الرئيسية » دولي »
 
14 أيار 2015

أسباب انخفاض سعر النفط عالميا

انخفضت اسعار النفط عالميا بصورة خيالية لعبت في عداد الاقتصاد العالمي، حيث انعكس هذا التغير على الكثير من عناصر السوق ومدخلاته، الانكماش الاقتصادي شكل احدى هذه العوامل المؤثرة في انخفاض السعر، لكنه لم يكن العامل الوحيد. 

استخراج

بوابة اقتصاد فلسطين| من 110 دولارات إلى 42 دولار ، انخفض سعر برميل نفط "برنت" في غضون أشهر بسبب تخمة المعروض وقلة الطلب.

هذا الانخفاض الذي يعد الأول من نوعه منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009 أثار العديد من التساؤلات حول أسباب انخفاض النفط.

الانكماش الاقتصادي

وبحسب تقارير اقتصادية عالمية، فان الانكماش الاقتصادي في كل من أوروبا والصين واليابان أدى إلى انخفاض السعر إذ انخفض الطلب على النفط. وهنا، أشارت تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن معدل النمو الاقتصادي العالمي المتوقع للعام 2015 بلغ فقط 3.6 % في مقابل 3.2 % للعام 2014، ما يعني أن زيادة الطلب على النفط ستكون قليلة في حدود 1.1 مليون برميل يوميّا.

النفط الصخري

كما أن التطور الحاصل في الولايات المتحدة الأمريكية الخاص بالتنقيب عن النفط الصخري قلل من اعتماد أميركا التي تعد من أكبر الدول الصناعية على النفط الخارجي. وتنتج أميركا اليوم من النفط حوالي 9.4 ملايين برميل يوميا.

و"الصخري"، هو نوع من النفط الخفيف الذي يتم إنتاجه من صخور تحتوي ترسبات مادة الكيروجين التي يتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل للنفط الخام، وتعد تكلفة استخراجه أعلى. وفي الولايات المتحدة الأمريكية حصلت ثورة ضخمة في إنتاجه خاصة في ولاية تكساس الغنية بهذا النوع من النفط.

انتظام انتاج النفط

ساعد عدم تأثر الإنتاج النفطي بالحروب الدائرة في الشرق الأوسط بانخفاض الاسعار. فمثلا، ارتفع الإنتاج الليبي إلى أكثر من 800 ألف برميل يوميا فيما كان سابقا 240 ألف برميل يوميا.

اتفاق النووي الايراني

الاتفاق الذي يلوح بالافق بين الدول البرى الست وإيران يؤجج المخاوف من زيادة إمداد الأسواق بالنفط لإيراني ما سيؤدي إلى انخفاض سعر النفط جراء زيادة المعروض.

موقف اوبك والمنافسة

ومع خشية المنافسة في الأسواق لم توافق السعودية التي تقود "أوبك" على تخفيض إنتاجها من النفط حيت تعتبر أن تغييرات الأسعار قصيرة الأجل وأن منتجي النفط الصخري لن يستطيعوا تحمل هبوط الأسعار دون 70 دولار للبرميل لمدى بعيد خاصة الشركات الصغيرة.   

وذكرت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية في تقرير لها، أنه بعد ثلاثة أشهر من سماح السعودية باستمرار انهيار أسعار النفط، بدأت علامات نجاح هذه الإستراتيجية بالظهور. فعمليات الحفر في الولايات المتحدة تراجعت بوتيرة قياسية، وتوقفت خطط للاستثمار، وتم تسريح آلاف العمال.

وأضافت: أن الولايات المتحدة شهدت تراجعا غير مسبوق في مجال التنقيب اذ انها فقدت اكثر من ثلث الحفارات.

ارتفاع الدولار

يتوقع بعض الخبراء استمرار أسعار النفط في الهبوط إذا استمر سعر صرف الدولار في الارتفاع مقارنة بباقي العملات، حيث يشهد سعر صرف الدولار ارتفاعًا نسبيًا بداية من عام 2014 ، الأمر الذي دفع بعض الخبراء إلى تفسير انخفاض أسعار النفط بتراجع الطلب عليه بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار تزامنًا مع قيام بعض دول أوبك بزيادة إنتاجها لتعويض انخفاض إنتاج بعض أعضائها الآخرين (بسبب الاضطرابات) من غير أن تحسب حسابًا لانخفاض الطلب بسبب ارتفاع سعر الدولار مما أدى لحدوث فائض في السوق.

أميركا وروسيا

من أحد السيناريوهات الأكثر جدلًا في تفسير الانخفاض الحالي، أن الولايات المتحدة عمدت إلى زيادة إنتاجها النفطي والضغط على حلفائها في الشرق الأوسط وبخاصة المملكة العربية السعودية للحفاظ على معدلات إنتاجها برغم انخفاض الأسعار – وهو الطريق الذي تسلكه المملكة فعليًا – حيث تحتاج روسيا – التي تعتمد بدورها على النفط – إلى معدلات أسعار تتجاوز ال100 دولار للبرميل من أجل الحفاظ على استقرارها الاقتصادي.

ويذكر، أن رئيس شركة النفط الروسية العملاقة روزسنفت “ميخائيل ليونتييف” كان قد شن هجومًا على المملكة العربية السعودية متهمًا إياها بالتلاعب في أسعار النفط لخدمة المصالح السياسية “الأمريكية” بسبب إصرار المملكة على زيادة إنتاجها مع الخفض المتواصل للأسعار، متهمًا سياسات الولايات المتحدة بالمسؤولية عن خلق “تنظيم الدولة الإسلامية” الذي يقوم بسرقة النفط وبيعه بأسعار منخفضة عبر تركيا وإسرائيل على حد وصفه.

مواضيع ذات صلة