الأمم المتحدة تأسف لمشاهد "مفجعة" في رفح ومؤسسة إغاثة غزة تحذر من مؤشرات "مجاعة"
بوابة اقتصاد فلسطين
شهد مركز توزيع مساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حالة من الفوضى، بعد تدفق آلاف الفلسطينيين إلى أحد المواقع التابعة لمؤسسة "إغاثة غزة"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لتسلُّم الطرود الغذائية، وسط تحذيرات من تفاقم مؤشرات المجاعة في القطاع المحاصر.
وقالت مؤسسة "إغاثة غزة" إنها تمكنت من توزيع نحو 8000 صندوق طعام، تعادل قرابة 462 ألف وجبة، في أول يوم عمل لها، رغم الفوضى التي شهدها المركز والتي أدّت إلى فقدان السيطرة مؤقتًا، وفقًا لمصادر ميدانية، قبل أن تتدخل قوات الجيش الإسرائيلي لاستعادة النظام.
مخاوف من جمع بيانات حيوية
يأتي التدفق الكبير للمحتاجين رغم التحذيرات التي أطلقتها فصائل فلسطينية بشأن آليات التوزيع، لا سيما مخاوف استخدام تقنية التعرف على الوجه لفحص المستفيدين، وهو ما اعتُبر محاولة لجمع بيانات حساسة يمكن أن تُستخدم لاحقًا في التتبع والاستهداف. حماس اتهمت إسرائيل بتحويل المساعدات إلى أداة استخباراتية، فيما نفت إسرائيل ذلك وقالت إن النظام يهدف لاستبعاد من لهم صلات بحماس.
ردود دولية متباينة
وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة المشاهد التي أظهرت تدافع الفلسطينيين بأنها "مؤلمة"، مؤكدًا أن لدى المنظمة خطة بديلة جاهزة لتوزيع المساعدات بشكل فعّال ومستقل. من جهته، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن البرنامج، قائلاً إنه "أداة لإضعاف حماس"، نافيًا استخدام الجوع كسلاح، وأضاف: "لا أحد يبدو هزيلاً في غزة".
مقاطعة أممية وانتقادات أمريكية
تواصل وكالات الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية مقاطعة مؤسسة "إغاثة غزة"، مشيرة إلى أن المساعدات يجب ألا تكون خاضعة لطرفي النزاع. في المقابل، وصفت واشنطن الانتقادات الأممية بـ"النفاق"، وأكدت أن المساعدات تدخل غزة "على نطاق واسع".
فوضى وتدافع وجوع
شهد الموقع في رفح اقتحامًا من آلاف الجائعين، بما فيهم نساء وأطفال، وسط مشاهد تدافع، وسقوط أجزاء من الأسلاك الشائكة، واستيلاء غير منظم على الطرود. المؤسسة قالت إنها اضطرت للانسحاب المؤقت حفاظًا على السلامة، قبل أن تستأنف العمل لاحقًا.
أرقام عاجلة
8000 طرد غذائي وُزعت في يوم واحد.
400 شاحنة مساعدات تنتظر التوزيع في غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
الأمم المتحدة تؤكد الحاجة إلى 500-600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
وفي ظل استمرار الحصار وغياب آلية دولية موحدة لتنسيق المساعدات، تبقى المساعدات الإنسانية في غزة رهينة التجاذبات السياسية، بينما يشتد الجوع، وتتكثف المؤشرات على أزمة إنسانية تزداد تعقيدًا.
MCD