الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
05 تموز 2015

مزارعون بالأغوار يتركون أراضيهم لزراعة المستوطنات!

ممارسات الاحتلال في الأغوار جعلت مزارعي الأغوار في حالة يرثى لها، فقد صادرت أراضيهم وحرمتهم من المياه وأجرت تدريبات عسكرية دمرت الأرض والزرع، ناهيك عن منافسة منتج الاحتلال لمزروعاتهم في السوق الفلسطيني. عوامل لا تحصر اضطرت بعض المزارعين لترك أراضيهم للعمل لدى المحتل في المستوطنات الزراعية القريبة لتحصيل لقمة العيش.

\

مزارع فلسطيني يرعى أغنامه بالقرب من إحدى مستوطنات الأغوار/ أرشيف، وفا

الأغوار – بوابة اقتصاد فلسطين | أنصار اطميزه - اضطر أبو يونس "48 عاما " إلى التوقف عن زراعة 45 دونم من أرضه بالأغوار الشمالية والاتجاه للعمل في مزرعة للأبقار في مستوطنة ميخولا القريبة لعدم قدرته على زراعة أرضه. فهو لم يجد خيارا بعد أن عجز عن تغطية تكاليف احتياجات مزرعته من المياه بعد استيلاء الاحتلال على كافة مصادر المياه بالأغوار.

يقول أبو يونس: "ما عادت الزراعة تجيب همها" مشيرا إلى أن عشرات أشجار الزيتون التي ماتت بانتظار المياه بعد مطالبات طويلة للجهات المعنية بإدخال تنك للمياه لريها .

أراضي الأغوار بور والمستوطنات خضراء!

يتجه مئات المزارعين من الأغوار للعمل في المستوطنات الزراعية وترك أراضيهم بور لأنهم لا يستطيعون منافسة المنتج الإسرائيلي بالإمكانات المتاحة. إضافة لتحويل الاحتلال أراضيهم إلى معسكرات للتدريب.

وفي هذا السياق حذر إبراهيم ادعيس رئيس اتحاد المزارعين الفلسطينيين من ظاهرة هجرة الأيدي العاملة الزراعية للمستوطنات وتفريغ الأغوار من مزارعيها محملا بذلك المسؤولية الأولى للاحتلال الذي نجح في خطته بالقضاء على سلة خضراوات الضفة الغربية .

\

صورة لترحيل أكثر من مئة عائلة بهدف التدريبات العسكرية الاسرائيلية 2013/ أرشيف، وفا

إخطارات هدم يومية  وديون متراكمة

وقال ادعيس إن معدل إخطارات الهدم اليومية بالأغوار يبلغ 12-17 أمر هدم يصدر الاحتلال وهو ما يعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لسكان الأغوار ما يجعل أراضيهم جرداء .

إغراق السوق الفلسطينية بمنتجات المستوطنات ومنع الاحتلال إدخال الأسمدة التي يحتاجها المزارع الفلسطيني والحيلولة دون النهوض بالمنتج الزراعي وعدم قدرته على المنافسة وضع العقبات أمام  استمرار مزارعي الأغوار.

وأضاف ادعيس أن الديون المتراكمة على المزارعين والخسائر التي يتكبدونها بسبب الإجراءات الإسرائيلية دفعت المزارع للبحث عن مصدر آخر ليسد رمق عائلته.

 

الاحتلال غيّر المعادلة

المعادلة الطبيعية تشير إلى نمو في الإنتاج الزراعي للأغوار خاصة مع التطور التكنولوجي لكنها تختلف عندما يكون الاحتلال طرفا فيها حيث يسيطر على كافة مصادر المياه بالأغوار الشمالية  ويحول كافة أراضيها لمناطق تدريب عسكري مغلقة.

ويستذكر المزارع رشيد خضيرات من قرية بردلة بالأغوار الشمالية أيام السبعينيات، عندما كانت أطنان المنتجات الزراعية تغزو السوق الفلسطينية والأردنية مع زراعة 100 دونم من الخضراوات، بينما  اليوم لا يعرف المزارعون كيف يصرّفون أقل من 5 أطنان في السوق المحلية مع زراعة 30  دونم.

\

صور طبيعة من الأغوار/ أرشيف، وفا

20% فقط من الأراضي مستغلة

المهندس مجدي عودة مدير مديرية الزراعة في طوباس والأغوار الشمالية قال إن الاحتلال يمنع المزارعين في المنطقة من زراعة أراضيهم، وأن 20% فقط من مساحة الأراضي يتم زراعتها، حيث أن المساحة الكلية لطوباس والأغوار الشمالية تبلغ حوالي 410 آلاف دونم، يتم استغلال حوالي 90 ألف منها فقط .

وأضاف عودة أن الاحتلال يسيطر على مصادر المياه في المنطقة ويقوم ببيعها للمواطنين رغم ملكيتهم لها.

ويرجع مزارعون أسباب تراجع الزراعة بالأغوار إلى ممارسات الاحتلال من جهة، وإهمال وزارة الزراعة والمؤسسات المهتمة بالزراعة من جهة أخرى، محملين جزءا من المسؤولية على المستهلك الفلسطيني الذي لا يدعم منتجه الوطني.

وطالب المزارعون بضرورة دعم المنتج الزراعي الفلسطيني وتقديم الاحتياجات اللازمة للمزارعين بالأغوار الشمالية لدعم صمودهم وبقائهم.

\ 

 

مواضيع ذات صلة