الرئيسية »
 
17 أيلول 2017

أورجانزا.. أول دار تصميم أزياء في قطاع غزة (صور)

نجحن أريع سيدات في قطاع غزة من افتتاح أول دار لتصميم للأزياء. واليوم، تشغل دار الأزياء حوالي 30 موظفة كما تشهد اقبالا لشراء التصاميم إضافة إلى أن البعض يطلب تصاميا خاصة ليقوم بتسويقها

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

بخيط وإبرة ومقص نسجت أربع سيدات قصة نجاح ملهمة توجت حديثا بافتتاح أول دار خاصة للأزياء في قطاع غزة لتجد منتجاتهن سريعا طريق المنافسة محليا بل وتستقبل بريطانيا نماذج تصاميم لهن.

ولدى معاينة المشروع الذي يحمل اسم (دار أورجانزا للأزياء) ومقره مدينة غزة، يمكن معاينة تصاميم فاخرة وأخرى مُترفة بقماش الستان والحرير المُبطَن وكريات الخرز الكريستالي والقصّات الملكية بالأكمام العريضة.

كما تحتضن الدار تصميم فساتين بتطريز مُشجّر يمتد من الياقة إلى ذيل الفستان دون أن تغفل عن تصاميم التراث والأزياء الشعبية لكن بلمسات عصرية مميزة.

تقول لمياء جابر إحدى القائمات على دار الأزياء لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن أكثر ما يميز مشروعهن هو تجمع أربع مواهب في مكان واحد ما يضفي على منتجاتهن إبداع خاص.

وتضيف "نحن في مشروعنا أربع سيدات كل واحدة منا خريجة جامعية من تخصص مختلف تشمل لغة فرنسية وإدارة أعمال وتعليم أساسي وأحياء، لكن فيما فرقنا التخصص الأكاديمي جمعنا حب التصميم".

وتجمعت السيدات الأربع في الكلية الجامعية في مجال دراسة تصميم الأزياء كشهادة جامعية ثانية لهن، ثم شاركن في مسابقة تمولها الإغاثة الفرنسية ليتفوق مشروع التصميم الخاص بهن على 60 مشروعا منافسا.

وحظيت السيدات الأربع بعد فوزهن بالمسابقة بإقامة معرض خاص بمنتجاتهن ثم ساعدهن الإقبال الكبير على أفكارهن في توفير قناة تمويل لمنحة إقامة مشروع دار الأزياء الخاصة بهن.

ورغم حداثة المشروع فإن السيدات الأربع يشرفن حاليا على 30 عاملة لديهن.

وتقول لمياء إن إنتاجهن يشمل كل ما ترتديه المرأة من فساتين وجلابيب إلى جانب بيع كافة مستلزمات الإكسسوار والحقائب.

وتضيف أن أكثر ما يركزون عليه هو إنتاج التطريز الفلاحي لكن بلمسات عصرية جديدة بتطويره لمواكبة الموضة وهو ما تعتبره نافذة للحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية.

\

وتشير لمياء إلى أن رسالة (دار أورجانزا للأزياء) الأساسية هي تشجيع الناس وجذبهم لشراء المنتجات المحلية والتخطيط للحد من الأزياء المستوردة عبر تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي.

وتلفت إلى أنهن يستقبلن أي فكرة لمنتج مستورد ويعملون على إنتاجه في مشروعهن لكن مع إضافة لمسات جديدة خاصة بهن لضمان الخصوصية في الإبداع.

وبحسب ميساء فإن دار أورجانزا ساعدت بتوفير فرص عمل إضافية من خلال تصاميم معينة تطلبها فتيات ويتم إنتاجها حسب الطلب ومن ثم تتولى الفتيات تسويقها داخليا وخارجيا.

ويعاني سكان قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ أكثر من عشرة أعوام من معدلات قياسية من البطالة تصل لأكثر من 42% من إجمالي السكان بحسب أحدث الإحصائيات الرسمية بعد أن كانت بحدود 29% في العام 2007.

وعند النظر لمعدلات البطالة على مستوى الجنس يبدو واضحاً أن الارتفاع في معدلات البطالة للاناث في قطاع غزة أكثر منه للذكور مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، بحيث ارتفعت من 19.1% عام 2007 إلى 44.7% هذا العام.

لذلك تبدي فايزة مصبح إحدى القائمات على دار أورجانزا للأزياء فخرها بما حققته ورفيقاتها في مشروعهن وإثبات جدارتهن في الاعتماد على قدراتهن في مجال عملهم.

وتقول فايزة لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن ما ميزها ورفيقاتها هو ما لديهن من شغف داخلي بالاهتمام في رسومات الملابس وتنسيق الألوان والرغبة في تطوير إمكانياتهن وإثبات قدراتهن.

وتضيف أن "مجال تصميم الأزياء ساعدنا في التخلص من الرتابة وانتظار فرص عمل تقليدية ونقلنا إلى مرحلة الاعتماد على مشروع خاص بنا وهو ما يمثل نقطة التحول الرئيسية في حياتنا".

وتشير فايزة إلى أنهن يبتكرن الكثير من الأفكار في التصاميم ويستفدن من الانترنت في أفكار أخرى مع العمل على تطوير الأفكار بما يناسب بيئة مجتمع غزة والتعريف بثقافتها بطريقة عصرية.

وتستغل السيدات الأربع مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق لمنتجاتهن لكن طموحاتهن لا تزال كبيرة.

وتقول فايزة عن ذلك "طموحاتنا أن نكون أكبر دار أزياء في فلسطين ونحقق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي بالتصاميم والمنتجات المحلية".

وتضيف " كما نطمح في خطوة أمامية إلى إنشاء مصنع يضم العشرات من النساء العاملات وتطوير عملهن وإمكانية تصدير منتجات تحمل اسم شركتنا ذات الطابع النسوي الغزي".

وبشأن الصعوبات التي تواجه عملهن تشتكي السيدات الأربع من أن كثير من الأقمشة ومواد الخام التي تلزم التصاميم غير متوفرة في القطاع جراء الحصار الإسرائيلي الذي يحد كذلك من قدرتهن على التصدير للخارج، إلى جانب التأثير السلبي الحاد لتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء على وتيرة العمل بشكل يومي.

لكن يبقي ما تواجهه السيدات الأربع من مصاعب وعراقيل أقل من عزيمتهن وإصرارهن على النجاح بمشروعهن وتطويره وجعله أحد أكثر الوجهات المفضلة في مجالات التصميم والتسويق للملابس النسائية على مستوى فلسطين.

\

\

\

\

\

\

 

مواضيع ذات صلة