الشيكل يتحدى التوترات الإقليمية ويسجل مكاسب أمام الدولار
مترجم – بوابة اقتصاد فلسطين
على الرغم من تصاعد التوترات الإقليمية ودخول إسرائيل عمليًا في حالة حرب، يواصل الشيكل الإسرائيلي تسجيل مكاسب قوية مقابل الدولار، ليبلغ صباح اليوم الاثنين أعلى مستوى له منذ بداية عام 2023، عند 3.44 شيكل للدولار، بانخفاض يقارب 1% عن السعر التمثيلي ليوم الجمعة، وبتراجع إجمالي نسبته 3% منذ بدء الحملة ضد إيران.
وجاء هذا التراجع في سعر الدولار مقابل الشيكل بالتوازي مع ارتفاعات ملحوظة في بورصة تل أبيب، التي استفادت من الضربة الأميركية للمواقع النووية الإيرانية، ما عزز مناخ التفاؤل في الأسواق المحلية.
المفاجأة: الأسواق تتفاعل بإيجابية
رافي غوزلان، كبير الاقتصاديين في شركة IBI للاستثمار، أعرب عن دهشته من هذا التفاؤل غير المتوقع، مشيرًا إلى أن "سوق الأسهم يدفع جزئيًا بتأثير من المؤسسات المالية، التي قلّصت تعرضها للعملات الأجنبية، ما انعكس على سوق الصرف الأجنبي أيضًا".
ومع ذلك، حذر غوزلان من أن استمرار ارتفاع الشيكل ليس مضمونًا، مؤكدًا أن "أي تصعيد في المخاطر العالمية – مثل تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز – قد يؤدي إلى ارتفاع عالمي في قيمة الدولار، ويحدّ من مكاسب الشيكل، أو حتى يعكس اتجاهه".
علاوة المخاطر تتراجع
مودي شفرير، كبير استراتيجيي الأسواق المالية في بنك هبوعليم، أشار إلى أن الانخفاض في علاوة المخاطرة بإسرائيل يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الشيكل، موضحًا أن "الهجوم الأميركي الأخير وإمكانية تراجع الملف النووي الإيراني من الأجندة الدولية أسهما في تعزيز الثقة في الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما انعكس على سوق الأسهم والسندات وسعر الصرف".
وأضاف أن "استمرار هذا الاتجاه مرهون بعدم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط أو تدهور الأسواق العالمية. فإغلاق محتمل لمضيق هرمز، أو هبوط حاد في أسواق الأسهم العالمية، قد يُبدد مكاسب الشيكل سريعًا".
الشيكل القوي... منذ ما قبل الضربة
بدوره، أشار إيدان أزولاي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "سيجما-كلاريتي"، إلى أن "الشيكل أظهر قوة واضحة حتى قبل الضربة الأميركية، باستثناء فترة قصيرة بعد أحداث 7 أكتوبر"، متوقعًا أن يستمر هذا الاتجاه في ظل دخول مستثمرين أجانب إلى السوق الإسرائيلي، واستمرار تدفق العملات الأجنبية بفعل نشاط قطاع التكنولوجيا.
هل يستمر الصعود؟
رغم الحرب، تعكس حركة الشيكل الحالية مزيجًا من العوامل السياسية والاقتصادية والتكهنات السوقية. لكن بقاء هذا الاتجاه مرهون بتطورات إقليمية حساسة، منها اتساع رقعة الحرب، أو أي خلل في أسواق الطاقة، خصوصًا في الخليج. حتى اللحظة، لا تزال الأسواق تسير على وقع التفاؤل... ولكن بحذر.
غلوبس