بوابة اقتصاد فلسطين

عاد مضيق هرمز مجددًا إلى واجهة الأحداث الدولية، وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وارتفاع حدة التحذيرات من احتمال إقدام طهران على إغلاق المضيق كرد فعل محتمل على أي هجوم عسكري.

هذا الممر البحري الضيق، الذي يفصل الخليج العربي عن بحر العرب، لا يمثل فقط شريانًا حيويًا لتجارة الطاقة العالمية، بل يعد أيضًا أحد أخطر النقاط الجيوسياسية في العالم، حيث تمر عبره يوميًا نحو خُمس صادرات النفط العالمية.

التهديد الإيراني، وإن لم يكن جديدًا، يكتسب اليوم أبعادًا أخطر في ظل استمرار التصعيد الإقليمي، وسط تحذيرات من أن أي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق قد يؤدي إلى قفزة دراماتيكية في أسعار النفط، ويدفع المنطقة وربما العالم إلى أزمة طاقة واشتباك عسكري محتمل.

 ما هو مضيق هرمز؟

مضيق هرمز هو ممر مائي ضيق يفصل بين الخليج العربي وخليج عُمان، ويقع بين إيران شمالًا وسلطنة عُمان والإمارات جنوبًا. يبلغ عرضه في أضيق نقطة حوالي 33 كيلومترًا فقط، بينما يبلغ عرض الممرات الملاحية المخصصة لعبور السفن حوالي 3 كيلومترات في كل اتجاه.

يُعدّ المضيق أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، فهو البوابة الأساسية لتصدير النفط من دول الخليج إلى الأسواق العالمية.

الأهمية الاستراتيجية

ظهر البُعد الاستراتيجي للمضيق منذ منتصف القرن العشرين، بالتزامن مع تزايد الاعتماد العالمي على نفط الخليج. لكن أهميته تعاظمت خلال أزمات كبرى مثل:

• الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حيث تعرضت ناقلات النفط للهجوم.
• أزمة الخليج (1990-1991)، حيث أُعيد تأكيد أهمية تأمين المضيق.
• الأزمات المتكررة مع إيران، التي تهدد أحيانًا بإغلاق المضيق ردًا على العقوبات الغربية.

لماذا يُعد مضيق هرمز بالغ الأهمية؟

شريان الطاقة العالمي:

يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية يوميًا، أي ما يقارب 15 إلى 17 مليون برميل يوميًا (حسب تقديرات 2023)، تشمل صادرات السعودية، الإمارات، العراق، الكويت، وقطر.

نقل الغاز الطبيعي أيضًا:

تمر من خلاله كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المُسال (LNG) خصوصًا من قطر، وهي أكبر مصدر للغاز المُسال في العالم.

غياب البدائل الكاملة:

بعض دول الخليج بدأت ببناء أنابيب بديلة (مثل خط أنابيب أبوظبي الفجيرة)، لكن الجزء الأكبر من صادرات النفط لا يزال يعتمد على هذا المضيق.

أهمية جيوسياسية:

أي تهديد بإغلاق المضيق يُعد حدثًا عالميًا؛ إذ يؤدي مباشرة إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، وتدخل القوى الكبرى لحماية الإمدادات، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

ماذا لو أُغلق مضيق هرمز؟

• ارتفاع فوري في أسعار النفط (قد تتجاوز 150 دولارًا للبرميل حسب التقديرات).
• تعطل سلاسل الإمداد للطاقة عالميًا، خاصة في آسيا (الصين، الهند، اليابان).
• اندلاع توترات جيوسياسية قد تشمل تدخلًا عسكريًا دوليًا.
• ضرر اقتصادي مباشر على دول الخليج، حتى تلك التي لديها خطوط أنابيب بديلة.