الرئيسية » تكنولوجيا »
 
23 كانون الثاني 2019

هل وصلت آبل إلى نهاية الطريق؟

بوابة اقتصاد فلسطين.

هل بدأت آبل مرحلة الانهيار الوشيك بسبب سياساتها المتعلقة بآيفون، ربما يكون السؤال مبالغا به لكن الكاتب والمحلل ستيفن مكبرايد يرجح ذلك في مقال على موقع فوربس.

يقول الكاتب مكبرايد إن آبل مرت بعقد مذهل، فمنذ طرح آيفون في 2007 قفزت مبيعات الشركة أضعافا مضاعفة، وتجاوزت قيمة أسهمها 700% وحتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت آبل أكبر شركة تداول عام في العالم، لكن قبل أسبوعين أصدرت الشركة تحذيرا صدم المستثمرين.

فللمرة الأولى منذ عام 2002 خفضت الشركة توقعات أرباحها، وهبط سهمها بنسبة 10% في أسوأ يوم لها منذ ست سنوات، وأكمل هذا بضعة أشهر مروعة انهارت فيها أسهم آبل بنحو 35% من ذروتها في تشرين الثاني/ نوفمبر.

هذا الانهيار في قيمة أسهم الشركة أدى إلى مسح 446 مليار دولار من قيمة الأسهم، وهي أكبر خسارة للثروة في سهم واحد على الإطلاق.

ووفقا للكاتب -وهو كبير المحللين في شركة ريسك هيدج- فإن ذلك كان مجرد البداية.

"النمو القوي بأرباح آبل يخبئ سرا"

يقول مكبرايد إنه إذا نظرت إلى أرقام مبيعات آبل فلن تلاحظ شيئا خاطئا، فمنذ عام 2001 حافظت الشركة على نمو راسخ في أرباحها، ووفقا لهذا المقياس فإن أعمال آبل تبدو صحية تماما، لكن هناك سر مخفي خلف هذه الأرقام البراقة.

فبغض النظر عن نمو الأرباح تبيع آبل عددا أقل من هواتف آيفون كل عام، وفي الحقيقة وصلت مبيعات هذه الهواتف إلى ذروتها في 2015، ففي العام الماضي باعت الشركة 14 مليون آيفون أقل مما باعت قبل ثلاث سنوات.

"رفع الأسعار للحفاظ على نمو الأرباح"

ويوضح الكاتب أنه في 2010 كان بإمكانك شراء هاتف آيفون 4 جديد مقابل 199 دولارا، وفي 2014 كان آيفون 6 المطروح حديثا يكلف 299 دولارا، أما اليوم فإن أرخص هواتف آيفون إكس يكلف 1149 دولارا، وهذا يشكل زيادة بنسبة 500% عما كانت عليه أسعار آيفون قبل ثماني سنوات.

وكل ذلك على الرغم من أن التقنية ترخص باستمرار، فقبل مدة ليست بالبعيدة كانت التلفزيونات المسطحة عالية الوضوح تعتبر ترفا، فحتى الصغير منها يكلف آلاف الدولارات، لكن اليوم بإمكانك شراء تلفزيون 55 بوصة من متجر بست باي مقابل خمسمئة دولار.

وفي عام 1984 باعت موتورولا أول هاتف خلوي مقابل أربعة آلاف دولار، والآن فإن متوسط سعر الهاتف الذكي يبلغ 320 دولارا، وفقا لشركة أبحاث السوق "آي دي سي".

ويوضح الكاتب أن أسعار الهواتف الخلوية هبطت بنسبة 92% تقريبا، ومع ذلك رفعت آبل أسعار هواتفها الذكية بنسبة 500%، ومن المذهل -وفقا له- كيف تمكنت آبل من رفع الأسعار كل تلك المدة.

"آبل لن تتمكن من رفع الأسعار أكثر من ذلك"

يقول الكاتب إنه قبل 12 سنة كان 120 مليون شخص فقط يملكون هاتفا خلويا، أما اليوم فإن أكثر من خمسة مليارات شخص يملكون هاتفا ذكيا، وفقا لشركة "آي دي سي".

وكانت آبل هي القوة المحركة وراء هذا الانفجار، فبوصفها اللاعب المهيمن في سوق متسارعة النمو أصبحت أكثر شركة تداول عام ربحية في التاريخ.

ثم توقف نمو مبيعات آيفون في 2015، وربما كان هذا سيعني النهاية لمعظم الشركات، لكن آبل قامت بعمل متقن بإطالة عمر هاتفها من خلال رفع الأسعار، وقد سمح لها جيش ضخم من الموالين بشدة لعلامتها التجارية بأن ترفع الأسعار التي كانت تبدو غير معقولة قبل بضع سنوات.

لكن أسعار آيفون وصلت الآن -بحسب الكاتب- إلى أقصى مدى يمكن أن تبلغه، ويتساءل: بعد كل شيء ما هو أكبر مبلغ يمكن أن تدفعه مقابل هاتف ذكي: 1500 دولار أم 2000 دولار؟ وهذا الأمر من السوء لدرجة أن آبل تبقيه الآن سرا.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر أعلنت الشركة أنها ستتوقف عن التصريح بحجم مبيعات آيفون على الرغم من أن هذه المعلومة مهمة جدا ويستحق المستثمرون أن يعرفوها، ومع ذلك آبل تبقيها الآن سرا.

"آيفون هو درة تاج آبل"

يولد آيفون ثلثي إجمالي مبيعات آبل، ولذلك يستغرب الكاتب من أن شركة مساهمة عامة تجني معظم أرباحها من مبيعات آيفون لن تصرح بعد اليوم للمستثمرين عن عدد مبيعاتها من هذا الهاتف، كما أن خطوط إنتاجها الأخرى لا تعوض تراجع مبيعات آيفون.

ويشير الكاتب إلى أن 20% من أرباح آبل تأتي من مبيعات آيباد والحواسيب، وهما قطاعان راكدان أيضا، مما يعني أن 80% من قطاع أعمال آبل مجهول المصير، لكن يمكن لآبل أن تتخذ المسار الآخر وتخفض أسعار آيفون.

لكن بعملية حسابية، إذا خفضت آبل أسعار آيفون إلى مستويات عام 2016 فسيتوجب عليها بيع 41 مليون هاتف إضافي لتطابق فقط أرباح عام 2018.

"هل تواجه آبل مصير نوكيا؟"

قبل بزوغ نجم آبل كانت نوكيا ملكة الهواتف الخلوية وفقا للكاتب، ففي 2007 كان عنوان الغلاف لمجلة أعمال شهيرة يقول "نوكيا.. مليار زبون، هل بإمكان أحد اللحاق بملك الهواتف الخلوية؟" لكن آيفون ظهر في 2007 وما حصل لنوكيا بعد ذلك تاريخ معروف.

 

المصدر: مواقع إلكترونية