زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لإسرائيل هي الأولى من نوعها منذ تسعة سنوات. في تل أبيب تجري التحضيرات أيضاً لزيارة مماثلة من قبل نتنياهو للقاهرة. ثمّة مصالح كثيرة مشتركة بين الدولتين، وعلى رأسها، وفقاً للمصادر العبرية، تكمن قضيّة الغاز، التي تأمل مصر ألّا تصبح لاعباً ثانويّاً فيها عقب الاتّفاق التركي الإسرائيلي.

ترجمة مالك سمارة- غلوبس، القناة الثانية

في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجيّة مصريّ لإسرائيل منذ تسع سنوات، اجتمع سامح شكري بالأمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مأدبة عشاء في مقرّ إقامته بالقدس. اللقاء، الذي حضره أيضاً وزير الطّاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، تضمّن طرح المصالح المشتركة بين الدولتين، وعلى رأسها صادرات الغاز الإسرائيلية، التي تسعى مصر للاستفادة منها كمستوردة وناقلة. هذه الزّيارة، وفقاً للقناة الثّانية العبرية، ستعطي دفعةً إضافيّة "للمحادثات المتقدّمة" بخصوص زيارة أخرى لنتنياهو إلى القاهرة أو شرم الشيخ.

قضيّة الغاز، التي يرى فيها البلدان مصلحة مشتركة في إطار التعاون الإقليمي بينهما، كان قد تمّ التوقيع بالفعل على مذكّرات تفاهمات أوليّة بشأنها في السابق. المذكّرة الأولى بين البلدين كانت تقضي بإمكانية إجراء عمليّة تطوير موسّعة لحقل تامار، أمّا الثانية فتطرّقت إلى تسهيل تطوير حقل ليفياثان، وذلك على اعتبار أن مصر كانت تعدّ زبوناً مركزياً لهذا الحقل.

إلّا أنّ العديد من التحوّلات التي طرأت على قطاع الغاز في المنطقة أسهمت في تغيير الأوضاع تماماً، ومن ضمن ذلك؛ التطوّرات التي حدثت في هذا القطاع في الآونة الأخيرة داخل مصر، وانخفاض مستوى أسعار الغاز العالميّة، واستحواذ شركة "رويال داتش شل" على شركة "بريتيش غاز".

يضاف إلى ذلك أن شركة "إيني" للغاز، الشريك الرئيسي لشركة "يونيون فينوسا" في منشأة تسييل الغاز في مصر، كانت قد اكتشفت حقلي غاز كبيرين في مصر مؤخّراً، الأمر الذي أثار بعض الشكوك حول التوصل لاتّفاق بين هذه الأخيرة وإسرائيل. لكن على الرغم من ذلك؛ فإنّه وإن كانت صادرات الغاز من إسرائيل إلى مصر محلّ تساؤل، يبقى بمقدور كلا البلدين إنشاء بنية تحتيّة مشتركة لتصدير الغاز بالشراكة مع قبرص، فضلاً عن أنّ الاهتمام في قطاع الغاز المصري من الممكن أن يبعث من جديد الاهتمام في قطاع الغاز الإسرائيلي.