الرئيسية » آخر الأخبار » محلي » منوعات »
 
05 آب 2025

دراسة علمية: بكتيريا الأمعاء قد تكون السبب الخفي وراء أمراض القلب

بوابة اقتصاد فلسطين

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر" أن جزيئًا تنتجه بكتيريا الأمعاء، يُعرف باسم "بروبيونات الإيميدازول" (ImP)، قد يكون مسؤولًا عن تطوّر تصلب الشرايين، حتى لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي مؤشرات خطر تقليدية مثل ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم.

وأجرى الباحثون من المعهد الوطني الإسباني لأبحاث القلب والأوعية الدموية (CNIC) تتبعًا دقيقًا لحالة 400 موظف بنك في مدريد على مدار عقد من الزمن، ووجدوا أن 74% منهم يعانون من تصلب شرايين غير ظاهر، رغم أنهم يعتبرون "أصحاء". تحليل عينات الدم والميكروبيوم أظهر ارتفاع مستويات ImP لدى المصابين بالمرض.

وللتأكد من النتائج، شملت الدراسة عينة ثانية تضم أكثر من 1800 شخص من السويد، لتُظهر مجددًا أن مستويات ImP المرتفعة ترتبط بتطور المرض، حتى في وجود مستويات طبيعية للكوليسترول والسكري.

ولأول مرة، تُشير النتائج إلى أن هذا الجزيء الذي تنتجه بكتيريا الأمعاء قد يُسبب المرض فعليًا وليس فقط أن يكون مؤشرًا عليه. التجارب على الفئران أظهرت أن حقن ImP يُؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين وتحفيز الالتهاب، في حين أن حجب المستقبل الذي يتفاعل معه الجزيء (I1R) أدى إلى إيقاف المرض حتى مع نظام غذائي عالي الكوليسترول.

اختبار ثوري في الأفق

يقترح العلماء أن قياس مستويات ImP في الدم قد يُصبح لاحقًا اختبارًا تشخيصيًا بسيطًا وغير مكلف للكشف المبكر عن تصلب الشرايين، في وقت لا يزال فيه الوصول للفحوصات المتقدمة مثل التصوير المقطعي أو البوزيتروني محدودًا.

النظام الغذائي.. الحل الوقائي الفعّال

من اللافت أن الباحثين وجدوا علاقة واضحة بين النظام الغذائي ونسب ImP، حيث ارتبط النظام الغذائي الغربي الغني باللحوم الحمراء والسكر بارتفاع مستويات الجزيء الضار. في المقابل، ساعد النظام الغذائي المتوسطي التقليدي، الغني بالخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، في خفض تلك المستويات وبالتالي تقليل خطر الإصابة.

نحو علاج مستقبلي مركّب

بينما لا يتوفر اختبار ImP حاليًا تجاريًا، يرى العلماء أن مستقبل علاج تصلب الشرايين قد يتجه إلى الجمع بين أدوية خفض الكوليسترول وحجب مستقبلات ImP، مما يفتح الباب أمام علاج مركب وفعّال.

تعاون علمي دولي واسع

قاد الدراسة المركز الوطني الإسباني للأبحاث، وشارك فيها مؤسسات علمية مرموقة من الولايات المتحدة وألمانيا والسويد واليونان، بينها جامعة ميشيغان، جامعة هايدلبرغ، ومستشفى ماونت سيناي.

مواضيع ذات صلة