حل أزمة مشفى المطلع: قرار سياسي ضمن خطة الانفكاك
رام الله- بوابة اقتصاد فلسطين- وصال أبو عليا
أولت الحكومة الفلسطينية برئاسة د. محمد اشتية القدس المحتلة ومشافيها خاصة المطلع الأهمية الأولى لأن دعم العاصمة المحتلة ومؤسساتها وأبنائها قرار سياسي ووطني في آن.
ويأتي الاهمام بالتزامن مع القرار السياسي من السيد الرئيس محمود عباس بعدم التوجه للمشافي الاسرائيلية وتوطين الخدمة، الأمر الذي أكده مدير عام التحويلات في وزارة الصحة د هيثم الهدري.
مدير عام مشفى المطلع وليد نمورة شدد في السياق ذاته على أن وزارة الصحة تتعامل مع مستشفيات القدس كمستشفيات حكومية ولها أولوية في التحويلات منذ زمن الشهيد الراحل ياسر عرفات وبدايات السلطة 1994، حيث كان يقدم منحا لمشافي القدس ودون فواتير.
أزمة مشفى المطلع
نمورة أكد بما لا يدع مجالا للشك أن توقف المساهمات المالية الأمريكية لمشافي القدس البالغة شهريا 25 مليون شيكل خلقت أزمة حقيقية عند توقفها .
وفي سبب آخر لتفاقم الأزمة أشار له الهدري بقوله: التراكم في المبالغ مشيرا إلى أنه طبيعي جراء تلكؤ ادارة المطلع في ارسال الفواتير.
وأوضح أن أزمة المطلع فوجئنا بها لأن ما ورد لنا من فواتير بكل ضغط التوريد بعد مراسلتهم بكتاب رسمي باستمرار التوريد وعدم تأخير الفواتير، تبين أن هناك نواقص في الأشهر السابقة سيما وأنه تم تركيب نظام جديد في مشفى المطلع حسب قولهم ما زاد الأعباء.
فيما المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ابراهيم ملحم عزا الأزمة إلى التعطيل في آلية تقديم الفواتير، حيث كانت تُرسل بعد شهرين من انتهاء علاج المريض ومن ثم شهر لتصل للمالية وبالتالي الإجراءات تطول.
الأرقام المتضاربة
نمورة أقر بأن الديون وصلت ل 200 مليون شيكل منها 70 مليون شيكل ديون للموردين، مضيفا في الوقت ذاته أن الاحتياطات المالية لمشفى المطلع استخدمت كلها تجاه هذا الدين.
بدوره أوضح الهدري أن الأرقام المعروضة لا تتطابق مع الكتب التي أرسلت لوزارة الصحة، مشيرا إلى أن الأرقام التي بحوزة الوزارة دقيقة وصحيحة وتتطابق مع الأرقام المرسلة لها من المطلع، باعتبار أن ما وُرّد للصحة خلال شهر تشرين أول الماضي 68 مليون شيكل فيما الثلاثة اشهر السابقة وهي أيلول وآب وتموز لم يكن بها أي فواتير.
وأضاف الهدري بلغة الأرقام أن المطلع عام 2017 حصل على 170 مليون شيكل، وفي عام 2018 حصل على 149 مليون شيكل وفي هذا العام حصل حتى الان 92 مليون شيكل "ولو حسبت النسبة حتى نهاية العام لكانوا حصلوا على المبلغ الخاص بهم على غرار العامين الماضيين".
واشار أنه اذا تم مقارنة مديونية المطلع فهي الأقل وتبلغ 92 مليون شيكل بالاضافة إلى 25 تصبح 117 وحتى نهاية السنة تصل إلى 150 مليون شيكل، مؤكدا نحن نبي وطن ولبقاء عاصمة ومؤسسة رسمية ولتعزيز الصمود.
ادارة الأزمة
أعرب الهدري عن استغرابه من الشكل الذي تمت به تسوية الأمر وكأن المشافي هدمت وكأن النظام الصحي هدم، مؤكداً أن النظام الصحي لم ولن يهدم.
وأوضح أن مريض السرطان اولوية وقبل حل مشكلة المطلع حلت مشكلة المريض، مستأنفا بقوله لم يستقبلوا مرضانا في مشفى المطلع وتم ارجاع 60 مريضا وكانوا مدخلين لديهم من القدامى وهذا نوع اخر من التعامل مع الصحة وهذا غير مقبول ، وأصبحت أولوية لدينا وتم استيعاب جميع المرضى، ونقلوا بسياراتنا الشخصية وتم تحويلهم للاستشاري والنجاح وبيت جالا والأهلي ولم يبق مريض واحد دون علاج.
وفي سياق حديثه قال الهدري إن تأخر مريض عن العلاج ولو ليوم واحد سأقدم استقالتي، مؤكدا في الاطار على أن رئيس الوزراء أولى قضية المطلع أهمية خاصة وعقد جلسة استثنائية لها وحلها.
نمورة من ناحيته قال إنه تم تقسيم مرضى السرطان إلى ثلاث فئات:عدد تم تحويله بالتنسيق مع وزارة الصحة إلى الاستشاري، وعدد تم تحويله للأردن ومصر، والعدد المتبقي كان يستطيع الانتظار فلا خطورة على وضعه، وقد تم اتخاذ قرار طبي برئاسة د يوسف حمامرة رئيس قسم السرطان، الذي أعطى تعليماته أن لا يؤثر كل ما حدث على صحة المرضى. مشيرا إلى أن العدد الكلي لمرضى السرطان 180 مريضاً.
الاتفاق
عاد نمورة وقال إنه لا خلاف بيننا والحكومة الفلسطينية على قيمة الديون وتم اعتمادها بشكل نهائي، حيث سيتم البدء بدفع الديون من هذا الشهر وستتم جدولتها من 12 إلى 18 شهرا والمبلغ الاجمالي يُقدر ب 120 مليون شيكل. وأعلن أنه تم الاتفاق على زيادة الدفعة الشهرية لمشفى المطلع من 5 إلى 8 مليون شيكل ابتداء من الشهر الجاري.
الهدري من جانبه أكد انه بعد أسبوع من الاتفاق على حل الأزمة وفي اجتماع رئيس الوزراء د محمد اشتية مع مديرعام مشفى المطلع وليد نمورة سيتم تحويل 25 مليون شيكل اضافة للمبلغ الذي حول في وقت سابق وهو 5 مليون و 20 أخرى على التوالي.
تفاصيل أخرى
الهدري أكد أن مشافي القدس سيما المطلع والمقاصد ستبقى الأولوية في ايفاد المرضى بتعليمات من السيد الرئيس ورئيس الوزراء ووزيرة الصحة، منوها إلى أن المطلع يستفرد بالعلاج الاشعاعي داخل الضفة فقط، والأجهزة الموجودة لديهم بتكلفة 14 ألف دولار هي تبرع للشعب الفلسطيني والسعر لديهم أغلى من هداسا.
وأضاف أن مشفى المطلع يعمل ب 120 بالمئة عن قدرته من المرضى الموفدين له.مشيرا إلى أن وزارة الصحة لا تعتمد 100 بالمئة على المطلع، فهو أحد المشافي التي تعالج مرضى السرطان من أصل 7.
وبعد قرار القيادة الانفكاك عن دولة الاحتلال، كان هناك توجيهات من السيد الرئيس بابتعاث أطباء للخارج لاكتساب خبرات جديدة ورفع الكفاءة، وبالتوازي قرار لرجال الأعمال للاستثمار وفتح قسم في المشفى الاستشاري لحين بناء مشفى خالد الحسن للسرطان وليس بديلا عنه وتوسيع الأقسام.
واختتم الهدري حديثه بالقول: يبقى مشفى المطلع دائما مؤسسة وطنية في قلب عاصمتنا والطفل المدلل لوزارة الصحة ورئيس الوزراء وعلى رأس أولوياتنا وهو ركن أساسي وجزء لا يتجزأ من النظام الصحي الفلسطيني.