الرئيسية » اقتصاد اسرائيلي » آخر الأخبار »
 
24 كانون الأول 2025

الدولار عند 3.18 شيكل: لماذا يواصل الشيكل صعوده… وهل يقترب من التوقف؟

مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

واصل الشيكل تسجيل مكاسب قوية مقابل الدولار، بعدما لامس سعر الصرف مستوى 3.18 شيكل للدولار الواحد، وهو أدنى مستوى له منذ قرابة أربع سنوات. ويأتي هذا التطور في سياق اتجاه تصاعدي مستمر منذ مطلع العام، إذ ارتفع الشيكل بنحو 12% مقابل الدولار، وبأكثر من 14% إذا ما قيس الارتفاع منذ أكتوبر 2024، التي شكّلت نقطة تحوّل في مسار سعر الصرف.

خبراء اقتصاديون يعزون هذا الأداء إلى مزيج من العوامل الداخلية والخارجية. أليكس زفيتشينسكي، كبير الاقتصاديين في دار ميتاف للاستثمار، أشار إلى أن الإعلانات المتعلقة ببيع الغاز لمصر، إلى جانب صفقات الأسلحة الكبيرة، أسهمت في تعزيز الطلب على الشيكل. كما لعب الأداء القوي للأسواق الأمريكية دورًا داعمًا، إذ ارتفع مؤشر ناسداك بأكثر من 20% منذ بداية العام، ما دفع مؤسسات استثمارية إسرائيلية لديها انكشاف خارجي إلى بيع الدولار لإعادة موازنة محافظها.

وبرأي زفيتشينسكي، فإن التهديد الحقيقي الوحيد لاستمرار قوة الشيكل يتمثل في أي تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية. فهبوط هذه الأسواق قد يدفع المستثمرين إلى تقليص المخاطر، ما ينعكس ضغطًا معاكسًا على العملة الإسرائيلية.

إلى جانب ذلك، يعكس صعود الشيكل تحسنًا في المؤشرات الاقتصادية المحلية، من بينها زيادة الاستثمارات الأجنبية في سوق رأس المال، وتراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد التطورات الإقليمية الأخيرة، إضافة إلى أداء إيجابي لسوق الأسهم ونمو ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث من العام.

في المقابل، لا يُجمع جميع الاقتصاديين على استمرار هذا المسار التصاعدي. عوفر كلاين، رئيس قسم الاقتصاد والبحوث في شركة هاريل للتأمين والتمويل، يرى أن التوقعات المستمدة من أسواق المال تشير إلى استقرار سعر الصرف عند حدود 3.2 شيكل خلال الأشهر الستة المقبلة، أي قريبًا من مستواه الحالي. كما يتوقع بنك هبوعليم ارتفاعًا في معدلات التضخم خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، أحد أسبابه ما وصفه بـ”الاستنزاف التدريجي لقوة الشيكل”.

ضعف الدولار لا يقتصر على الساحة المحلية. فالعملة الأمريكية تراجعت عالميًا لليوم الثاني على التوالي، خاصة أمام الين الياباني، الذي تعزز بعد تصريحات رسمية في طوكيو بشأن الاستعداد للتدخل إذا تحركت العملة بعيدًا عن أساسيات الاقتصاد. كما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنحو 0.4% ليسجل أدنى مستوى له في أربع سنوات، متراجعًا قرابة 10% منذ بداية العام، مع خسائر وصلت إلى 13% مقابل اليورو والفرنك السويسري.

وفي حديث سابق لصحيفة غلوبس، قال كوبي ليفي، رئيس قسم استراتيجية الأسواق في بنك لئومي، إن العالم يشهد تغيرًا في نظرته إلى الدولار، بعدما كان قويًا في بداية عهد إدارة ترامب، قبل أن تتأثر مكانته بالحروب التجارية والضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.

وبحسب بلومبيرغ، يتجه الدولار لتسجيل أضعف أداء سنوي له منذ ثماني سنوات، فيما تشير أسواق الخيارات إلى استعداد المتداولين لمزيد من التراجع مع اقتراب نهاية عام 2025. وفي هذا السياق، حذّرت إيبك أوزكاردسكايا، كبيرة المحللين في سويسكوت، من أن التوقعات للدولار لا تزال سلبية، مع بقاء المخاوف المتعلقة بالانضباط المالي والتوترات التجارية، وإن لم تستبعد احتمال تصحيح صعودي حاد إذا دفعت البيانات الاقتصادية القادمة الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة تسعير مسار الفائدة بشكل أكثر تشددًا.

الصورة العامة، إذن، تشير إلى شيكل قوي مدعوم بعوامل داخلية وخارجية، في مقابل دولار يواجه عامًا صعبًا عالميًا، مع بقاء السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الموجة بلغت ذروتها أم لا تزال في منتصف الطريق.

غلوبس 

 

كلمات مفتاحية::