الخطة العملاقة لنتنياهو وترامب لليوم التالي للحرب في غزة
مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين
الخطة العملاقة لنتنياهو وترامب لليوم التالي للحرب في غزة، والتي حيكت بسرية في البيت الأبيض، تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات. تمير موراج: الخطة الدبلوماسية – الاقتصادية ستُدخل مبالغ ضخمة لجميع الدول المعنية. في الأسابيع الأخيرة، يتحدث رئيس الوزراء نتنياهو أكثر فأكثر بتلميحات غامضة عن الخطة الكبرى التي يحيكها مع الرئيس ترامب، خطة يقول إنها ستغيّر ليس فقط المنطقة، بل العالم بأسره.
في محادثات طويلة في المكتب البيضاوي وعبر الهاتف بين واشنطن وتل أبيب والقدس، تتبلور خطة استراتيجية عملاقة بحجم مئات المليارات من الدولارات لربط الشرق بالغرب. هذه الخطة هي الرد الأمريكي على مشروع الحزام والطريق الذي استثمرت فيه الصين أكثر من تريليون دولار فقط في العقد الأخير، من خلال إنشاء موانئ بحرية، مطارات، خطوط سكك حديدية وطرق سريعة تمتد لآلاف الكيلومترات. بكين تربط نفسها بأكبر الأسواق في العالم في ظروف مثالية.
فعندما تُقيم الصين ميناءً لصالح دولة من دول العالم الثالث، تحصل في المقابل على شروط تجارية مميّزة، مثل تقليل الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، ورسوم أقل، وتكاليف لوجستية منخفضة. والنتيجة هي ميزة تجارية هائلة تهدد اقتصاد الولايات المتحدة. أمام هذا المشروع الضخم، الذي قد يسيطر على الاقتصاد العالمي، يحيك الرئيس ترامب مشروعًا خاصًا به مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ومع قادة دول الخليج في السعودية، ومع نتنياهو.
الفكرة هي إنشاء تحالف دبلوماسي – اقتصادي – طاقوي من خلال إقامة طريق سريع (أوتوستراد) لنقل البضائع من الهند والشرق الأقصى مرورًا بالشرق الأوسط وصولًا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ومن المفترض أن تكون إسرائيل، بحكم موقعها الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا، نقطة عبور رئيسية تمرّ عبرها هذه البضائع، بحيث تلتف على مشروع الحزام والطريق الصيني.
هذا المشروع بالفعل يمكنه أن يغيّر اقتصاد العالم، لكن لكي يبدأ العمل به، يجب أن تنتهي الحرب في غزة. فبدون هذا الشرط، لن تنضم السعودية ودول الخليج، وبدون طاقتها وأموالها وموقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، لن يتمكن المشروع بأكمله من الإقلاع. لهذا السبب، نتنياهو متحمّس جدًا لإنهاء الحرب في غزة، ويجد نفسه تحت ضغط ثلاث أهداف ضخمة: الحاجة إلى استعادة الأسرى، والضرورة في القضاء على حماس، والرغبة الهائلة له ولشركائه في إطلاق أكبر مشروع اقتصادي شهده العالم.
تمير يقول: "شكرًا جزيلاً. سيبدأ حدث قد يجعل إسرائيل تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية. ومع ذلك، ما الثمن الذي يجب أن ندفعه؟ هذا تغيير عالمي في القضايا الاقتصادية، وهو بالأساس يستبدل الخطط والرؤى الصينية المتعلقة بهذه المنطقة الواقعة بين الشرق والغرب. وهذا بالفعل، من الناحية الاقتصادية، ومن الناحية الطاقوية، ومن الناحية المواصلاتية، لا شك أنه واقع عالمي جديد، لكنه مشروط طبعًا بانتهاء الحرب. أعتقد أنه في الخطة الأصلية، وربما أيضًا في المستقبل، يُنظر إلى هذا الارتباط ليس فقط مع الهند، بل أيضًا – انتبهي – مع إيران. ولكن من أجل ذلك، يجب أن يكون هناك نظام مختلف تمامًا هناك."
ترجمة: منتدي الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية