الرئيسية » دولي »
 
05 حزيران 2015

شبهار الحرة: بوابة إيران على الهندي تنتظر رفع العقوبات

 مئات الحاويات تتعرض للشمس اللاهبة في مرفأ شبهار، لكن المستثمرون الأجانب يفضلون انتظار رفع العقوبات الدولية لاغتنام "الفرص الذهبية" التي تؤمنها المنطقة الحرة الإيرانية الوحيدة المفتوحة على المحيط الهندي.

\

بوابة اقتصاد فلسطين| يجري في منطقة شبهار الحرة، التي تبعد أكثر من 1800 كلم جنوب شرق طهران على ساحل سيستان-بلوشستان، تنفيذ أحد أكبر المشاريع الحكومية منذ 1994 على 14 ألف هكتار لتنمية جنوب ايران.

وعلى الأرصفة المكتوية بأشعة الشمس، يحمل عمال صناديق أواني المائدة وصلت من الصين، على أن تنقل إلى طهران، ويشحن آخرون إطارات جديدة أو يفرغون أكياسا من الأرز.

لكن النشاط لا ينطلق بالزخم المطلوب من خلال رافعة واحدة للتفريغ والمستودعات الكثيرة الفارغة.

إلا أن منطقة شبهار الحرة تؤمن كثيرا من المنافع للمستثمرين، منها الإعفاء من الضريبة المهنية طوال 20 عاما، وتقليص الرسوم الجمركية وضمانات بنسبة 100% على رأس المال المستثمر والأرباح على رغم العقوبات الاقتصادية التي تعزل ايران منذ 2012. واليد العاملة رخيصة وخففت القيود في قانون العمل.

وقال سعيد مقدم المدير التنفيذي للاستثمارات في منطقة شبهار الحرة، "إننا نهدف إلى اجتذاب أكبر عدد ممكن من الاستثمارات".

وقد اتى نصف الالفي شركة الموجودة، من افغانستان وباكستان والخليج، و30% من الصين وبلدان آسيا الاخرى، و20% فقط هي شركات غربية.

وهذا المرفأ المطل على المحيط الهندي، يعد بوابة استراتيجية نحو ايران والبلدان المجاورة. ويتيح ايضا تجنب المرور الكثيف بمضيق هرمز.

وأكد حمد علي مباركي الرئيس المنتدب لمنطقة شبهار الحرة، أن هذه "المنطقة ستعمل في غضون 15 عاما كمرفأ كبير قادر على استيعاب 80 مليون طن"، مشيرا إلى أنه يريد ايضا تطوير مركز للنشاط البتروكيميائي فيها.

وتضم شبهار ايضا منطقة تجارية كبيرة تباع فيها السلع بأسعار تقل 30 الى 40% عن الأسعار في بقية أنحاء إيران، وجامعة وتطور قطاعها السياحي من خلال استصلاح الشواطىء.

وأكد نعمة الله رستيغر صاحب متجر للأدوات الكهربائية أن "الناس يأتون من كل أنحاء البلاد للشراء". وأضاف إن "ظروف الحياة قد تحسنت وبنيت مساكن"، فيما تقول السلطات انها استأصلت البطالة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 230 ألف نسمة.

لكن عددا كبيرا من المؤسسات الاجنبية اوقفت منذ 2006 انشطتها بسبب العقوبات الدولية المفروضة منذ استأنفت طهران برنامجها النووي المثير للخلاف، كما يقول مقدم.

وقد استأنفت ايران المفاوضات مع البلدان الكبرى في خريف 2013 من أجل التوصل الى اتفاق شامل قبل 30 حزيران/يونيو الجاري.

ومنذ استئناف المفاوضات، "عادت 250 شركة بصورة جزئية، وابدت شركات اميركية وكندية وفرنسية اهتماما كبيرا" بالعودة، كما اكد هذا المسؤول. وزار وفد من شركة بولوريه الفرنسية العملاقة المنشآت في ايلول/سبتمبر 2014. وقال "بدأنا اجراء مفاوضات على العقود" مع الشركاء المحتملين، مشيرا الى انها ستوقع "قريبا" اذا تم التوصل الى اتفاق شامل هذا الصيف.

وقد وقعت الهند في بداية ايار/مايو بروتوكولي اتفاق تبلغ قيمتهما 180 مليون دولار. وتريد نيودلهي تجنب المرور المحفوف بالمخاطر في باكستان وافغانستان، ومنافسة الصين التي تستثمر في مرفأ غوادر الباكستاني على بعد مئة كلم.

واكد مباركي "نأمل في ان تسفر المفاوضات عن نتائج، سيكون ذلك بداية انشطة جديدة في شبهار".

لكن منطقة شبهار الحرة تعاني من بنى تحتية ما زالت غير متطورة. ولا يزال جزء من 600 كلم من السكك الحديد التي تربط المرفأ بالعاصمة الاقليمية زهدان، قيد الانشاء، والطرق السريعة مشروعا على الورق. ويحتاج المطار المحلي الى تحديث ايضا. ولا يتوافر فيها غير فندق واحد بمعايير دولية والمدينة ليست موصولة بالشبكة الوطنية للغاز.

وتقر السلطات ايضا بوجود مشكلة امنية يشكلها وجود مجموعة من المتمردين في منطقة تضم اقلية سنية كبيرة، فيما يشكل الشيعة اكثرية سكان البلاد. ولم تشهد شبهار اي اعتداء منذ 2012 لكن المواجهات المسلحة متواترة في بقية انحاء المحافظة.

وقال مباركي ان "كل الجهود قد بذلت لتوفير فرص عمل لشبان المنطقة. والامن سيأتي مع التقدم الاقتصادي".

(أ ف ب)
مواضيع ذات صلة