الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
08 حزيران 2015

مشاهد معاناة من بيت لحم

عدة محطات في محافظة بيت لحم استهدفها برنامج جولات إعلامية الذي تنفذه وزارة الإعلام بزيارات دورية لعدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام إلى مناطق مهمشة سعيا لتسليط الضوء على معاناة المواطنين هناك. "بوابة اقتصاد فلسطين" شارك في الجولة واختار ثلاثة مشاهد لتسليط الضوء عليها.

\

محافظ بيت لحم جبريل البكري

بيت لحم- بوابة اقتصاد فلسطين | عماد الرجبي،  كان مخيم عايدة المحطة الأولى في جولة الصحفيين. هناك تحدث محافظ بيت لحم اللواء، جبريل البكري، عن معاناة المحافظة. وقال لـبوابة اقتصاد فلسطين، من أمام مفتاح العودة، إن بيت لحم تعاني من العديد من المشاكل جراء سياسات الاحتلال ومن ابرزها الناحية الاقتصادية. ففيها أعلى نسبة بطالة في الضفة الغربية رغم كونها منطقة سياحية.

معضلة السياحة

وأوضح، إن وزارة السياحة بتعاون مع البلديات والمحافظة يسعون إلى زيادة عدد السياح عن 300 ألف لما من شأنه أن يخلق فرص عمل جديدة.

واستنكر إجراءات الاحتلال في الاستحواذ على السياح الاجانب من خلال سيطرة الشركات الإسرائيلية على السياح بشكل غير أخلاقي "حيث يحددون لهم المناطق التي يجب أن يزوروها إضافة إلى جعل السياح يشترون ما يشاؤون من إسرائيل قبل وصولهم بيت لحم".

وعول المحافظة، على المؤتمر السياحي الدولي الذي سيقام في 16 من الشهر الجاري في بيت لحم. وقال "سنرسل من خلال المشاركين ووسائل الإعلام معاناة المحافظة السياحية".

\

أُدرجت بتير العام الماضي ضمن قائمة اليونسكو التراث العالمي

بتير والصمود

وكانت المحطة الثانية، قرية بتير، التي أدرجتها منظمة "اليونسكو" ضمن قائمة التراث العالمي. في هذه القرية التي يعني اسمها الكنعاني "بيت الطير" ستشاهد لوحة فنية طبيعية: مساحات خضراء، قوارير الورود على حواف الشبابيك، وينابيع المياه. وكل ذلك يزداد حلاة بسماع زقزقة العصافير.

وليس غريبا، في أن تدرج القرية ضمن قائمة التراث العالمي. فالقرية تعج بالأماكن الأثرية التي تعود لآلاف السنين، منها ما هو كنعاني وروماني وبيزنطي، ومن أبرزها آثار قلعة كنعانية وحمام روماني والبئر الذي شرب منه سيدنا إبراهيم عليه السلام في طريقه إلى مدينة الخليل والمسجد العمري الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس.

\

سكة القطار التي تمر من أراضي بتير أسسها العثمانيون

وفي القرية أيضا سكة قطار، بالنظر اليه تعود بك الذاكرة إلى قرار التقسيم عام 1947. السكة بناها العثمانيون في أوائل القرن الماضي ضمن مشروع "قطار الحجاز". لكن بعد خروج العثمانيين من فلسطين قام البريطانيون باستكمال المشروع فظل يربط القدس بالساحل الفلسطيني أو ما يعرف حاليا بـ"تل أبيب".

وحين وقعت القرية على حدود خط التقسيم بين فلسطين وإسرائيل عام 1947 تمكن الاحتلال من توقيع اتفاقية "رودس" عام 1949 مع الحكومة الاردنية وأهالي القرية. أُتفق بموجبها على أن يحق لأهالي بتير المحافظة على ملكية أراضيهم داخل المنطقة اليهودية مقابل أن يحفظوا سلامة القطار الذي يمر من أراضيهم" حسب نص الاتفاقية.

وقد انقسمت أراضي القرية بناء على ذلك إلى جزأين، الأول تحت السيادة "الإسرائيلية"، والآخر تحت السيادة الأردنية، وبعدها انتقلت إلى السيادة الفلسطينية، لكن لم يتغير أي بند من بنود اتفاقية "رودس" حتى هذه اللحظة.

لذلك ظل الأهالي في اتصال مباشر مع أراضيهم رغم مضايقات الاحتلال المستمرة لهم. ويبدو أن اتصال وارتباط أهالي "بتير" بأراضيهم خلف سكة القطار بشكل يومي وسلمي لم يرق لسلطات الاحتلال التي قررت في السنوات الأخيرة بناء جدار الضم والتوسع حول سكة القطار من الجهة الفلسطينية بحجة "حماية القطار ومن يركبه من هجمات فدائية قد يتعرض لها القطار من قبل الفلسطينيين".

 

\

مستوطنة "بيتار عيليت" استولت على مساحات كبيرة من أراضي وادي فوكين

وادي فوكين ورجل الكهف

فيما كانت المحطة الأخير، في وادي فوكين غرب بيت لحم التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 ولكن أهلها عادوا اليها بعد ذلك وهي الآن تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

هنا، يُجسدُ الاستيطان في أبشع صوره، إذ يحيط بالوادي العديد من المستوطنات التي تقوم بالاستيلاء على اراضي المواطنين. وكانت مساحة الوادي في العام 1948 حوالي 12 الف دونم الآن تقلصت إلى 200 دونم فقط ضمن الهيكلية التي يسمح بالبناء عليها، ومخاطر التقليص مستمرة، حسب ما تحدث أحمد سكر رئيس قروي وادي فوكين.

إضافة إلى ذلك فان الاحتلال يحاول ان يدمر ما تبقى من مساحات زراعية من خلال ضخ مياه مجاري المستوطنات على أراضي المزارعين حتى يدمر اقتصاد "فوكين" الذي يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية.

وفي فوكين أيضا، ذهبت الجولة إلى الحاج حسن مناصرة أو ما يعرف بـ "رجل الكهف". الحاج مناصرة (92 عاما) يعيش منذ عشرات السنوات في خيمة بجانب كهف خشية من قيام آليات الاحتلال بالتوسع في أرضه سيما وأن سلطات الاحتلال تسلمه إخطارات هدم بشكل دوري.

وبجانب خيمة مناصرة هناك كهف يضع فيه المواشي التي يعتاش منها.

\

يعيش الحاج مناصرة منذ سنوات في أرضه البعيدة عن القرية لحمايتها من المصادرة

 

مواضيع ذات صلة