الرئيسية » محلي » اقتصاد اسرائيلي »
 
25 حزيران 2025

هل قوة الشيكل تدفعه نحو حاجز الـ 3 مقابل الدولار؟

ترجمة خاصة – بوابة اقتصاد فلسطين

يواصل الشيكل الإسرائيلي ارتفاعه القوي أمام العملات الأجنبية، وسط تساؤلات متزايدة حول إمكانية وصوله إلى حاجز 3 شيكل مقابل الدولار الأمريكي، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ بداية القرن.

ففي تداولات ما بعد الظهر يوم 24 حزيران 2025، سجل سعر صرف الشيكل مقابل الدولار انخفاضًا بنسبة 1.33% ليصل إلى 3.398 شيكل/دولار، في حين انخفض سعر صرفه مقابل اليورو بنسبة 1.05% ليبلغ 3.94 شيكل/يورو. ومنذ بداية الشهر، ارتفع الشيكل بنحو 5% مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ نهاية عام 2022، كما سجل مكاسب بنسبة 3.6% مقابل اليورو و5.4% مقابل الجنيه الإسترليني.

ويأتي هذا الارتفاع رغم تعافي الدولار نسبيًا أمام العملات العالمية بعد تراجع بنسبة 9% منذ مطلع 2025. وخلال الشهر الماضي، لم يسجل الدولار تراجعًا سوى أمام أربع عملات فقط، بينها الشيكل، الذي سجّل أقوى أداء، إلى جانب اليورو وعملات روسيا والدنمارك وسويسرا.

لماذا يرتفع الشيكل؟

يرتبط ارتفاع الشيكل بتراجع "علاوة المخاطر" على إسرائيل، عقب العملية العسكرية الأخيرة في إيران. فقد ساهمت النجاحات الميدانية وتدخل الولايات المتحدة في ضرب مواقع نووية إيرانية في تعزيز ثقة المستثمرين، ما انعكس إيجابًا على مؤشرات بورصة تل أبيب، وسعر صرف الشيكل، وعوائد السندات الحكومية التي تراجعت.

وأوضح "مويدي شفرير"، كبير استراتيجيي الأسواق في بنك هبوعليم، أن السوق شهدت في بداية العملية ارتفاعًا في علاوة المخاطر، وهو ما انعكس حينها بارتفاع الدولار إلى 3.7 شيكل. لكن خلال الأسبوع الماضي، بدأت الأسواق بتسعير سيناريو "شرق أوسط جديد" بتراجع التهديد الإيراني وتحسّن الوضع الجيوسياسي.

وأشار "كوبي ليفي"، استراتيجي الأسواق في بنك لئومي، إلى أن صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال الحرب، ومرونتها، عززا من ثقة المستثمرين وأسهما في تعزيز الشيكل.

هل يمكن أن يكسر الشيكل حاجز 3 مقابل الدولار؟

يرى بعض المحللين أن العوامل البنيوية في الاقتصاد الإسرائيلي، مثل فائض الحساب الجاري، والاعتماد على الصادرات، واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا، ستواصل دعم الشيكل.

ورغم ذلك، يستبعد "شفرير" حدوث كسر قريب لحاجز 3 شيكل/دولار، معتبرًا أنه ممكن فقط على المدى البعيد. أما "ليفي" فكان أكثر حذرًا، معتبرًا أن كسر هذا الحاجز "غير قابل للتقدير في بيئة غير مستقرة".

وأشار إلى أن الشيكل اقترب من هذا المستوى في عام 2021، لكن ذلك كان نتيجة ضعف الدولار حينها، وتدخّل مكثف من بنك إسرائيل في السوق عبر أسعار الفائدة وشراء العملات الأجنبية.

من يُحرّك سوق العملات؟

بحسب التقرير، فإن المستثمرين المؤسسيين، مثل شركات التأمين وبيوت الاستثمار، هم اللاعبون الرئيسيون في سوق العملات في إسرائيل. وقد زادوا تعرضهم للشيكل مع تراجع المخاطر، ما ساعد في تعزيز سعره.

كما يلعب فارق أسعار الفائدة دورًا مهمًا، إذ يبلغ سعر الفائدة في إسرائيل 4.5%، وهو من أعلى المعدلات عالميًا، ما يجعل الشيكل أكثر جاذبية. إلى جانب ذلك، فإن العلاقة الوثيقة بين أداء بورصة وول ستريت وخاصة مؤشر ناسداك تؤثر على الشيكل، إذ أن ارتفاع الأسهم الأمريكية يفرض على المستثمرين المؤسسيين الإسرائيليين زيادة تعرضهم للشيكل لتعويض ارتفاع الأصول المقومة بالدولار.

هل يقرب هذا من خفض الفائدة؟

يعتقد الخبراء أن قوة الشيكل قد تتيح لبنك إسرائيل فرصة لخفض أسعار الفائدة مستقبلًا، نظرًا لتأثيرها الإيجابي في كبح التضخم وتقليل المخاطر. ومع ذلك، يُجمع المحللون على أن اتخاذ قرار بشأن خفض الفائدة لا يزال مبكرًا في ظل حالة عدم اليقين.

من الخاسر؟

ورغم فوائد الشيكل القوي، إلا أن هناك من يتضرر منه، وعلى رأسهم المصدرون والشركات ذات الدخل بالعملات الأجنبية، إضافة إلى المستثمرين في الأسواق العالمية الذين قد يفقدون جزءًا من عوائدهم عند تحويل الأرباح إلى الشيكل، مثل المستثمرين في مؤشر S&P 500، الذي يمثل نحو 8% من استثمارات صناديق التقاعد في إسرائيل.

جلوبس 

كلمات مفتاحية::