الرئيسية » تحليل » آخر الأخبار »
 
08 أيار 2025

الصراع بين الهند وباكستان: هل يستطيع الاقتصاد العالمي تحمّل كلفة التصعيد؟

بوابة اقتصاد فلسطين

في وقت لم يتعافَ فيه الاقتصاد العالمي بعد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تطل أزمة جديدة من جنوب آسيا تهدد الاستقرار الدولي، مع تصاعد الصراع بين الهند وباكستان، ما ينذر بتبعات قد تتجاوز الطابع العسكري، إلى هزّ ثقة المستثمرين وتعطيل سلاسل الإمداد.

فالصراع بين قوتين نوويتين تمثلان معًا أكثر من 20% من سكان العالم، ويحوزان موقعًا استراتيجيًا في قلب آسيا، قد يمتد كأمواج زلزالية إلى عمق النظام المالي والتجاري العالمي.

من حرب روسيا إلى جنوب آسيا.. صدمات متكررة

أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أن النزاعات الإقليمية لم تعد محلية الأثر، بل أصبحت تؤثر بشكل مباشر على أسعار الطاقة وتكاليف الشحن وتدفقات رؤوس الأموال. وأي مواجهة جديدة، ولو محدودة، بين الهند وباكستان، قد تؤدي إلى اضطراب في الأسواق الناشئة والعالمية على حد سواء.

تصعيد ميداني يعيد شبح الحرب الشاملة

أطلقت الهند ضربات عسكرية على باكستان الأربعاء، ما أسفر عن مقتل العشرات، في حين أعلنت إسلام آباد أنها أسقطت خمس طائرات حربية هندية. جاء ذلك بعد هجوم مسلح في كشمير أودى بحياة 26 شخصًا، اتهمت الهند باكستان بالوقوف خلفه، وهو ما نفته الأخيرة.

وفي حين أبدت الأسواق الهندية تماسكًا نسبيًا، انخفض مؤشر بورصة كراتشي بنسبة 3.1%، وتراجعت الروبية الباكستانية، كما هبطت الروبية الهندية بأكثر من 1%، في أكبر خسارة يومية لها خلال شهر.

تحولات محتملة في خريطة الاستثمار

من شأن اتساع رقعة التصعيد أن يدفع صناديق استثمار دولية لإعادة تقييم مخاطرها في جنوب آسيا، ما قد يضعف تدفقات رؤوس الأموال باتجاه المنطقة. كما قد تعيد الشركات الكبرى النظر في عملياتها وسلاسل توريدها في الهند وباكستان.

بين أوكرانيا وكشمير.. هل يعيد التاريخ نفسه؟

مع بداية الحرب الروسية، تجاوز سعر النفط 120 دولارًا، وقفزت أسعار الغذاء بنسبة 14%، وخسرت الأسواق العالمية أكثر من تريليون دولار خلال الشهر الأول. وإذا اندلعت مواجهة شاملة بين نيودلهي وإسلام آباد، فإن تبعات مماثلة قد تطال العالم، خاصة مع خصوصية الموقع الاقتصادي للبلدين.

الهند: خامس أكبر اقتصاد عالمي، وثالث أكبر مستورد للنفط، ولاعب رئيسي في سلاسل التوريد (خاصة التكنولوجيا والأدوية).

باكستان: أقل وزنًا اقتصاديًا، لكنها تمثل عقدة استراتيجية ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

ضغط على الاقتصادين.. وهشاشة في الميزان

باكستان: تواجه ديونًا خارجية تتجاوز 131 مليار دولار، وتعتمد على دعم من صندوق النقد الدولي. استمرار التصعيد قد يهدد قدرتها على الوفاء بالالتزامات ويزيد احتمالات التخلف عن السداد.

الهند: رغم احتياطاتها النقدية التي تفوق 600 مليار دولار، فإن تصاعد التوتر قد يجبرها على تحويل الإنفاق نحو الدفاع على حساب التنمية.

المياه.. جبهة صراع صامتة

تهدد الهند بتعليق اتفاقية مياه نهر السند، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لقطاع الزراعة في باكستان، الذي يشكل مصدر رزق لنحو 40% من القوى العاملة.

المقارنة الاقتصادية: الهند مقابل باكستان (2024)

المؤشر

الهند

باكستان

الناتج المحلي الإجمالي

4.3 تريليون $

373 مليار $

عدد السكان

1.4 مليار نسمة

247 مليون نسمة

احتياطي النقد الأجنبي

640 مليار $

8.2 مليار $

الدين الخارجي

620 مليار $

131 مليار $

صادرات الأرز

12.5 مليار $

4 مليارات $

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسواق الأسلحة تستعد.. وسمعة "رافال" على المحك

ككل صراع، لا يغيب الجانب التجاري. فقد شهدت أسهم شركات الدفاع الصينية ارتفاعًا بعد تصاعد التوترات، خصوصًا أن باكستان تعتمد على استيراد معداتها من بكين، مثل مقاتلات "جيه-10 سي".

وتشير التقارير إلى أن إسقاط خمس طائرات هندية من طراز "رافال" قد يُلحق ضررًا بسمعة هذه الطائرات الفرنسية عالميًا، في حين تتجه شركات الدفاع الكبرى لاستغلال الموقف لتسويق أنظمتها المتطورة.

النووي في الخلفية.. ومخاوف من سيناريو كارثي

يمتلك الطرفان ما يقدر بـ170–200 رأس نووي لكل منهما. ويحذر محللون من أن أي تصعيد غير مضبوط قد يتحول إلى مواجهة نووية، ما سيؤدي إلى كوارث بيئية وإنسانية، وربما مجاعات عالمية بسبب السحب الإشعاعية وتضرر الإنتاج الزراعي.

 

المصادر: أرقام – ووكالات

 

مواضيع ذات صلة