رسالة إلى وزير المالية: ندرك صعوبة الوضع.. ونطالب بتوضيح الرؤية
بوابة اقتصاد فلسطين
أعلنت الحكومة، اليوم الأربعاء، صرف 35% من رواتب الموظفين العموميين من أصل 70%، على أن يُستكمل الباقي بعد عيد الأضحى المبارك.
الإعلان جاء بعد أيام من الإرباك والانتظار والتكهنات التي أثقلت كاهل الموظفين، في ظل تضارب التصريحات بين مصادر "مطلعة" ومنصات التواص الاجتماعي.
هذا الإرباك ليس مجرد تفاصيل إدارية، بل هو نتيجة طبيعية لأزمة مالية خانقة ناجمة عن إجراءات الاحتلال المالية العقابية، والتي تشمل حجز أموال المقاصة، وتقليصها، وتأخير تحويلها غير أن الأزمة تُفاقمها حالة الصمت الرسمي والتواصل المتأخر من قبل الجهات المالية المختصة.
الرواتب لم تصرف في عبد الفطر، وتكرار المشهد قبيل عيد الأضحى زاد مخاوف الموظفين من استمرار حالة عدم اليقين المالي. وهنا، لا بد من الوقوف أمام الأسئلة التي يتداولها الناس كل يوم:
متى ستُصرف الرواتب؟ ما قيمة الصرف المتوقعة؟ هل هناك أفق واضح في ظل عجز الحكومة عن الاقتراض أو التمويل البديل؟ أين الدعم الأوروبي؟ ماذا عن الدعم العربي بعد ما قيل عن "إصلاحات" هيكلية في الحكومة؟
هذه التساؤلات مشروعة، وتحتاج إلى إجابات واضحة ومسؤولة، خصوصًا من وزير المالية عمر البيطار، الذي مضى على تسلّمه مهامه أكثر من عام في الوزارة.
إن المواطن لا يطلب المعجزات، بل الحقائق. يدرك الجميع أن الاحتلال يضرب أساسات الاقتصاد الوطني، لكن المطلوب هو خطاب صادق وواضح، يعكس حجم الأزمة ويضع الجميع في الصورة.
المواطن يريد أن يعرف: ما هو الوضع المالي الحقيقي للحكومة والسلطة؟ وما خطة وزارة المالية لتفادي مزيد من الانهيار؟
كما يبرز تساؤل آخر أكثر إلحاحًا:
إذا كانت الحكومة قادرة على صرف 35% الآن، فلماذا لم تُعلن عن ذلك قبل أيام لتمنح العائلات الفلسطينية وقتًا لترتيب احتياجاتها قبل العيد؟
ولماذا الإصرار على سقف "70%" وكأننا أمام رقم لا يمكن تجاوزه، بينما الأولويات تتعلق بمعيشة الناس وكرامتهم؟
ولماذا نبقى على أمل وصول حوالة "المقاصة" الإسرائيلية؟ هل نحن أولوية لدى الاحتلال في توقيت الصرف وهم يواصلون قتل شعبنا في غزة وتجويعهم؟ وهل من المنطق أن ننتظر كل شهر "الإذن" منهم؟
وفي هذا السياق، تبرز أيضًا قضية غياب الشفافية والتواصل الإعلامي. لماذا لا يتم عقد لقاءات دورية مع الصحفيين والاقتصاديين لعرض الواقع المالي بوضوح؟ ألا يُفترض بالإعلام أن يكون شريكًا في التوعية والشرح والمواجهة بدلاً من ترك الساحة للشائعات؟ الا يمكن ان ينقل الصحفيين خاصة الدوليين رسائل إلى حكوماتهم وشعوبهم عن اوضاعنا المالية؟
أخيرا، ندرك تمامًا حجم التحديات السياسية والاقتصادية، لكن إدارة الأزمات لا تكون بالصمت أو بردود الفعل المتأخرة. لكن المطلوب مصارحة واضحة لكل مخاوف الشعب عن الوضع المالي والدعم والوعود الخارجية.