الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
19 تشرين الثاني 2018

"القدس للمستحضرات الطبية" .. من مستودع أدوية لشركة عملاقة

رام الله- حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

في خضم سوء الظروف السياسية والاقتصادية عقبت نكسة 1967 نجح د. محمد المسروجي عبر خطة واضحة في البدء بالتأسيس لشركة القدس للمستحضرات الطبية.

بداية النجاح كان 1969 حين باشر المسروجي العمل في مجال توزيع الأدوية من المستوردين الذين كان اغلبهم من الأردن إضافة إلى نجاحه في الحصول على وكالات شركات أجنبية.

وكان من أسرار تفوقه أيضا: قدرته على بناء علاقات مميزة مع الشركات نظرا لتعامله بصدق مع الشركات والتزامه بتسديد المستحقات في وقتها. ويشرح المسروجي في حديث مع بوابة اقتصاد فلسطين "إن العلاقات القوية كانت أساسا لتأسيس الشركة إذ فتحت له الشركات الباب على مصراعيه عبر إعطائه ملفات هامة تتعلق بصنع بعض المستحضرات الطبية باسمها التجاري في فلسطين بترخيص من تلك الشركات".

بداية صعبة

وصف المسروجي خطواته الأولى بـ "الصعبة" ففي ذلك الوقت تطلبت الظروف السياسية تصنيع بعض الأدوية في صيدليات ومختبرات معينة استجابةً لحاجة الفلسطينيين لبعض الادوية.

ويضيف عن فكرة تأسيس شركة أنه "عندما بدأنا في الصناعة كانت الفكرة بتغطية الاحتياجات المحلية بما يخدم حاجة الأطباء والصيادلة وأصحاب العلاقة".

ويتابع " تبلورت فكرة إنشاء مصنع جديد عندما كانت الأردن عبارة عن ضفتين شرقية وغربية ففي تلك الفترة كان هناك مصنعا واحدا في السلط يحمل اسم الشركة العربية لصناعة الأدوية ثم خرج المؤسسون بفكرة إنشاء مصنع في الضفة الغربية باسم "فلسطين" لكن الفكرة لم تكتمل بعدما شكك البعض في قدرة المؤسسين في إنشاء مصنع في فلسطين".

ويضيف "في تلك المرحلة أُعلن في الجريدة عن بيع مصنع للأدوية في إسرائيل يتبع لشركة أمريكية بعدما تم وضعه على القائمة السوداء للمقاطعة العربية. وهنا ذهبت وزملائي وقمنا بشراء الآلات والمعدات ووصفات صناعة الأدوية ثم استأجرنا منزلا في قلنديا وبدأنا العمل.. وواجهنا صعوبة كبيرة إلى وقت ما في الحصول على ترخيص من قبل صحة القدس حتى نجحنا في ذلك".

التطور

يقول مسروجي إن المؤسسين أنفسهم كانوا يعملون في المصنع لكن اليوم صار للشركة ستة فروع ما بين فلسطين والاردن والجزائر منها ما يتعلق بالعناية الصحية والمنزلية والبيطرة.

وتابع، في فلسطين يوجد ثلاثة مصانع تشغل حوالي 500 موظف/ة، وتصل مبيعات المصانع في فلسطين إلى ما يفوق عن 300 مليون وتصدر البضائع لحوالي 15 بلد، ويتم انتاج ما يقرب من 300 مستحضر طبي.

المساهمة الاجتماعية

يقول المسروجي إن هناك أولويات للمساهمة الاجتماعية، وهي واجب حقيقي، مشيرا إلى إنها لا تقل عن 200 ألف دولار في السنة.

وأوضح ان المساهمات تتوزع ما بين بضائع ومساعدات نقدية على شكل بعثات جامعية تصل إلى حوالي 50 في السنة إضافة إلى طرود غذائية واموال نقدية وافطارات.

ويشير المسروجي الى اهتمام شركته بموظفيها، حيث ترعى الشركة أبناءهم وتعطي معظمهم منح دراسية، وخاصة المتفوقين منهم.

ويتابع أن وضع الشركة جيد جدا، ويجري حاليا العمل على المستوى الإقليمي "هناك بلدان تصدر شركة القدس الدواء لها، مع وجود شراكات دولية تتعاطى الشركة معها في المعلومات الفنية وغيرها".