جامعة كولومبيا تستغني عن نحو 180 موظفًا بعد قرار ترامب إلغاء تمويل بقيمة 400 مليون دولار
مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين
أعلنت جامعة كولومبيا، يوم الثلاثاء، أنها ستسرّح قرابة 180 موظفًا، في خطوة تأتي ردًا على قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإلغاء تمويل فيدرالي بقيمة 400 مليون دولار، على خلفية تعامل الجامعة مع احتجاجات طلابية ضد الحرب في غزة.
وأوضحت الجامعة، في بيان رسمي، أن إشعارات عدم التجديد أو إنهاء الخدمة التي تم إصدارها الثلاثاء تطال نحو 20% من الموظفين الذين كانت رواتبهم ممولة كليًا أو جزئيًا من المنح الفيدرالية الملغاة.
وجاء في البيان: "اضطررنا إلى اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تخصيص مواردنا المالية... وهذه القرارات تؤثر أيضًا على أعظم مواردنا: موظفينا. نحن ندرك أن هذا الخبر سيكون صعبًا على الكثيرين".
ورفضت المتحدثة باسم الجامعة، جيسيكا ميرفي، الإفصاح عمّا إذا كانت هناك موجة جديدة من التسريحات قادمة، لكنها أشارت إلى أن الجامعة تتخذ سلسلة من التدابير لضمان مرونة مالية، من بينها تثبيت مستويات الرواتب الحالية، وتقديم حوافز للتقاعد الطوعي.
سيتم تقليص نطاق الأبحاث أيضًا، حيث ستقوم بعض الأقسام بإنهاء الدراسات الجارية، في حين ستحافظ أقسام أخرى على مستوى معين من البحث أثناء السعي للحصول على مصادر تمويل بديلة.
ووفقًا للجامعة، فإن المشاريع المتأثرة تشمل مجموعة واسعة من الأعمال، من بينها مشروع لتطوير بخاخ أنفي مضاد للفيروسات لمكافحة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى دراسات علمية متعددة تتناول وفيات ومراضة الأمهات، وعلاجات لأمراض مزمنة مثل كوفيد الطويل، ورعاية الأطفال حديثي الولادة المصابين بمتلازمة انسحاب الأفيونات، فضلاً عن برامج الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم.
قال مارسيل أغويروس، سكرتير فرع جمعية أساتذة الجامعات الأميركية في جامعة كولومبيا، إن عمليات التسريح – رغم كونها متوقعة – كانت "محبطة" لأعضاء هيئة التدريس، مشيرًا إلى أن الجمعية رفعت دعوى فدرالية ضد إدارة ترامب بحجة أن هذه التخفيضات غير قانونية.
وأوضح مسؤولو الجامعة أنهم يعملون مع إدارة ترامب على أمل استعادة التمويل، إلا أن أغويروس، وهو أستاذ في علم الفلك، أكد أن الأمر سيستغرق سنوات لإصلاح الضرر الذي وقع بالفعل.
قال: "عندما يتوقف التمويل، يُجبر بعض الأشخاص على المغادرة، ولا يمكن توظيف أفراد جدد، ويُعلّق عدد من المبادرات أو يُلغى كليًا، ما يؤدي إلى توقف عجلة البحث العلمي".
وفي شهر مارس، سحبت إدارة ترامب التمويل، مبررة ذلك بعدم قدرة الجامعة – وهي إحدى جامعات رابطة اللبلاب – على كبح معاداة السامية في الحرم الجامعي خلال الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت في أكتوبر 2023.
وخلال أسابيع، خضعت جامعة كولومبيا لسلسلة من الشروط التي فرضتها الإدارة الجمهورية، كمقدمة لإعادة النظر في استئناف التمويل.
ومن بين تلك الشروط: إعادة هيكلة نظام المحاسبة الطلابية، وحظر ارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات في الحرم الجامعي، ومنع تنظيم التظاهرات داخل المباني الأكاديمية، وتبني تعريف جديد لمعاداة السامية، ووضع برنامج دراسات الشرق الأوسط تحت إشراف نائب رئيس الجامعة، ليكون له صلاحيات في تعديل المناهج وقرارات التوظيف.
وبعد إعلان كولومبيا تنفيذ هذه التغييرات، قالت وزيرة التعليم الأميركية، ليندا ماكماهون، إن الجامعة "تسير على الطريق الصحيح"، لكنها امتنعت عن تحديد موعد أو تأكيد ما إذا كان التمويل سيُستأنف. ولم يصدر تعليق فوري من متحدثي وزارة التعليم الأميركية على استفسار بالبريد الإلكتروني أُرسل يوم الثلاثاء.
كانت جامعة كولومبيا في طليعة الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضد الحرب في ربيع العام الماضي، حيث أقام متظاهرون مؤيدون لفلسطين مخيمًا داخل الحرم الجامعي، واستولوا على أحد مباني الجامعة في شهر أبريل، ما أدى إلى اعتقال العشرات، وألهم موجة من الاحتجاجات المماثلة في جامعات أخرى على مستوى البلاد.
وعندما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، تحرك بسرعة لقطع التمويل الفيدرالي عن الكليات والجامعات التي اعتبرها متساهلة للغاية تجاه معاداة السامية.
NEW YORK (AP)