خطوة غير مسبوقة: المفوضية الأوروبية توصي بفرض عقوبات على شركات إسرائيلية بسبب الحرب في غزة
مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين
في تطور لافت، أوصت المفوضية الأوروبية بفرض عقوبات جزئية على إسرائيل عبر تعليق بعض أوجه التعاون معها ضمن برنامج البحث والتطوير الأوروبي "هورايزون"، وذلك ردًا على انتهاكاتها في قطاع غزة. ووفق البيان الصادر مساء الاثنين، فإن هذه الخطوة تمثّل أول عقوبة يفرضها الاتحاد الأوروبي على إسرائيل منذ بدء الحرب، وهي تهدف إلى الضغط على تل أبيب لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، وفقًا لما نصّت عليه اتفاقية الشراكة الأوروبية.
وتشمل العقوبات المقترحة تعليق تمويل الشركات الإسرائيلية – وليس المؤسسات الأكاديمية – في مجالات يُحتمل أن تُستخدم فيها الأبحاث لأغراض أمنية وعسكرية، مثل الطائرات المسيّرة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وذلك ضمن ما يُعرف ببرنامج "مسرّع EIC" التابع لـ"هورايزون"، الذي يمنح تمويلًا سنويًا بمئات الملايين من اليوروهات.
الاقتراح الذي تدعمه رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، سيُعرض للتصويت أمام سفراء الدول الأعضاء الـ27 في بروكسل، ومن المتوقع أن يُجرى التصويت يوم الثلاثاء. ويتطلب إقرار العقوبة أغلبية مؤهلة: 55% من الدول، تمثل 65% من سكان الاتحاد. ويُعد موقف كل من ألمانيا وإيطاليا حاسمًا؛ إذ قد يُسهم تصويت إيطاليا لصالح القرار في تمريره، خاصة في ظل مؤشرات على تغير المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل، حتى داخل ألمانيا التي تُعتبر أبرز داعميها.
يُذكر أن هذه التوصية تأتي ضمن سلسلة مقترحات كانت قد طرحتها كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في اجتماع سابق لوزراء الخارجية، لكنها رُفضت آنذاك. ومع تدهور الوضع الإنساني في غزة، عاد الاتحاد الأوروبي ليؤكد أن "جميع الخيارات لا تزال مطروحة".
وأكدت المفوضية أن القرار المقترح لن يؤثر على مشاركة الجامعات والباحثين الإسرائيليين في الأطر الأكاديمية لبرنامج "هورايزون"، وهو ما عكسه بيانها الرسمي الذي وصف الإجراء بأنه "محدّد الأهداف وقابل للإلغاء".
رغم أن القرار الحالي يطال فقط جزءًا محدودًا من المنح المقدّمة لإسرائيل، إلا أنه يُعتبر تحذيرًا واضحًا من الاتحاد الأوروبي، ويُشكل سابقة سياسية وعلمية. ويرى باحثون إسرائيليون أن الضرر الحقيقي قد يتمثل في تراجع سمعة إسرائيل العلمية عالميًا، ما قد يدفع باحثين ومؤسسات أكاديمية أوروبية ودولية لإعادة النظر في التعاون معها.
ويُعد برنامج "هورايزون" أحد أكبر برامج البحث العلمي عالميًا، وتمثّل خسارة الثقة فيه ضربة قاسية للعلم الإسرائيلي، حتى وإن اقتصرت العقوبات في الوقت الراهن على القطاع الخاص فقط.
غلوبس