الرئيسية » آخر الأخبار » الاخبار الرئيسية »
 
17 حزيران 2025

"حرروا الشيكل": مبادرة بوابة اقتصاد فلسطين لمواجهة الأزمة المالية المتفاقمة

بوابة اقتصاد فلسطين  

في ظل القيود المالية الإسرائيلية وتراجع الحراك الاقتصادي، يتكدس الشيكل بكميات غير مسبوقة في البنوك الفلسطينية، ليصبح عبئا خانقا يعطل دورة المال ويهدد الاستقرار الاقتصادي.
تحت عنوان " حرروا الشيكل" وهي مبادرة ودعوة من موقع بوابة اقتصاد فلسطين موجهة إلى الحكومة والمؤسسات الرسمية، للانتباه إلى هذه الأزمة الصامتة قبل أن تتحول إلى انهيار مالي فعلي، ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى عمق الخنق الاقتصادي الذي تعيشه فلسطين.

أزمة صامتة

تفيد المعطيات بأن حجم فائض الشيكل المتراكم في البنوك الفلسطينية في ازدياد، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على تحويل الأموال للخارج أو شحن العملة الفائضة.
هذه الكتلة النقدية المجمدة تشوه هيكل السيولة في القطاع المصرفي، وتُضعف قدرة البنوك على الإقراض، وتعمق أزمات النمو والاستثمار.

أجمع خبراء مصرفيين واقتصاديين لبوابة اقتصاد فلسطين إن القطاع المصرفي لم يعد يواجه فقط أزمة نقد فائض، بل أزمة في تغطية حوالاته والتزاماته المالية بسبب استنزاف أرصدته بالشيكل. نحن أمام خلل هيكلي سببه اعتماد شبه كلي على الشيكل دون استراتيجيات تنويع عملاتي.

تداعيات خطيرة

من أخطر التداعيات المتوقعة، بحسب مختصين نمو سوق موازية قائمة على الدفع النقدي المباشر خارج النظام المصرفي، ما يفتح بابا لعمليات غسيل أموال ويهدد جهود الشمول المالي التي بُذلت على مدار سنوات.

وأشار الخبر أنه إذا استمرت تقييدات البنوك على إيداعات الشيكل، فسيجد التجار بدائل غير رسمية. هذه ثغرة قد تؤدي إلى توسع اقتصاد الظل وتهرب من الرقابة، في ظل اقتصاد يتكيّف بسرعة مع الأزمات.

هل آن الأوان للانتقال نحو عملات بديلة؟

يرى مراقبون أن الواقع الحالي يشكل فرصة لإعادة النظر في هيمنة الشيكل.
ويقترح البعض البدء بخطوات تدريجية لتوسيع استخدام الدينار الأردني أو الدولار الأميركي، خصوصًا في المعاملات الحكومية، والرسوم، والتسعير الإلكتروني في محاولة لامتصاص الأزمة قدرة الإمكان.

دعوة لتحرك عاجل

المقال التحذيري "حرروا الشيكل" ليس دعوة حرفية، بل صرخة رمزية تطالب الحكومة:

  • فتح حوار مع المجتمع الدولي لتحويل الفوائض إلى الخارج.
  • تنشيط استخدام عملات بديلة في السوق المحلي.
  • تقديم محفزات للبنوك لشراء الشيكل من السوق بسعر صرف جذاب.
  • إطلاق حملة توعية بخطر التعامل خارج النظام المصرفي.

آليات مقترحة لتفعيل الحملة الرمزية "نحرق الشيكل"

لكي لا تبقى "حرروا الشيكل" مجرد شعار رمزي، تقترح بوابة اقتصاد فلسطين مجموعة من الآليات العملية لتفعيل الحملة وتوسيع نطاق تأثيرها:

آليات العمل في المبادرة

لمواجهة أزمة فائض العملة الإسرائيلية في السوق الفلسطينية، تدعو المبادرة إلى تفعيل آليات عملية تسهم في الحد من الأزمة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتشمل:

  • تشكيل لجنة متابعة مشتركة: تضم ممثلين عن الحكومة، والقطاع المصرفي، ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تنسيق الجهود، ومتابعة تنفيذ الحلول، ووضع الاستراتيجيات الملائمة لمعالجة الأزمة.
  • تسهيل إجراءات تحويل الفوائض: العمل على رفع القيود المالية المفروضة على تحويل العملة الفائضة إلى الخارج، من خلال حوار رسمي مع الجهات الإسرائيلية والمجتمع الدولي، وتأمين دعم فني وقانوني للبنوك الفلسطينية.
  • تحفيز البنوك على شراء الفوائض: تقديم حوافز مالية وضريبية للبنوك التي تشترى فائض الشيكل من السوق بسعر صرف تنافسي، لتخفيف الضغط على السيولة وتعزيز قدرة البنوك على الإقراض.
  • تطوير نظم دفع إلكترونية متعددة العملات: دعم إنشاء منصات دفع إلكترونية تسمح باستخدام أكثر من عملة رسمية في المعاملات الحكومية والتجارية، لتقليل الاعتماد الكلي على الشيكل.
  • حملات توعية شاملة: تنظيم حملات توعوية مستمرة تستهدف المواطنين والتجار، لتسليط الضوء على مخاطر التعامل خارج النظام المصرفي الرسمي، وتشجيع الالتزام بالإجراءات الرسمية.
  • تنظيم فعاليات ثقافية وفنية: إطلاق فعاليات وطنية وفنية تعكس أزمة فائض الشيكل وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، بهدف رفع مستوى الوعي العام وتحفيز المشاركة المجتمعية.

"حرروا الشيكل" ليست دعوة حرفية، بل صرخة رمزية من بوابة اقتصاد فلسطين لتسليط الضوء على أزمة متفاقمة. فلسطين لا تعاني فقط من احتلال الأرض، بل من احتلال مالي يُقيد نموها ويخنق استقلالها الاقتصادي.

 

مواضيع ذات صلة