الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
31 تشرين الأول 2020

الملياردير الفلسطيني الذي رفع دعوى قضائية ضد بريطانيا بسبب إعلان وعد بلفور

بوابة اقتصاد فلسطين

خلال لقاء له مع وكالة فرانس بريس، وبينما يجلس الملياردير الفلسطيني منيب المصري في قصره في مدينة نابلس، يطرح قضية أثارت غضبه طوال ثمانية عقود.

"هل يمكنك أن تقتبس لي الكلمات الـ 58 في تصريح بلفور؟" سأل وكالة فرانس برس، في إشارة إلى بيان عام 1917 الذي حدد دعم لندن لبناء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.

يُشار إلى المصري أحيانًا باسم "الأب الروحي لفلسطين"، وهو كبير عائلة المصري التي تملك مصالح في مجال الاتصالات والتمويل والصناعة والعقارات الفلسطينية.

يسكن المصري، البالغ من العمر 86 عامًا، قصره المسمى بيت فلسطين أعلى جبل مطل على نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

ويعرض في القصر صور لمنيب المصري مع نيلسون مانديلا، والمرشح الرئاسي الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي هربه المصري من الأردن إلى سوريا عام 1970 في صندوق سيارته.

شغل منصب وزير في الحكومة الأردنية وفي السلطة الفلسطينية ومقرها رام الله.

لكن على الرغم من نجاحه المالي وإنجازاته السياسية وتقدم سنه، قال المصري لفرانس برس إنه لا يزال مستغرقًا في إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور، الذي يُنظر إليه على أنه مقدمة لإقامة دولة إسرائيل عام 1948.

الحقوق السياسية

يبدأ وعد بلفور بالقول إن "حكومة جلالته تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وأنها ستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف".

يجيب المصري على هذه الجملة قائلا "لقد فاتك الأمر الرئيسي". ثم أكمل إعلان الوعد "لا يجب القيام بأي عمل من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين". ويقول المصري "هذا يظهر لك أنه ليس لدينا حقوق سياسية".

في وقت سابق من هذا الشهر، قام منيب المصري وعدد من النشطاء برفع دعوى قضائية في محكمة فلسطينية للمطالبة بتعويض بريطانيا عن "الأخطاء" التي ارتكبها بلفور.

من المؤكد أن مثل هذه البادرة الرمزية لن تجبر بريطانيا على دفع تعويضات، لكن يقول المصري إن رفع القضية حقق حلم الطفولة. حين شعر بالغضب منذ اليوم الذي سمع أخبره فيه المعلم عن وعد بلفور ومعناه.

سجن كبير

تجد عند مدخل بيت فلسطين، لوحة لكاتدرائية القديس مرقس في البندقية، ويقابلها رسم تصويري لمسجد قبة الصخرة في القدس.

وقال المصري إن الصورة الأخيرة بمثابة تذكير بأن العرب "عرفوا كيف يبنون القباب" قبل الأوروبيين.

كما تجد ما يذكر بالنكسات الفلسطينية، بما في ذلك اللوحات الجدارية لـلنكبة والنكسة.

وقال المصري لوكالة فرانس برس "اليوم اسوأ فترة في تاريخ فلسطين". "نحن نعيش في سجن كبير".

وبعيدا عن الاحتلال، أعرب المصري عن قلقه من قيام الإمارات والبحرين بإقامة علاقات مع إسرائيل، الأمر الذي كسر عقودًا من إجماع الجامعة العربية ضد التطبيع حتى حل الصراع الفلسطيني.

علما أن مصالح المصري التجارية تخدم شركات النفط الخليجية.

تقاسم الكعكة

وقال المصري لوكالة فرانس برس إنه كان متحمسًا لاتفاقات أوسلو للسلام في التسعينيات لكنه أصيب بخيبة أمل منذ ذلك الحين.

وأعرب عن أمله في أن تتمكن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المصالحة مع منافستها حماس، لمنح الفلسطينيين صوتًا موحدًا.

ومع تضاءل نفوذ المصري السياسي، إلا أنه لا يزال يكتب رسائل باللغة العربية إلى دونالد ترامب، ليشجع الرئيس الأمريكي على تغيير المسار في الشرق الأوسط، حتى لو كان لديه أمل ضئيل في الرد.

لكن إحباطات المصري الرئيسية تكمن في إسرائيل.

يقول المصري بأن بلفور هو من أعطى الدولة اليهودية شيكا على بياض لاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وأن الإسرائيليين، من يسيطرون على الأراضي الآن، يرفضون "تقاسم الكعكة".

مواضيع ذات صلة