بو شاك: العجز المالي للأونروا لم يؤثر على خدماتنا بغزة
قال مدير عمليات الأونروا في غزة إن العجز المالي المقدر بـ70 مليون دولار في موازنة الأنورا لم يؤثر على خدماتها المقدمة للمواطنين.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
انضم مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة بو شاك، إلى سلسلة المواقف الفلسطينية المطالبة ببديل عن آلية الأمم المتحدة المعمول بها حاليا لإعادة إعمار القطاع التي وضعها المنسق الأممي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري.
وقال بو شاك في مقابلة خاصة مع بوابة اقتصاد فلسطين، إن الآلية المذكورة "تم وضعها كإجراء مؤقت للتعامل مع الوضع في غزة، والجميع متفق حاليا على أن السبيل للمضي قدمًا يكمن في وجود تدفق حر وطبيعي للإسمنت وفقًا للاحتياجات الخاصة في القطاع".
وأضاف "سمحت لنا هذه الآلية بإحراز بعض التقدم ولكنها ليست عملية يمكن الاستمرار بالعمل بها للأبد، ما يتطلب طرحها على الطاولة لنرى إن كان هناك طرق أفضل أو أنظمة أفضل لمخاطبة الاحتياجات الملحة للسكان حيث تتقلب أسعار الإسمنت بشكل كبير في السوق".
وكان سيري توسط للتوصل إلى الآلية الحالية للشروع بإعادة إعمار قطاع غزة بعد شهرين من انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع في شهري يوليو وأغسطس عام 2014 الذي خلف دمارا هائلا في المنازل السكنية والبني التحتية.
تقييم الإعمار
وذكر بو شاك أن أونروا باشرت في أعقاب نهاية الحرب بإعادة إعمار وتأهيل وإصلاح منشآت الوكالة وفقًا لدرجة تضررهم أثناء الحرب، ثم قدمت الدعم لـسبعين ألف عائلة لأعمال إصلاح الأضرار الخفيفة باعتبار ذلك الأولوية الأولى.
وشرح أنه في شهر أغسطس 2015 فقط تم بدء العمل بما يعرف بآلية إعادة إعمار غزة للمنازل المدمرة كليا والتي يزيد عددها عن 11 ألف منزل، موضحا أن آلية الإعمار تحدد كميات الإسمنت المسموح بدخولها وفقًا لحجم المنزل أو عدد طوابقه.
وقال "في شهر أكتوبر من العام الماضي وبعد شهرين من بدء عمل آلية إعمار المنازل المدمرة كليا، أصدرنا بيانًا صحفيًا تحدثنا فيها عن إنجاز إعادة بناء أول منزل مدمر، وفي الواقع لم أعلم عندها إن كان يجب أن أضحك أم أبكي".
وأضاف "حاليا وبعد أكثر من عامين من انتهاء الحرب تمكنا من دعم 1300 أسرة لإعادة بناء منازلهم، وتم فعلا إنهاء بناء العديد منها ولا يزال العمل بما تبقى منهم، وفي حال الحصول على موافقة على 400 طلبات عالقة فإن ألفي منزل سيكون تم إعادة بناءهم أو ما زالوا قيد الإنشاء".
وشدد بو شاك على أننا "ما زلنا بعيدين عن الرقم الكلي للمنازل المدمرة فلدينا ما يزيد على 7 آلاف أسرة تتلقى الدعم المالي نتيجة لعدم قدرتهم للعودة لمنازلهم، وهذا الأمر حقيقة يمثل واحد من أكبر التحديات التي نواجهها مع الدول المانحة المترددة بتقديم الدعم في هذا المجال الخاص بمساعدات بدل الإيجار".
وحدد مسئول أونروا التقدم الذي يمكن إحرازه في عملية إعادة إعمار غزة بعدة عوامل أهمها دعم المانحين والقيود والقدرات المتاحة والحصار، محذرا في الوقت نفسه من تأثير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان غزة خاصة الشباب "لأنها أمور خطيرة للغاية وتهدد بنشر الإحباط واليأس".
وقال "هناك العديد من القضايا التي يمكنها أن تؤثر على أمن ومستقبل الجميع ليس فقط في غزة بل قد تؤثر سلبيًا على المنطقة، وبالتالي يجب علينا توضيح وضمان عدم وقوع أية حرب أخرى في قطاع غزة".
عجز لدى أونروا
اشتكى بو شاك من معاناة أونروا من عجز مالي يبلغ حاليًا سبعين مليون دولار في موازنتها العامة، وقال إن إدارة الوكالة "تقوم بكل ما باستطاعتها وهناك حوارات جادة مع الدول المانحة وما نزال واثقين ومتفائلين بأننا سنجد حلًا يُمكننا من الاستمرار في تقديم الخدمات بالطريقة الحالية".
وأضاف "على سبيل المثال، لم نعان من أية مشاكل تعيق بدء العام الدراسي هذا العام بل قمنا بتوظيف ما يزيد على 400 معلم جديد لمخاطبة التحديات المتمثلة في الزيادة الطلابية التي بلغت 12 ألف طالب".
وذكر أنه في الوقت الراهن لا يوجد هناك أية تأثير على الإطلاق للعجز مالي لدى أونروا "بل على العكس من ذلك فقد ازدادت خدماتنا في عدة مجالات وبينما نستمر في تقديم خدماتنا، ستكون هناك إجراءات رقابية لضمان الكفاءة في استخدام التمويل".
وشدد على أن الدول المانحة ملتزمة بالوفاء بتعهداتها تجاه أونروا "لكنها في الوقت ذاته بموقفٍ تواجه فيه هذه الدول العديد من المطالب من مناطق أخرى في الإقليم في سوريا في اليمن في جنوب السودان وأماكن أخرى وهي مطالب يجب على الجميع أخذها بعين الاعتبار".
تحذير من الإحباط
نبه بو شاك المجتمع الدولي إلى "أن الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين وعلى وجه التحديد للشباب هو حرج للغاية ولدينا شباب محبطين لا يمكنهم إيجاد وظائف ولا يمكنهم تأسيس عائلة لهم ولا يمكنهم التنقل، ما يفرض التعامل مع هذه القضايا فهي مرتبطة بالحصار الإسرائيلي".
كما حذر إلى مخاطر استمرار ارتفاع المعدلات العالية لانتشار الفقر في غزة " إذ إن ما يزيد على نصف عدد السكان بمعدل مليون من المليون وثلاثمائة ألف لاجئ بحاجة إلى الدعم من خلال المساعدات الغذائية وفي هذه المرحلة لا يوجد أي بديل عن ذلك".
في الوقت ذاته نفى بو شاك اتهامات موجهة لأونروا بتقليص خدماتها قائلا: "نحن نستمر في تقديم خدماتنا بل وقد ازدادت على مدار العام الماضي، وأعتقد أن الحديث عن التقليصات يخدم هدف مختلف مؤسف فهو مرتبط بالحوار ما بين إدارة أونروا واتحاد الموظفين لديها حول الرواتب وحقيقة الحديث عن الخدمات كجزء من هذه القضية هو أمر خاطئ للغاية ويخلق حالة من الشك".