دلالات فوز تحالف المصري في صفقة آل حريري بالبنك العربي
جاءت الصفقة بعد تعثر بيع الحصة إلى مجموعة فواز الحكير السعودية نتيجة عقبات غير متوقعة في تمويل العملية من بينها تراجع بعض البنوك عن التزاماتها بالمساهمة في القرض المشترك
المبادرة تحولت إلى نجاح، بعد اتمام صفقة قام بها رئيس مجلس إدارة البنك العربي، صبيح المصري، مع مجموعة من المستثمرين العرب، لشراء كامل حصة عائلة الحريري في البنك البالغة 1.1 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 20 بالمئة من اجمالي عدد الأسهم.
وجاءت الصفقة بعد تعثر بيع الحصة إلى مجموعة فواز الحكير السعودية نتيجة عقبات غير متوقعة في تمويل العملية من بينها تراجع بعض البنوك عن التزاماتها بالمساهمة في القرض المشترك، وفقا لما نشرته مجلة الاقتصاد والاعمال.
وتوقفت المجلة عند دلائل فوز تحالف المصري بالصفقة الذي وصفته بالتاريخي. وأوضحت ان تمكن تحالف المصري من شراء حصة الحريري، يريح الحكومة والبنك المركزي والمصارف في الأردن، لأن العملية تعزز وضع البنك العربي كبنك أردني- فلسطيني- عربي- دولي.
إضافة إلى ذلك تُؤمن الاستمرارية المرغوبة للبنك، وتزيح قدراً كبيراً من عدم الوضوح في ما يخص مستقبله لو أن فواز الحكير أو سواه تمكن من تملك الحصة والتحول إلى أكبر مساهم في البنك، ما قد يؤثر على التناغم الطويل الأمد القائم بين مالكي البنك وكذلك ما بين أعضاء مجلس إدارته نتيجة ما يمكن اعتباره ثقافة البنك العربي وأسلوبه في العمل المصرفي.
ورأت، أن الحل الذي استقر عليه موضوع بيع حصة الحريري للمجموعة التي يقودها المصري سيؤدي إلى تطور إيجابي آخر وهو تقسيم الحصة الوازنة لعائلة الحريري على عدد كبير من المستثمرين أفرادا ومؤسسات وهو يساهم بالتالي في توزيع قاعدة الملكية بدلا من الحالة السابقة التي كان فيها مساهم واحد يمتلك 20 في المئة من البنك، وبالطبع فإن الوضع الجديد سيريح مجلس إدارة البنك وخصوصا رئيسه صبيح المصري الذي يعزز وضعه في البنك للمدى الطويل.
وأضافت، إن استثمار تحالف المصري في البنك العربي، وهو أقدم بنك عربي وأكثر البنوك العربية عراقة وانتشارا، يمثل استثمارا استراتيجيا، وهو يتم في وقت تمكن البنك من تجاوز عدد من التحديات والظروف الصعبة أبرزها الدعاوى القانونية (الجائرة والمفتعلة) التي واجهته في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك خسائره في عدد من الأسواق وفي ملف الديون المتعثرة لمجموعة القصيبي السعودية.
كما تمكن البنك بصورة خاصة من تجاوز التعقيدات التي نشأت على أثر وفاة رئيس البنك ورجله القوي لعقود طويلة عبد المجيد شومان، إذ تمكن رئيس مجلس الإدارة صبيح المصري وإدارة البنك من إعادة هيكلته وتصويب استراتيجية عمله واعادة هيكلة شبكته الإقليمية والدولية وتعزيز ميزانيته بما يمكنه من العودة لاستثمار نواحي القوة التاريخية التي يمتلكها وخصوصا سمعته المصرفية وشبكة فروعه الواسعة في الأردن وفي أنحاء العالم والبناء عليها مجدداً.
وأضافت، ان صفقة بيع حصة مجموعة الحريري في البنك تاتي في صالح المجموعة التي تنهمك حاليا في تسييل بعض أبرز مكونات محفظتها من أجل تسديد ديونها، هذه المجموعة التي تمتلك إحدى أكبر شركات المقاولات وخدمات الإدارة والصيانة في السعودية. وهي تمتلك حصة كبيرة في شركة الاتصالات التركية.
(بوابة اقتصاد فلسطين، مجلة الاقتصاد والاعمال، السفير اللبنانية)