إدارة الغذاء والدواء توافق على تحديث دواء ليوكوفورين المحتمل لعلاج بعض أعراض التوحد
بوابة اقتصاد فلسطين
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الاثنين أنها وافقت على نسخة من دواء ليوكوفورين (حمض الفولينيك) التي تنتجها شركة جلاكسو سميث كلاين (GSK.L)، بعد أكثر من عقدين من توقف الشركة عن تصنيعه.
وقالت الهيئة إن مراجعتها استندت إلى بيانات استخدام الدواء لدى 40 مريضًا يعانون من اضطراب أيضي نادر يُعرف بـ"نقص حمض الفوليك في الدماغ"، وهو مرض قد يسبب أعراضًا عصبية مشابهة لتلك التي تظهر لدى بعض المصابين بالتوحد.
وأشارت الشركة البريطانية إلى أنها ستتقدم بطلب لتحديث ملصق الدواء ليشمل علاج هذا الاضطراب النادر، بناءً على طلب إدارة الغذاء والدواء.
الليوكوفورين، المعروف أيضًا باسم حمض الفولينيك، هو شكل نشط من فيتامين B9، ويُستخدم منذ سنوات للتقليل من السُمّية الناجمة عن أدوية السرطان مثل الميثوتريكسات، ولتعزيز فعالية العلاج الكيميائي، إضافة إلى علاج بعض أنواع فقر الدم.
وعلى الرغم من أن الدواء غير معتمد رسميًا لعلاج التوحد، بدأ بعض الأطباء وصفه لهذا الغرض خارج نطاق النشرة الطبية. وتشير دراسات أولية إلى أن ما يصل إلى ثلاثة أرباع الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مشكلات وراثية أو مناعية تعيق امتصاص حمض الفوليك في الدماغ، وأن العلاج قد يحسن بعض المهارات السلوكية والاجتماعية.
لكن مؤسسات بحثية حذرت من أن الأدلة لا تزال محدودة للغاية. وقالت مؤسسة علوم التوحد في بيان إن النتائج الحالية مستمدة من "تجارب صغيرة وبجرعات مختلفة"، مشددة على الحاجة إلى مزيد من الدراسات قبل التوصل إلى استنتاجات نهائية.
لماذا يُنظر إلى ليوكوفورين كعلاج محتمل للتوحد؟
يُعتبر ليوكوفورين (المعروف أيضًا باسم حمض الفولينيك) علاجًا محتملًا للتوحد بسبب دوره في معالجة نقص حمض الفوليك في الدماغ – وهو اضطراب أيضي نادر تتشابه بعض أعراضه العصبية مع أعراض التوحد.
اهتمام إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) جاء بعد دراسات شملت نحو 40 مريضًا يعانون من هذا الاضطراب.
شركة غلاكسو سميثكلاين (GSK)، التي أوقفت إنتاج الدواء عام 1997، ما تزال تمتلك الموافقة الأصلية للدواء في السوق الأمريكية، وتخطط لتحديث نشرة استخدامه لتشمل علاج نقص حمض الفوليك الدماغي بناءً على طلب من الـ FDA.
تشير دراسات صغيرة إلى أن ليوكوفورين قد يساعد في تحسين المهارات اللفظية والاجتماعية وتقليل التهيج لدى بعض الحالات.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الأدلة الحالية ما تزال ضعيفة ومبدئية، إذ تعتمد فقط على أبحاث محدودة وصغيرة النطاق، لذلك يبقى استخدامه في التوحد ضمن نطاق الاستخدام "خارج النشرة" (Off-label) وليس علاجًا معتمدًا رسميًا.