوصات المخبرية من منازلهم. كما أنه يساعد مقدمي الرعاية الصحية على زيارة المرضى في تخصصاتهم الفرعية فقط مما يقلل من أي خطأ طبي محتمل".

كلمات مفتاحية::