الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
25 أيلول 2015

الأجهزة الذكية تزيح الألعاب التقليدية عن عرشها في العيد

الانتشار الكبير للأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية بين الأطفال يثير أسئلة عدة حول التأثيرات الاجتماعية والصحية لهذه الأجهزة.

\

أنصار اطميزه- بوابة اقتصاد فلسطين

تراقب الجدة أم عبد الله حفيدتها وهي تطبق المكياج على وجه لعبتها في تطبيق على الهاتف المحمول، وتستذكر طفولتها وألعاب العيد القماشية التي كانت تصنعها الأمهات من بقايا الملابس القديمة. 

وتبدي الجدة انزعاجها بانشغال الأحفاد بالأجهزة الذكية، التي سرقت بهجة العاب القماش والطائرات الورقية والبالونات والكرات.

خمول وضعف تركيز

الخبير التربوي في مجال الأطفال والمراهقين د. يزن عبده يرى في الاستخدام المفرط للهواتف الذكية آثارا سلبية على نواحٍ أربع في نمو الأبناء: نموهم الجسدي، والذهني والانفعالي (العاطفي)، والاجتماعي.

وبين د. عبده في مقابلة صحفية إن نمو التفكير التخيلي عند الطفل في سن الخامسة غاية بالأهمية كونه يعتبر المرحلة الثانية بعد التفكير الحسي ومرحلة تسبق وصول الطفل الى التفكير التجريدي، وأن الاستخدام المفرط لجميع الأجهزة الحديثة والذي يزيد على ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يوميا يضعف من هذه القدرة النمائية في الجانب الذهني، كون هذه الأجهزة توفر له الخيال وبالتالي تشكل الصور الذهنية بطريقة آلية بغض النظر عن رغبة الطفل.

\

كما نوه أيضا بأن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يصيب الطفل بخمول جسدي واضح، وضعف شديد في التركيز خاصة بين عمر الذكور في عمر 8-12 سنة، والسبب في ذلك تلك المشاهدات السريعة لمقاطع الصور التي تكون على الألعاب في هذه الأجهزة، الأمر الذي يؤدي إلى تخزينها في العقل الواعي واللاواعي عند الطفل ويستمر عقله باسترجاعها حتى بعدما يتوقف عن اللعب، مما قد يتسبب بتشتته وضعف تركيزه.

مبيعات الألعات التقليدية

يقول التاجر أبو عزمي إن  الألعاب الإلكترونية الحديثة حلت محل كثيرا من الألعاب التقليدية خاصة أنها أصبحت في كل بيت وفي متناول الجميع، لذا فإن مبيعات الألعاب تأثرت وقلت.

في حين يرى  التاجر عوني جمعة أن التأثر بالتكنولوجيا انعكس على نوعية الألعاب المباعة وليس على كميتها، فقد تركزت اختيارات الأطفال حول الألعاب التقليدية الالكترونية مثل لعبة "اللاب توب الناطق" وأجهزة الهواتف الذكية وغيرها.

أما التاجر علاء الخليلي فقد أكد أن التكنولوجيا لم تغني عن الألعاب التقليدية خاصة أنها مرتفعة الثمن مقارنة بالأخيرة، فليس بمقدور كافة العائلات شراء ألعاب إلكترونية لا يقل سعرها عن 300 شيقل.

ميول أكثر نحو الألعاب الإلكترونية

ذوي الأطفال يشعرون بعزوف أبنائهم عن اللعب بالألعاب التقليدية عندما يلعبون بالأجهزة الذكية، "أم عمر" أخفت الجهاز اللوحي عن أبنائها لابتعادهم عن اللعب بالألعاب التقليدية، وأشارت أنهم بالفعل عادوا للعب بعد غياب الجهاز اللوحي.

من جانب آخر قالت "أم محمد" أن أبنائها قرروا في هذا العيد أن يوفروا عيدياتهم ليشتروا بها جهازا ذكيا يلعبون به بدلا من ألعاب تقليدية متفرقة.

أسباب نفسية وأخرى اجتماعية

الاخصائية النفسية بسمة الأسطى أشارت إلى أن اقتناء جهاز ذكي أصبح متطلبا لكل أسرة، ليس لأسباب التسلية فحسب، وإنما أصبح حاجة اجتماعية ملحة تنم عن رفاهية ومستوى اجتماعي معين.

وأضافت الأسطى في حديث مع بوابة اقتصاد فلسطين أن ذوي الأطفال أصبحوا يعتمدون على هذه الأجهزة كوسيلة لإلهاء أطفالهم وتسليتهم دون إدراكهم  لعواقب ذلك.

كما أرجعت الأسطى الظاهرة إلى الغيرة حيث أن الطفل يريد ما يقتنيه جاره أو قريبه من هذا الأجهزة بدافع الغيرة.

وتوقعت الأسطى مستقبلا اقتصاديا زاهرا للأجهزة الذكية على حساب الألعاب التقليدية وزيادة في المبيعات نتيجة لهذا التغير السلوكي الاجتماعي والنفسي لأفراد العائلة.

 

مواضيع ذات صلة