الرئيسية » الاخبار الرئيسية » سياسي »
 
14 آب 2025

ما هو المخطط الاستعماري«E1»؟

بوابة اقتصاد فلسطين

أعلن وزير مالية حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش موافقته على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية ضمن مخطط «E1» شرق القدس؛ خطوة تُقوّض إمكانية تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وتفكّك وحدتها الجغرافية والديموغرافية عبر تقطيع الضفة الغربية إلى جيوب معزولة.

أكّدت الرئاسة الفلسطينية، على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، أن الاستيطان برمّته مرفوض ومدان وغير شرعي وفق القانون الدولي، ولا سيّما قرار مجلس الأمن رقم 2334، محمِّلةً حكومة الاحتلال تبعات هذه الإجراءات، وداعيةً الإدارة الأميركية إلى وقف هذا «العبث».

تعريف ومراحل المخطط

صادقت حكومة الاحتلال عام 1999 على مخطط «E1» (رقم 4/420) على مساحة تقدَّر بـ 12,000 دونم، أعلنت معظمها «أراضي دولة» وأُلحقت لاحقًا بمستعمرة معاليه أدوميم.

عام 2012، أُقِرّت حزمة مخططات ضمن «E1»، أبرزها:

  • (2/4/420) الاستيلاء على 1,350 دونمًا لإقامة منطقة صناعية شمال غرب «E1».
  • (9/4/420) الاستيلاء على 180 دونمًا لإقامة مقر لشرطة الاحتلال (قائم اليوم)، كرافعة لتوسيع نطاق الاستيلاء.
  • الاستيلاء على 500 دونم من أراضي عناتا وشعفاط لإقامة مكب نفايات يُحوَّل لاحقًا إلى حديقة للمستوطنين.
  • ثلاثة مخططات تفصيلية للبناء:
  • (10/4/420) لبناء 2,176 وحدة استعمارية.
  • (3/4/420) لبناء 256 وحدة إضافة إلى 2,152 غرفة فندقية.
  • (7/10/420) لبناء 1,250 وحدة، إلى جانب مخطط لإقامة حديقة توراتية شمال غرب المنطقة.

البنية التحتية المرافقة: "طريق نسيج الحياة"

يتضمن المخطط ما يُسمّى طريق نسيج الحياة:

  • أنجِز جزء منه بمحاذاة جدار الفصل شرق عناتا وصولًا إلى الزعيم.
  • يُقترَح استكماله من الزعيم إلى العيزرية لخدمة توسع «E1»، ولتحويل طريق القدس–العيزرية ومنع الفلسطينيين من استخدامه مستقبلًا.

الأهداف المعلنة والعملية

  • عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وقطع التواصل الجغرافي–السكاني بينها وبين التجمعات الفلسطينية، بما يُقوّض إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
  • فصل شمال الضفة عن جنوبها وتحويلها إلى جيوب تُدار حركتها تحت سيطرة الاحتلال.
  • توسيع حدود القدس الشرقية بضمّ تكتل معاليه أدوميم إليها.
  • تهجير التجمعات البدوية مجددًا وطردها من أراضيها.
  • تعزيز التفوق الديموغرافي اليهودي في القدس على حساب السكان الفلسطينيين، خاصة بعد إخراج تجمعات فلسطينية مثل كفر عقب وعناتا–شعفاط إلى خارج نسيج المدينة الفعلي.

الترحيل القسري للتجمعات البدوية

يأتي المخطط امتدادًا لمسار تهجير بدأ في 1948 وتكرّر في 1967 (من النقب ثم الأغوار)، بذريعة «مناطق عسكرية مغلقة".

تسعى سلطات الاحتلال لتهجير 46 تجمعًا بدويًا في السفوح الشرقية والأغوار (هُجّر جزء منها بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، لتفريغ الحدود الشرقية – البالغة نحو مليون دونم من الوجود الفلسطيني.

طُرحت بدائل ترحيل إلى مناطق مثل «الجبل» في العيزرية، والنويعمة، وفصائل الوسطى في أريحا؛ غير أنّ صمود السكان حال دون تنفيذها.

تكتل «معاليه أدوميم» ضمن «القدس الكبرى»

يُعدّ من أكبر التكتلات الاستعمارية في الضفة، وتسعى إسرائيل لضمّه إلى القدس ضمن مخطط «القدس الكبرى» الذي يوسّع حدود المدينة بجدار الفصل ليشمل ثلاثة تكتلات:

  • معاليه أدوميم شرقًا،
  • جفعات زئيف شمالًا،
  • جوش عتصيون جنوبًا.

يهدف الربط بالقدس الشرقية ثم بأراضي 1948 إلى خلق تواصل استيطاني متصل، مقابل عزل التجمعات الفلسطينية التاريخية وإخراجها فعليًا من المدينة.
وتتضمن مشاريع في نطاق «E1» خططًا مثل: مدينة ملاهٍ على 800 دونم (متنزّه، بحيرة صناعية، ملاعب، فنادق) لجذب السياحة، وحي «مفسيرت أدوميم» بأكثر من 3,000 وحدة لربط القدس الشرقية بغور الأردن حتى الحدود الشرقية، إلى جانب ربط مستعمرة كيدار بـ معاليه أدوميم والبناء بينهما.

الآثار القانونية والحقوقية (وفق «بتسيلم»)

تفيد «بتسيلم» بأن البناء في «E1» سيُنتج تواصلًا عمرانيًا بين معاليه أدوميم والقدس، ويُعمّق عزل القدس الشرقية عن الضفة، ويُمسّ بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.

  • إقامة مستعمرات في أرض محتلة تُخالف القانون الدولي الإنساني الذي يحظر نقل سكان الدولة المحتلة إلى الإقليم المحتل وإحداث تغييرات دائمة فيه.
  • يتسبب ذلك بانتهاك حقوق الفلسطينيين، بما فيها طرد التجمعات البدوية المقيمة في المنطقة.

من المتضرر؟

  • تقع القدس بمحاذاة أضيق نقطة في الضفة (عرضها نحو 28 كلم). البناء في «E1» سيُقلّص هذا الرواق الضيق أصلًا، ويُصعّب إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
  • كثير من مناطق المستعمرات تُعرَّف «مناطق عسكرية مغلقة»، ويُخشى أن تُحاط أراضٍ فلسطينية خاصة بنطاقات بناء استيطاني تُعيق وصول أصحابها إليها وزراعتها.
  • سيُطوّق البناء القدس الشرقية من الشرق، مرتبطًا بالأحياء الاستيطانية شمالي البلدة القديمة، ما يُعمّق القطيعة التي فُرضت على دخول الفلسطينيين إلى المدينة، ويُفاقم الانفصال القسري بينها وبين سائر أنحاء الضفة.

 

كلمات مفتاحية::