الرئيسية » أقلام اقتصادية » الاخبار الرئيسية »
 
12 تموز 2020

رسالة اقتصادية لطالب التوجيهي

بقلم: ثابت أبو الروس
عضو الاتحاد العام للاقتصاديين الفلسطينيين

خاص- بوابة اقتصاد فلسطين

بعد أن حصلت على نتيجتك في امتحان الثانوية العامة أنت الان بحاجة لتحديد وجهتك نحو التعليم الجامعي، اختيار التخصص ليس بالأمر الهين حين تعلم أن هناك نحو 42 الف طالب يتخرج سنويا من الجامعات الفلسطينية منهم فقط نحو 7 الاف وظيفة تستوعبها السلطة الفلسطينية في مؤسساتها، وهنا يقف الأهل في حيرة من أمرهم نظرا لمحدودية معلوماتهم حول حاجة السوق والية التعامل مع هذا الكم من الضبابية في المصير لابنهم او ابنتهم.

بداية لنقوم بتشخيص سريع للواقع الاقتصادي الفلسطيني ونطلع على الحقائق التالية :-

  •  ارتفاع نسبة البطالة العامة في فلسطين والتي وصلت إلى ما لا يقل عن 31%، وأن هذه النسبة ما زالت بارتفاع كبير علما بأن النسبة كانت 14% في العام 2002 وتوالى صعودها وصولا للنسبة الحالية.
  •  الارتفاع الكبير في عمل خريجي الجامعات في غير تخصصاتهم التي درسوها.
  •  العبء المالي الكبير الملقى على الأهل أثناء فترة دراسة أبنائهم.
  •  تدني مستوى الرواتب التي يتلقاها الخريج حين يلج سوق العمل.
  • عدم استيعاب مؤسسات السلطة الفلسطينية لهذا الكم الكبير من الخريجين في مؤسساتها، فالسلطة لا تستوعب اكثر من 7000 خريج بشكل سنوي في مؤسساتها كل عام من أصل 42 ألف خريج سنويا عدا عن الخريجين من جامعات وكليات خارج الوطن.

هذه الحقائق وغيرها تضاعف حجم المسؤولية الملقاة على الخريجين وذويهم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها اضافة الى التكاليف العالية للدراسة الجامعية والتي تقود المعظم للبطالة.

بناء عليه نضع الرؤيا الاقتصادية لاختيار التخصص الذي يلبي حاجة سوق العمل في ظل غياب عملية تنموية تساعد على النهوض بواقعنا الاقتصادي.

1- يجب أن لا يكون اختيار التخصص مبنيا على العاطفة وعلى العادات والتقاليد الوهمية التي نتمسك بها عند اختيار التخصص، فعلى سبيل المثال لا الحصر عند اختيار دراسة طب الاسنان نقف امام الحقائق التالية :

  • * ارتفاع تكاليف دراسة هذا التخصص، وهذه المبالغ بلا رؤيا استثمارية، حيث تشير الدراسات العالمية أن كل 1000 شخص بحاجة الى طبيب أسنان واحد، ولكن حتى اللحظة نجد في فلسطين أن كل 1000 شخص لديهم 1.4 طبيب، وهذا مؤشر مرتفع جدا، مع العلم ان هذا المؤشر لم يتطرق الى الطلبة الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة أو الطلبة الذين يدرسون في الخارج.

2- يجب على الأهل ان يأخذوا زمام المبادرة في مساعدة أبنائهم على التخطيط السليم عند اختيار التخصص.

3- عدم تحميل الدولة المسؤولية في توظيف الخريجين نظرا لمحدودية الوظائف المتاحة في مؤسسات الدولة وقلة الموارد نظرا لسيطرة الاحتلال عليها.

4- يجب ان تكون الرؤيا من الدراسة الجامعية احد الاحتمالات التالية :-

  • * الإلتحاق بشكل مؤقت في الوظيفة لعدة سنوات فقط
  • * الإنتقال الى العمل الخاص، بحيث يكون الخريج او مجموعة خريجين قادرين على تطوير دراستهم الى فكرة مشروع صغير يستطيعون العمل به وتطويره واستيعاب أيدي عاملة إضافية، فهذه الفكرة نجحت بشكل كبير في فلسطين، على سبيل المثال عند دراسة تخصص الهندسة الكهربائية فقد تؤهل الخريج في العمل كموظف متخصص في الهندسة الكهربائية أو ان يكون مقاولا يعمل لحسابه الخاص في مجال الهندسة أو أن يكون صاحب محل تجاري يعمل في قطاع الكهرباء.

5- أن يتم اختيار التخصص الفرعي بعناية، لأنه يمكن أن يكون هو ميدان العمل المستقبلي في حال عدم العمل في مجال التخصص الرئيسي.

6- تطوير المواهب: هناك العديد من الطلبة الذين يسعون للالتحاق بتخصص يلبي موهبة يتميز بها الطالب، على سبيل المثال تخصص الجغرافيا أو علم النفس أو التربية الابتدائية، لكن هذه المواهب لا توفر مصدر دخل وحياه كريمة نظرا لما يعانيه السوق من تضخم كبير في اعداد الخريجين وعدم قدرة السوق على استيعابهم ،لذلك يجب العمل على تطوير المواهب ولكن ليس على حساب العيش الكريم.

7- عدم حصر الطالب نفسه في جامعة معينة، حيث يقوم الطالب بوضع خيارات التخصص ويقوم بوضع ثلاثة خيارات ويكون نصيب تخصصه الخيار الثالث، وهذا التخصص لا مجال له في حقل الأعمال لذلك يجب البحث عن جامعة اخرى.

اما المجالات التي يمكن ان يكون لها مستقبل مهني ينتج عنه حد من البطالة وفرصة مناسبة فتتلخص في التالية:-

  • التخصصات المهنية التقنية بكافة فروعها
  • التسويق الالكتروني
  • ادارة قواعد البيانات
  • هندسة تقنية المعلومات أو ما يعرف بأمن المعلومات
  • مطور برامج الكترونية
  • المحاسبة التقنية
  • التمريض المنزلي
  • الهندسة الميكانيكية
  • الهندسة الصناعية
  • التصنيع الغذائي
  • إدارة المخاطر
  • إدارة الجودة

وهذه المجالات المطلوبة والتي جاءت بناء على دراسات دولية واقليمية ومحلية وجاءت بناء على نسب صادرة عن جهات رسمية، ولم تأتي بشكل عفوي أو شخصي، وقد يوجد تخصصات أخرى مهمة ولم نأت على ذكرها.

أما المجالات التي تعاني التضخم في خريجيها وبالتالي ارتفاع البطالة فيها فهي:

  • الإدارة التربوية واعداد المعلمين
  • العلوم الطبيعية
  • العلوم الانسانية
  • علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية
  • العلوم التنموية
  • اللغات

 

 

هل تتفق مع ما جاء في هذا المقال؟