الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
12 أيار 2025

"نكبة مستمرة"... تقرير يكشف أرقامًا صادمة عن الاقتصاد الفلسطيني في ظل التهجير والعدوان

بوابة اقتصاد فلسطين 

كشفت د. علا عوض، رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عن أرقام وحقائق صادمة حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية في فلسطين، بالتزامن مع الذكرى الـ77 للنكبة، مؤكدة أن النكبة لم تتوقف، بل تتواصل عبر سياسات ممنهجة من التهجير والتجويع والسيطرة على الأرض والموارد.

الاقتصاد الفلسطيني: انهيار ممنهج وبنية تحتية مدمرة

أوضحت د. عوض أن العدوان الإسرائيلي المتواصل، خاصة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية في قطاع غزة، حيث تم تدمير أكثر من 330 ألف وحدة سكنية، وأُبيدت آلاف المنشآت الاقتصادية، بما فيها الأسواق والمصانع والمخازن والخدمات التجارية، إلى جانب شبكات المياه والكهرباء والطرق.

وفي قطاع المياه، تراجعت معدلات التزود إلى ما بين 3–5 لترات للفرد يوميًا، مقارنة بالحد الأدنى المطلوب عالميًا للبقاء على قيد الحياة (15 لترًا)، نتيجة لانقطاع الكهرباء، وغياب الوقود، والدمار الواسع في شبكات التوزيع، مما ساهم في ارتفاع معدلات الأمراض وسوء التغذية.

أما من حيث أمن الغذاء والتغذية، فيعاني أكثر من مليونَيْ فلسطيني في قطاع غزة من خطر الموت جوعًا، بينهم أكثر من مليون طفل، مع تسجيل وفاة 57 طفلًا جراء الجوع المباشر، وظهور أعراض سوء تغذية حادة على نحو 65 ألف شخص، بحسب بيانات وزارة الصحة.

وفي الضفة الغربية، تم هدم أكثر من 651 مبنى منذ بداية 2024، وتُصدر سلطات الاحتلال بشكل مستمر أوامر هدم واستيلاء على منشآت سكنية وتجارية، مما يساهم في تقويض البيئة الاقتصادية المحلية، وتوسيع فجوة الفقر والبطالة، التي باتت تتفاقم في ظل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي.

تدمير القطاع الإنتاجي: الزراعة هدف دائم

رصد التقرير اعتداءات الاحتلال والمستعمرين على الأراضي الزراعية، حيث جرى اقتلاع وتجريف أكثر من 14,200 شجرة خلال عام 2024، منها أكثر من 10,000 شجرة زيتون، ما شكل ضربة مباشرة لمصدر دخل آلاف الأسر الفلسطينية، وعمّق هشاشة الأمن الغذائي في الضفة الغربية.

معدلات تهجير ونزوح غير مسبوقة

قدّر التقرير أن نحو مليوني فلسطيني نزحوا قسرًا داخل قطاع غزة منذ بدء العدوان، بما يمثل أكثر من 90% من إجمالي سكان القطاع، ويعيش معظمهم في ظروف معيشية مأساوية داخل مراكز إيواء غير مهيأة.

التوسع الاستعماري ومصادرة الأراضي: خنق اقتصادي واستنزاف للموارد

خلال عام 2024، صادر الاحتلال أكثر من 46 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية عبر أوامر استملاك وإعلانات "أراضي دولة"، في إطار سياسة الضم الزاحف، مما حرم آلاف المزارعين من استغلال أراضيهم، وقطع سبل عيشهم، وأضعف القدرة على تطوير قطاع اقتصادي فلسطيني مستقل.

توازن سكاني يهدد الرواية الصهيونية: 7.4 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية

أشار التقرير إلى أن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بلغ نحو 7.4 مليون نسمة منتصف عام 2025، وهو رقم يوازي عدد اليهود المقيمين فيها، وفق إحصاءات رسمية إسرائيلية، مما يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول "العبء الديموغرافي" الذي تسعى إسرائيل للتعامل معه عبر التهجير الجماعي والتطهير العرقي.

ضحايا النكبة المستمرة: أكثر من 154 ألف شهيد منذ 1948

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة وحتى اليوم أكثر من 154,000 شهيد، بينهم أكثر من 52,600 شهيد في قطاع غزة وحده منذ أكتوبر 2023، يشكلون أكثر من ثلث ضحايا النكبة، بينهم أكثر من 18 ألف طفل و12 ألف امرأة، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.

المستعمرات والتوسع العسكري: اقتصاد مبني على الإقصاء

بلغ عدد المواقع الاستعمارية الإسرائيلية في الضفة الغربية نهاية 2024 نحو 551 موقعًا استعماريًا، منها 151 مستعمرة قائمة و256 بؤرة استيطانية، حيث صادقت سلطات الاحتلال على بناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية جديدة خلال العام نفسه، واستولت على ما يقارب 12 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية.

الاحتلال يواصل خنق الاقتصاد الفلسطيني وتفكيك مقومات الحياة

اختتمت د. عوض التقرير بالتأكيد على أن ما يجري على الأرض ليس فقط استهدافًا مباشرًا للإنسان الفلسطيني، بل عملية منظمة لضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية لشعب بأكمله، وأن استمرار العدوان وسياسات التهجير والاستيطان ستجعل من إعادة الإعمار والتنمية تحديًا طويل الأمد في ظل غياب مساءلة دولية حقيقية.