السيناريوهات المحتملة لإقامة دولة فلسطينية
مع إعلان 11 دولة، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، اعترافها بدولة فلسطين، يبرز التساؤل حول إمكانية قيام دولة فلسطينية فعلية، كونها موجودة حتى الآن "على الورق". ومع طرح خطة ترامب للسلام، تتجدد النقاشات حول طرق إنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتبرز عدة مسارات محتملة للمستقبل.
يتمثل هذا الخيار في إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل. وهو المفضل لدى الدبلوماسيين، لكن إسرائيل تعارضه. وفقًا للتصور، ستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، مع قوة شرطة داخلية فقط، وقد لا تمتلك عملة خاصة. كما يمكن أن تتقاسم العاصمة مع إسرائيل على غرار نيقوسيا في قبرص، مع ضرورة حصولها على اعتراف كامل من الأمم المتحدة.
في هذا السيناريو، تظل إسرائيل الدولة الحاكمة الوحيدة، بينما يعترف الفلسطينيون بـ"القومية الفلسطينية" دون دولة مستقلة. يمنح الفلسطينيون وضع "أقلية قومية"، ويتم إنشاء "جيوب حكم ذاتي" داخل الأراضي الفلسطينية. يرى الجغرافي ميشيل فوشيه أن حل الدولتين أصبح غير واقعي، وأن الأرض عمليًا تحت سيادة دولة واحدة وعملة واحدة، هي إسرائيل والشيكل.
يقوم هذا الحل على دولة واحدة تضم الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع مؤسسات مشتركة مثل برلمان وحكومة ومحكمة عليا، مع الحفاظ على جنسيتين منفصلتين لكل شعب. ويتضمن النظامان التعليمي والأحوال الشخصية منفصلين حسب الجنسية. يعتبر هذا السيناريو "حلمًا" لأولئك الذين يؤمنون بإمكانية التعايش المشترك.
تستند هذه الفكرة إلى مبادرة "أرض للجميع" التي أطلقها الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت والمفكر الفلسطيني عوني المشاني عام 2012. تقوم على نظام كونفدرالي يضم دولتين لكل منهما أراضيها الخاصة، مع تعاون مشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ويشمل هذا النظام المساواة السياسية الكاملة، والاعتراف المتبادل، وحرية التنقل، والقدس المشتركة، وآليات عودة اللاجئين من خلال التعاون بدل الفصل.
(لوموند الفرنسية)