الرئيسية » محلي »
 
12 أيار 2025

نقابيون يحذرون: ضعف التواصل والمهارات يهدد فعالية العمل النقابي

بوابة اقتصاد فلسطين

حذّر نقابيون من تفاقم الفجوة بين القيادة النقابية وقواعدها العمالية، نتيجة ضعف التواصل بين الهيئات والمستويات التنظيمية المختلفة، الأمر الذي يعكس تراجعًا في فعالية التنظيم النقابي وقدرته على التأثير في قضايا العمال وتلبية مطالبهم.

جاء ذلك خلال اختتام مركز الديمقراطية وحقوق العاملين دورة تدريبية استمرت ثلاثة أيام بعنوان: "مهارات التنظيم النقابي وإدارة النقابات"، نُظمت تحت شعار "التنظيم من أجل تحسين حقوق العاملات والعاملين"، بمشاركة 17 نقابيًا ونقابية من مختلف محافظات الضفة الغربية. وشارك في الدورة ممثلون عن نقابات من سلفيت وطولكرم وأريحا وأبوديس والخليل وقلقيلية ورام الله ويطا، بالإضافة إلى وفد من مركز "أولف بالمة" الدولي ومنظمات تعليم عمالية من السويد.

أجمع المشاركون على أن هناك ضعفًا ملموسًا في انتقال القرارات والمعلومات داخل الأطر النقابية، وهو ما أدى إلى عزلة القواعد عن واقع نقاباتها، وتحوّل بعض الهياكل إلى أجسام شكلية تفتقر للحيوية والتفاعل. كما أشاروا إلى أن تهميش القيادات النقابية في المستويات الوسطى والدنيا أدى إلى ضعف إدارة العمل الميداني، في ظل غياب توزيع واضح للصلاحيات وتقسيم المهام.

وأشار النقابيون إلى أن التجاذبات السياسية والصراعات الداخلية داخل التنظيمات النقابية، بالإضافة إلى تضارب المصالح واختلاف الرؤى، ساهمت في تعميق الانقسامات بين المستويات المختلفة، وأضعفت من مفهوم الانسجام والتكامل داخل العمل النقابي. كما أكدوا على غياب الإعلام النقابي المتخصص، ما أدى إلى ضعف التغطية الإعلامية للواقع العمالي ومشكلاته، وغياب الرواية الحقيقية عن معاناة العمال وتطلعاتهم.

ولفت المشاركون إلى أن اتخاذ القرارات المصيرية يتم غالبًا في المستويات العليا دون إشراك المستويات القاعدية، ما يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الثقة والصراعات الداخلية، ويقوّض فرص تحقيق الأهداف النقابية والتوافق على استراتيجية موحدة.

وفي السياق ذاته، شدد النقابيون على ضرورة تطوير خطط عمل وسياسات تعزز من دور النقابات في المجتمع، وتدعم مبادئ الديمقراطية على كافة المستويات، وصولًا إلى تحول ديمقراطي شامل يعزز من مكانة النقابات كأطر تمثيلية فاعلة.

كما أجمعوا على أن محدودية الموارد وضعف المهارات النقابية في المستويات الدنيا انعكس سلبًا على فاعلية التنظيم، إضافة إلى هيمنة البيروقراطية وثبات القيادات في الصفوف الأولى، وغياب مبدأ التداول الديمقراطي على المواقع القيادية، ما يكرّس الجمود ويحول دون تجديد العمل النقابي.

وطالب المشاركون بضرورة توسيع نطاق التوعية النقابية من خلال تكثيف الورش التدريبية واللقاءات والمواد التوعوية، مع الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية للوصول إلى القواعد العمالية ونشر المعرفة النقابية.

وخلال الدورة، استعرض المدربان عمر الطقز وآمنة العمري من وحدة الثقافة والتدريب والتنظيم النقابي في المركز، أهداف التدريب وآليات اختيار المشاركين، مؤكدين أن الدورة تستهدف تأهيل نقابيين جدد سواء من المنتخبين حديثًا في الهيئات الإدارية أو المنضمين حديثًا إلى الهيئات العامة.

وتضمّن البرنامج تعريفًا شاملًا بمفهوم التنظيم النقابي، وأساسيات العمل النقابي، ودوره في حماية حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم، بالإضافة إلى شرح هيكلية النقابات وصلاحيات الهيئات الإدارية وآليات عقد الاجتماعات والمؤتمرات النقابية، عبر تمارين عملية ومحاكاة تمثيلية لتعزيز الفهم وتثبيت المهارات المكتسبة.

مواضيع ذات صلة