الرئيسية » في دائرة الضوء » مجتمع واقتصاد »
 
11 كانون الثاني 2018

مصنع العقاد: جودة في الانتاج ومصدر دخل لـ200 أسرة

مشروع مصنع العقاد هو مشروع استثماري بالشراكة مع آل العقاد ويضم 180 عاملًا وموظفًا فهو يعيل 180 أسرة فلسطينية إلى 200 عامل حسب المواسم.

خاص-بوابة اقتصاد فلسطين 

خلقت تجربة السجن تحديا لسعد جودة فالتحق في قسم المحاسبة والتسويق في جامعة النجاح الوطنية ولم تمر سنة دراسية حتى تم اعتقاله من جديد ليمضي ثلاث سنوات أخرى تنقل خلالها في الكثير من سجون الاحتلال المركزية.

تجربة الاعتقال

وعن تجربته في السجن يقول جودة: "تجربة الأسر تخلق تحديًا في شخصية الأسير ونظرًا لصعوبة التجربة وعدد الأسرى واختلاف شخصياتهم والوقت الطويل لابد من ايجاد آلية للسيطرة على النفس وضبطها، في السجن خضنا العمل التنظيمي، وركزنا على الثقافة من خلال قراءة الكتب وتلخيصها ومناقشتها في مجموعات وممارسة الرياضة بانتظام، وتبادلنا الأمور الثقافية وحوّلنا السجن إلى مدرسة حقيقية وقلعة شامخة بالثقافة ومنارة بالعلم نقرأ الكتب ونلخصها ونناقشها ما يثري الثقافة في مختلف الجوانب من ثقافة وأدب وروايات وفلسفة وتاريخ ودين، كل هذا يبني الذات ويخلق قوة في داخل الأسير.

في 6/2/2011 تم الافراج عنه وعاد إلى جامعة النجاح الوطنية لكن في تخصص قسم العلوم السياسية هذه المرَّة وانخرط بالعمل الطلابي حيث تم انتخابه رئيسا لمجلس الطلبة لدورتين.

وعن المشاريع الاقتصادية يؤكّد جودة، "أنَّ النضال الاقتصادي من أهم أنماط النضال لأنه يمكن الفلسطيني على أرضه" ومن هنا جاءت فكرة مصنع العقاد للألبسة.

مشروع مصنع العقاد هو مشروع استثماري بالشراكة مع آل العقاد ويضم 180 عاملًا وموظفًا فهو يعيل 180 أسرة فلسطينية إلى 200 عامل حسب المواسم.

ويتمثل هذا المشروع في مجال تصميم الملابس والذي يضم خبراء ومدربين بأعلى المستويات وهو مشروع منتج يصدر منتجاته من الملابس إلى شركات محلية وأخرى في الداخل بشكل أساسي.

وينتج المصنع ما يقدر من 25 – 45 ألف قطعة شهريا حسب المواسم والعرض والطلب، وقد واجه المصنع تحديات كبيرة بسبب ظروف الاحتلال والانتفاضة تسببت في تراكمات وديون وقضايا والعديد من المشاكل الاقتصادية رغم أن دراسته أثبتت أنه مشروعا ناجح، وبجهود كبيرة من الشركاء وبالتعاون مع آل العقاد تم إنقاذ هذا المشروع من الفشل.

 وقال جودة: "فلسطين تفتخر بهذا المصنع الذي يضم خبراء ومتدربين في مجال التصميم من إيطاليا والصين وله نشاط واسع عالميًّا."

وأكد أنَّ مصنع العقاد من أكثر المصانع جودة ونوعية على مستوى الشرق الأوسط، فالأيدي العاملة الموجودة فيه خبرتها تزيد عن 38 سنة وأنّه تخطى مراحل التأسيس والتطوير.

وتحول هذا المشروع خلال الفترة الأخيرة من مشروع خاسر تراكمت عليه ديون بقيمة 12 مليون شيكل إلى مصنع رائد استطاع تغطية تكاليف الانتاج والتكاليف التشغيلية والاحتياجات الشهرية التي تقدر بقيمة مليون و100 ألف شيكل وتعدى ذلك ليكون قادرا على المنافسة والربح.

وقال جودة من خلال تجربته الاقتصادية الناجحة: "على الفلسطينيين عمل حلقة تجارية فهذا يكفل علاقات ناجحة بين التجار والعناصر الفاعلة داخل الوطن عوضًا عن الاستيراد وبناء العلاقات الخارجية مع الصين وتركيا وغيره فالوحدة الثقافية تقود الى وحدة اقتصادية والتي تقود بدورها الى الوحدة السياسية ".

وبخصوص آلية عمل شركة التصفيات الكبرى للوساطة التجارية العامة، بحيث نكون وسطاء ما بين الشركات والمواطنين نقوم بشراء كافة أشكال المنسوجات والكهربائيات وغيرها ومن ثم عرضها على الزبائن وتسويق منتجات أي شركة غير قادرة على التسويق بذاتها لكافة المنتجات وتطورت الفكرة إلى الأعمال العقارية وكذلك مساندة الشركات الناشئة والمعرضة لخطر الفشل من خلال دراسة شاملة للإدارة والموظفين والمنتج والتسويق.

وناشد جودة الحكومة برفع التعرفة الجمركية عن المواد الخام لأن المنتج المحلي من النخب الأول بات أغلى من المستورد ما يساهم في كساده والتوجه للمستورد.

ويعد جودة نموذج للأسرى الفلسطينيين الذين استطاعوا خلق قصة نجاح عقب الحرية، والمشاركة الفاعلة في الحياة المجتمعية والاقتصادية والوطنية، من خلال تأسيسي شركة التصفيات الكبرى، وتوسيع العمل في قطاع الانشاءات ومن ثم في قطاع انتاج الألبسة في مصنع العقاد. 

مواضيع ذات صلة