مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن تكلفة إقامة ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" في رفح جنوبي قطاع غزة، قد تصل إلى ما بين 10 و15 مليار شيكل، تتحملها بالكامل خزينة الدولة الإسرائيلية في مرحلتها الأولى.

وبحسب التقرير، تهدف الخطة إلى إنشاء مدينة خيام ضخمة تستوعب قرابة نصف مليون فلسطيني نُزحوا من شمال القطاع، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى منع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية. وتفيد الصحيفة بأن وزير المالية الإسرائيلي صادق بالفعل على تخصيص مئات الملايين من الشواكل لتمويل المرحلة التمهيدية من المشروع، وسط توقعات بأن تتحمل إسرائيل وحدها التكاليف الكاملة في الوقت الراهن.

مصادر داخل الكابينت الإسرائيلي أشارت إلى وجود تصور بأن بعض الدول العربية قد تعوّض إسرائيل لاحقًا في حال تسلمت تلك الدول مسؤولية إعادة إعمار غزة، إلا أن تقديرات الجهات الحكومية نفسها تعتبر فرص تحقق هذا السيناريو "منخفضة"، ونقلت الصحيفة عن وزير المالية قوله إن "تلك المبالغ تبدو مضحكة" بالمقارنة مع حجم التمويل المطلوب.

الخطة المثيرة للجدل أثارت انتقادات حادة داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، التي اعتبرت إقامة المدينة تمهيدًا فعليًا لفرض حكم عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزة. كما انتقدت منظمات حقوقية دولية المشروع، ووصفت الخطوة بأنها "تهجير قسري للسكان الفلسطينيين من أراضيهم"، ما يشكّل مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني.

ويُذكر أن هذه الخطة تأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى تهجير قسري واسع النطاق ومفاقمة الكارثة الإنسانية في غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات دون شروط.