اتحاد دولي يدين الحرب على غزة ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار: "غزة أصبحت رمزًا لانهيار أخلاقي عالمي"
بوابة اقتصاد فلسطين
أعرب الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب (BWI) عن قلقه البالغ وإدانته الشديدة لتصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وما خلفته من مئات الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب دمار واسع للبنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد قرابة نصف مليون شخص بالمجاعة.
وقال الاتحاد في بيان صدر عنه، إن "ما يجري ليس حادثًا عرضيًا، بل كارثة مفتعلة بفعل سياسات ممنهجة من التجويع، والتهجير القسري، والاستيلاء على الأراضي، تنفذها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة"، مشيرًا إلى أن استمرار العدوان أدى إلى تدمير أحياء بأكملها، ووضع غزة على حافة المجاعة، وسط عرقلة ممنهجة لوصول المساعدات الإنسانية.
واستند الاتحاد في موقفه إلى تقارير صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وهيئات دولية أخرى، وثّقت انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك الهجمات العشوائية على المدنيين، والعقاب الجماعي، ومنع دخول المساعدات منذ 2 آذار/مارس 2025.
وأضاف البيان: "يُعد العمال الفلسطينيون من بين الفئات الأكثر تضررًا، حيث فقد الآلاف وظائفهم ومنازلهم وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، في ظل إلغاء التصاريح، وإغلاق المعابر، واتباع سياسات عمل استغلالية حرمت مجتمعات بأكملها من الحق في العمل والعيش بكرامة. عمال البناء اليوم إمّا عاطلون عن العمل أو مهجّرون قسرًا"، مؤكدًا أن هذه السياسات تنتهك القانون الدولي للعمل وحقوق الإنسان.
وأكد الاتحاد على "الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بكرامة والعمل اللائق"، ورفضه التام "لمنطق الاحتلال والحرب المستمرة والتهجير القسري"، داعيًا إلى حل سياسي عادل يستند إلى القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق المساءلة، إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن، وهو ما يتطلب وفق البيان "وقفًا شاملًا ودائمًا لإطلاق النار".
ودعا الاتحاد المجتمع الدولي، والنقابات العمالية، والحكومات، وقادة العالم، إلى التحرك العاجل، واتخاذ خطوات ملموسة تشمل: إعلان وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، ووقف الاستيطان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.
وقال الاتحاد في ختام بيانه: "العدالة لا تحتمل التأجيل، وغزة أصبحت رمزًا لانهيار أخلاقي عالمي. وإذا استمر العالم في المماطلة، فإن العواقب ستتجاوز حدود المنطقة، مهددة أسس حقوق الإنسان والعدالة والتضامن العالمي".
دعم فلسطيني وترحيب نقابي
من جانبه، ثمّن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد موقف الاتحاد الدولي، مشيرًا إلى أن الاتحاد العام على تواصل مباشر مع النقابات والاتحادات الدولية، عبر تقارير أسبوعية وشهرية تُرفع إلى منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات، من بينها الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، الذي سبق أن زار أمينه العام أمبيت يوسون فلسطين في أيار/مايو 2024 ضمن وفد دولي.
وأكد سعد أن هناك مواقف دولية متزايدة داعمة لحقوق العمال الفلسطينيين، من أبرزها إحالة طلب عضوية فلسطين في منظمة العمل الدولية للتصويت في 5 حزيران/يونيو المقبل، إضافة إلى قبول الشكوى المقدّمة من الاتحادات الدولية باسم العمال الفلسطينيين، للمطالبة بتعويضهم عن حرمانهم من العمل والرواتب منذ 17 شهرًا، بعدما كانت حكومة الاحتلال تشغّل 25% من الأيدي العاملة الفلسطينية.
ولفت أيضًا إلى قرار نقابة عمال النرويج، التي صوتت أغلبية أعضائها مؤخرًا لصالح المقاطعة الشاملة لحكومة الاحتلال، مؤكدًا أن هذه القرارات تمثل "تطورًا مهمًا في المعركة النقابية الدولية لنصرة حقوق عمال فلسطين".