الرئيسية » ريادة »
 
12 كانون الثاني 2023

"مشاتيح الشمال"... مشروعٍ مربحٍ صديقٍ للبيئة

بوابة اقتصاد فلسطين

يتنقل خالد عودة الله داخل ورشته بنشاط معاوناً شركائه العاملين فيها، ومعلناً اقتراب موعد تسليم طلبية المشاتيح "الطبالي" الخشبية المعاد تدويرها إلى الزبائن، لتنطلق الشاحنة المحملة بها من ورشتهم ببلدة عتيل شمال طولكرم إلى وجهاتها المتعددة؛ تبعاً "لكثرة الطلب على المشاتيح المدورة" كما يقول عودة الله.

يبيع عودة الله المشاتيح بنصف ثمن الجديدة منها، حيث يشتري توالف المشاتيح من المصانع، ما يجعل مشروعه ذو استدامة بيئية "ما نجمعه من الأسواق والشركات نعمل على تجديده ونمنحه طاقة جديدة بنسبة 70-80% من جديد" يقول عودة الله الذي يبيع إنتاجه للمزارعين ومصانع المياه والمحاجر والمناجر والحرفيين، كما يستفيد حتى من مخلفات التدوير "في عملي لا يوجد شيء اسمه توالف (أي بقايا عمل)، فحتى القطع الصغيرة المتبقية من العمل تذهب للمخابز" يضيف.

نبتت الفكرة في رأس خالد بفعل ملاحظته لاحتياج المزارعين في محيطه "جاءتني الفكرة من الوسط الزراعي الذي أعيش فيه، فالبيئة التي أعيش فيها بيئة زراعية، وكان المزارعون بحاجة إلى المشاتيح لترتيب البضائع من خضار وفواكه عليها، لنقلها وشحنها من مكان لآخر" وهو ما دفعه لبدء جمع المشاتيح بطريقة عشوائية في البداية.

ورغم أن بدايته العفوية التي غلبت عليها المشقة وشح الربح، إلا أن مشروعه نجح أخيراً في تحسين مستواه المعيشيّ، كما خلق فرص عمل جديدة، اثنتان منها لأخويه، بالإضافة لعامل ثالث" ساعدني المشروع على تجهيز منزل جديد لعائلتي، وأشركت معي عمال جدد، منهم 2 أخويّ، وعامل آخر وعند الحاجة نستعين بعمال إضافيين" الأمر الذي انعكس إيجابياً على طفلتيه وزوجته "التي كانت سنداً في بداية مشروعي إلى جانب أبي وأخوتي"يوضح خالد.

واحتاجت الورشة سنوات من الاجتهاد لتؤول إلى ما هي عليه، استطاع خالد عبرها شق طريقه بأدوات بسيطة رغم استغراب محيطه مما يفعله كما يصف "بدأت من عريشة تتكون من شادر صغير، ثم بحمد لله بنيت أول جزء من الورشة ما يعادل الثلث من الحالي، واليوم تبلغ مساحتها 90 متر، كما بنيت طريقاً للورشة بيديّ، وكانت لدي سيارة قديمة جداً، واليوم الحمد لله أصبح لدي شاحنة حديثة تتسع لكمية كبيرة من البضائع".

تحوي الورشة اليوم معدات حديثة ضاعفت ربح عودة الله، حيث نجح بالحصول على منحة من الإغاثة الزراعية لشراء آلة فصل خشب زادت إنتاج ورشته للضعف، ويعبر عودة الله عن أهم تطور في عمله بتجاوز إنتاجه حدود مدينته " أصبح لدينا زبائن خارج طولكرم، في نابلس ورام الله وسلفيت وجنين".

لم يكتفي عودة الله بتدوير الخشب، حيث وجد نفسه يعيد تدوير المسامير المثبتة فيها أيضاً، ويزود بها المزارعين الذين يستخدمونها لتقوية تربة الشجر "بدأت أجمع المسامير التي أخرجها من المشاتيح لتجنب الأذى الذي قد تلحقه بإطارات السيارات، لكني تفاجأت بأن المزارعين يطلبونه لتسميد الأشجار به" يشرح خالد، الذي ما زال يطمح إلى تطوير وتوسيع مشروعه مع الزمن.

وطن- تقى حنون

مواضيع ذات صلة