الأسواق الإسرائيلية تتراجع وسط مخاوف عالمية.. والدولار يواصل ارتفاعه مقابل الشيكل
مؤشرات تل أبيب تسجل انخفاضات ملحوظة واليورو يقترب من 4 شيكل
بوابة اقتصاد فلسطين
شهدت البورصة الإسرائيلية اليوم تراجعات حادة في معظم المؤشرات الرئيسية، متأثرة بالانخفاضات المسجلة في وول ستريت وتصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. فقد تراجع مؤشر TA 35 بنسبة 1.3%، ومؤشر TA 90 بنسبة 1.9%، ومؤشر TA 125 بنسبة 1.4%، بينما هبط مؤشر TA Banks-5 بنسبة 1.6% ومؤشر TA Real Estate بنسبة 1.9%، في ظل تراجع معنويات المستثمرين.
بلغ حجم التداول 450 مليون شيكل، مما يعكس حالة الحذر في السوق. وفي سوق العملات الأجنبية، استمر الدولار في الارتفاع مقابل الشيكل، حيث بلغ سعر الصرف 3.64 شيكل، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.8% ليصل إلى 3.97 شيكل، مقتربًا من حاجز 4 شيكل للمرة الأولى منذ فترة.
وول ستريت تلقي بظلالها على الأسواق الإسرائيلية
جاءت هذه التراجعات بعد الانخفاضات القوية التي شهدتها الأسواق الأميركية، حيث سجل مؤشر ناسداك تراجعًا حادًا بنسبة 4%، وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7%، بينما فقد مؤشر داو جونز 2.2%، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي لم تستبعد احتمالية دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود.
عند افتتاح التداولات في تل أبيب، انعكست هذه الخسائر على السوق الإسرائيلية، حيث انخفض مؤشر TA 35 بنسبة 0.6%، وTA 90 بنسبة 0.7%، وTA Banks 5 بنسبة 0.35%.
وفي مؤشر TA 35، قاد سهم Ormat المكاسب بارتفاع 1.1%، بينما تصدر سهم Nice قائمة التراجعات بانخفاض 2.5%. أما في مؤشر TA 90، فقد سجل سهم Magic مكاسب قوية بلغت 13.5% بعد الإعلان عن دمج شركته الشقيقة "ماتريكس"، في حين سجل سهم Filar أكبر تراجع بنسبة 3.3%.
ارتفاع الدولار أمام الشيكل بسبب مخاوف الأسواق
واصل الدولار الأميركي مكاسبه أمام الشيكل، حيث ارتفع بنسبة 0.32% مقارنة بسعر الصرف التمثيلي الذي تم تحديده أمس، ليصل إلى 3.6395 شيكل، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.66% ليصل إلى 3.9632 شيكل.
يرى الخبراء أن الضعف في وول ستريت يعزز قوة الدولار أمام الشيكل، حيث تلجأ المؤسسات المالية الإسرائيلية إلى بيع الشواقل وشراء الدولار لتعويض الخسائر الناجمة عن تراجع الأسهم الأميركية المقومة بالدولار.
تأثير السياسات الأميركية على الأسواق العالمية
جاءت هذه التراجعات بعد تصريحات ترامب الأخيرة، والتي أشار فيها إلى أن الاقتصاد الأميركي قد يمر بـ "مرحلة انتقالية"، مؤكدًا استمراره في فرض الرسوم الجمركية على الواردات، حتى لو كان ذلك على حساب الإضرار بأرباح الشركات وأداء الأسواق المالية.
نتيجة لذلك، قامت المؤسسات الإسرائيلية التي تستثمر في الأسهم الأميركية ببيع الشواقل مقابل الدولار، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل الشيكل. ويُعتبر هذا الإجراء جزءًا من استراتيجيات التحوط التي تتبعها المؤسسات المالية لتعويض خسائرها الناجمة عن انخفاض قيمة الأسهم بالدولار، حيث يؤدي ضعف الأسواق الأميركية إلى زيادة قيمة الأصول المقومة بالشيكل.
السندات الإسرائيلية تحت الضغط
في سوق السندات، استقرت السندات المربوطة بمؤشر أسعار المستهلك ذات آجال 24 و18 عامًا دون تغيير، بينما أضافت السندات ذات الفائدة الثابتة لأجل 18 عامًا مكاسب بنسبة 0.21%، مما أدى إلى انخفاض العائد عليها إلى 4.743%. كما شهدت مؤشرات سندات الشركات تباينًا، حيث اتجه مؤشر تل بوند 20 إلى الانخفاض، بينما ارتفع مؤشر تل بوند 40، وظل مؤشر تل بوند 60 مستقرًا.
التوقعات المستقبلية: استمرار الضغوط على الشيكل
مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة، يتوقع المحللون أن يظل الدولار قويًا أمام الشيكل، خاصة إذا استمرت الأسواق الأميركية في التراجع. كما أن السياسات التجارية لترامب، لا سيما فيما يتعلق بفرض الرسوم الجمركية الجديدة، قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق الإسرائيلية والدولية.
وفي حال استمرار هذه الاتجاهات، فقد يشهد الشيكل مزيدًا من التراجع، مما قد يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب أو الاستثمارات في أسواق أكثر استقرارًا.
ذا ماركر