الرئيسية » آخر الأخبار » الاخبار الرئيسية »
 
14 تشرين الأول 2025

الصين ترد على رسوم ترمب بسلاح المعادن النادرة وتعيد رسم خريطة التجارة العالمية

بوابة اقتصاد فلسطين

ورغم التهديدات الأميركية، أظهرت بيانات "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن الصادرات الصينية ارتفعت في سبتمبر بنسبة 8.3% مقارنة بالعام الماضي لتبلغ 328.6 مليار دولار، وهو أعلى مستوى شهري منذ بداية 2025...

اشتعلت المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين مجددًا مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في خطوة وصفتها الأوساط الاقتصادية بأنها الأعنف منذ عقد.

وردّت بكين سريعًا بإجراء مضاد تمثّل في تشديد القيود على تصدير المعادن النادرة، وهي العناصر التي تهيمن على 70% من إنتاجها العالمي وتُعدّ أساسية في الصناعات التكنولوجية والعسكرية، في ما اعتبرته وكالة "بلومبيرغ" تحوّلًا استراتيجيًا يهدف إلى استخدام المعادن كورقة ضغط مكافئة لقوة الدولار الأميركي في الاقتصاد الدولي.

وبحسب التقرير، فقد شملت الإجراءات الصينية حظر تصدير أي منتجات تحتوي حتى على "آثار ضئيلة" من المعادن النادرة من دون ترخيص مسبق، كما فرضت قيودًا على الشركات الأجنبية التي تعيد تصدير هذه المواد من دول ثالثة.

ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة خطوات أميركية لتوسيع حظر تصدير الرقائق والبرمجيات المتقدمة إلى الصين. ورغم حدة التوتر، نقلت مصادر من بنكي "مورغان ستانلي" و"نومورا" أن اللقاء المقرر بين الرئيسين الصيني والأميركي خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية لا يزال قائمًا قبل انتهاء الهدنة الجمركية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني.

ورغم التهديدات الأميركية، أظهرت بيانات "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن الصادرات الصينية ارتفعت في سبتمبر بنسبة 8.3% مقارنة بالعام الماضي لتبلغ 328.6 مليار دولار، وهو أعلى مستوى شهري منذ بداية 2025.

وبينما انخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 27%، ارتفعت نحو الأسواق الأفريقية بنسبة 56%، وإلى أميركا اللاتينية بـ15%، وإلى الاتحاد الأوروبي بـ14%، كما قفزت إلى فيتنام بـ25%، في ما وصفه محللون بأنه "تحوّل هيكلي في سلاسل التوريد" يعيد توجيه التجارة الصينية إلى أسواق بديلة لتعويض التراجع الأميركي.

وترى الخبيرة الاقتصادية ميشيل لام من "سوسيتيه جنرال" أن "تنويع الأسواق وقوة التنافسية الصناعية مكّنا الصين من امتصاص أثر الرسوم"، مضيفة أن هذا الصمود منح بكين ثقة أكبر في اعتماد نهج أكثر تشددًا بالمفاوضات.

وتشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن هذا الأداء القوي يعزز موقف الصين التفاوضي في ظل ركود سوق العقارات والتباطؤ المحلي، ما يساعدها على تحقيق هدف النمو السنوي البالغ 5%.

وفي المقابل، يواجه ترمب ضغوطًا داخلية متصاعدة مع اقتراب موسم التسوق الأميركي، وسط تحذيرات من احتمال نقص في السلع خلال عطلة عيد الميلاد نتيجة اضطراب الإمدادات الصينية، إضافة إلى الخسائر المحتملة في الولايات الزراعية بعد تراجع مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي. كما يخشى البيت الأبيض تعثر صفقة "تيك توك" التي تعدّ أداة تواصل رئيسية مع الناخبين الشباب.

وترى "بلومبيرغ" أن ما يجري يتجاوز حرب الرسوم إلى صراع على قيادة النظام الاقتصادي العالمي. فبينما تراهن واشنطن على العقوبات الجمركية والتضييق المالي، تستخدم بكين سلاح المعادن النادرة وتوسّع أسواقها العالمية لتعزيز استقلالها عن الدولار الأميركي.

ويؤكد المحللون أن التوتر بين القوتين بلغ مستوى يصعب بعده العودة إلى الوضع الطبيعي، وأن العالم يتجه نحو نظام تجاري ثنائي القطب تتقاسم فيه الولايات المتحدة والصين النفوذ الاقتصادي العالمي بعد عقود من التفوق الأميركي شبه المطلق.

وكالات