وول ستريت جورنال: دول فرضت عقوبات على إسرائيل… تتجه الآن لشراء أسلحتها

مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن دولًا أوروبية وأميركية وآسيوية، سبق أن فرضت قيودًا أو عقوبات على إسرائيل خلال الحرب على غزة، باتت اليوم تتنافس على شراء الأسلحة والتقنيات العسكرية الإسرائيلية، في مفارقة تثير جدلًا واسعًا حول أخلاقيات تجارة السلاح ومصالح الدول الاستراتيجية.
وبحسب الصحيفة، شاركت وفود رسمية من أوروبا والولايات المتحدة والهند وأوزبكستان وسنغافورة وكندا في مؤتمر Defense Tech Summit الذي موّله وزارة الأمن الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وخلال المؤتمر، عُرضت أنظمة قتالية "مجرَّبة ميدانيًا" - في غزة ولبنان وإيران - أمام مسؤولين رفيعين ظهروا وهم يتحدثون إلى جنرالات إسرائيليين بلباسهم العسكري ويلتقطون الصور إلى جانب منظومة الليزر "قبة الحديد" (Iron Beam).
ورغم الانتقادات الدولية لإسرائيل خلال الحرب، وقرارات حظر وتقييد تصدير السلاح التي فُرضت عليها، قالت الصحيفة إن التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية ما تزال تحافظ على جاذبيتها، خصوصًا مع تصاعد القلق الأوروبي من التهديد الروسي واحتمال تراجع التزام الولايات المتحدة بحماية حلف الناتو.
ضغط أوروبي للإنفاق العسكري… ومخاوف من روسيا ومن ترامب
تضيف "وول ستريت جورنال" أن دول أوروبا رفعت إنفاقها الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي - بدلًا من 2% سابقًا - بعد اتساع الخشية من توسع روسيا عسكريًا، خصوصًا على ضوء الحرب في أوكرانيا. كما تعززت المخاوف الأوروبية عقب تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس في مؤتمر ميونيخ الأمني، التي انتقد فيها أوروبا وهاجم سياساتها تجاه الأحزاب "الشعبوية"، ما فُهم بأنه إشارة إلى تغيّر في الالتزام الأميركي التقليدي تجاه القارة.
سلاح إسرائيلي تحت الحصار… وطلب متزايد
ورغم أن دولًا أوروبية فرضت حظرًا جزئيًا أو كليًا على استيراد وتصدير السلاح من وإلى إسرائيل خلال الحرب بسبب العدد الكبير للضحايا في غزة - والذي تجاوز 70 ألف قتيل وفق وزارة الصحة الفلسطينية - إلا أن صادرات السلاح الإسرائيلية سجّلت رقمًا قياسيًا عام 2024 بلغ 14.8 مليار دولار، مع ارتفاع حصة أوروبا إلى 54% من إجمالي الصادرات مقارنة بـ35% في 2023.
كما وقعت شركة "إلبِت" صفقة بقيمة 2.3 مليار دولار مع "عميل دولي" لم يُكشف عنه، بينما أعلنت رومانيا في يوليو عن صفقة تفوق 2 مليار دولار لشراء منظومة دفاع جوي من شركة "رفائيل".
وفي خطوة لافتة، أصبحت ألمانيا - صاحبة خطة تسليح بقيمة 580 مليار دولار للعقد المقبل - من أكبر المشاركين في المؤتمر. كما دخل نظام "حيتس-3" (Arrow 3) للدفاع الجوي الذي اشترته برلين مقابل 4 مليارات دولار الخدمة التشغيلية، ليكون أول انتشار للمنظومة خارج الولايات المتحدة وإسرائيل، في أكبر صفقة سلاح بتاريخ إسرائيل.
التطبيع العسكري: "الحرب أثبتت ما يعمل… وما لا يعمل"
ورغم أن القتال في غزة تراجع حدّته، إلا أن ارتفاع الإنفاق العسكري عالميًا يجعل العديد من الدول أكثر استعدادًا للتعامل مع إسرائيل علنًا.
وفي أجواء المؤتمر، شوهد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي يتبادلون الحديث مع ضباط سلاح الجو الإسرائيلي الذين شاركوا في العمليات العسكرية. كما التُقطت صور للوفود بجانب منظومة "قبة الليزر"، التي استخدمتها إسرائيل عشرات المرات خلال الحرب، خاصة في لبنان.
المؤتمر ضم أيضًا فعالية جانبية جمعت شركات ناشئة إسرائيلية بمستثمرين أوروبيين لتقديم إرشادات حول كيفية تجاوز البيروقراطية الأوروبية عند تصدير التقنيات العسكرية.
لكن التسويق القائم على "سلاح مُجرّب على البشر" يثير انتقادات؛ ففي يوليو سحبت شركة "رفائيل" مقطعًا ترويجيًا يظهر صاروخ "Spike Firefly" وهو ينفجر فوق شخص في غزة، بعد موجة غضب واسعة.
وفي ختام التقرير، قال ألون ليبشِتس، الشريك المؤسس في صندوق Aurelius Capital:
"في هذه الحرب، أثبتت إسرائيل - خيرًا أو شرًا - ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح".
غلوبس