الرئيسية » آخر الأخبار » منوعات »
 
17 تشرين الثاني 2025

ما سبب ارتفاع حالات سرطان القولون؟ دراسة جديدة تشير إلى احتمال غير متوقع

بوابة اقتصاد فلسطين

تشهد معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ارتفاعًا لافتًا بين الفئات الشابة في مختلف دول العالم، وفق دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية المرموقة "ذا لانسيت"، شملت 50 دولة. وأظهرت نتائج الدراسة أن 27 دولة سجلت زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بين من هم دون سن الخمسين، في اتجاه يُعد مقلقًا وغير مسبوق.

وبحسب الدراسة، فقد سجلت نيوزيلندا أعلى معدل زيادة سنوية بنسبة 3.97%، تلتها تشيلي بنسبة 3.96%، ثم المملكة المتحدة بنسبة 3.59%. أما الدول ذات أعلى معدلات الإصابة الكلية بين الشباب فشملت أستراليا (16.5 حالة لكل 100 ألف)، والولايات المتحدة (14.8 حالة لكل 100 ألف). وفي إسرائيل يظهر اتجاه تصاعدي ثابت بين الشباب، بالتوازي مع انخفاض معدلات الإصابة بين البالغين.

أسباب الارتفاع… أبعد من نمط الحياة

ورغم ارتباط الزيادة بنمط الحياة غير الصحي، مثل استهلاك الأطعمة المصنعة، والسمنة، وقلة النشاط البدني، تشير الدراسة إلى أن هذه العوامل وحدها لا تفسر الارتفاع الكبير بين الشباب، خاصةً أن هذه الفئة لا تخضع عادةً لفحوصات الكشف المبكر.

وفي دراسة مكمّلة نُشرت في مجلة Nature العلمية، وجد الباحثون أن نسبة من سرطانات القولون التي تصيب الشباب تحمل بصمة جينية لطفرات ناجمة عن التعرض لمادة "كوليبكتين"، وهو سمّ تفرزه بعض أنواع بكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli) الموجودة في الأمعاء.

الكوليبكتين.. السمّ الذي يترك أثرًا مبكرًا

أظهرت الدراسة أن الكوليبكتين يمكن أن يُحدث تلفًا مباشرًا في DNA خلايا الأمعاء، وأن الطفرات التي تسبب السرطان قد تتشكل في مراحل مبكرة جدًا من الحياة، وربما حتى قبل سن العاشرة نتيجة التهابات معوية مبكرة.

كما وجد الباحثون أن الطفرات المرتبطة بالكوليبكتين أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يتم تشخيصهم قبل سن الأربعين مقارنةً بمن هم فوق السبعين، وهو ما يفتح الباب أمام فرضية أن البكتيريا تلعب دورًا أكبر مما كان يعتقد سابقًا.

آفاق علاجية جديدة

وفي حال تأكيد النتائج بدراسات مستقبلية أوسع، يعتقد العلماء أنه قد يتم تطوير أدوية مضادة للبكتيريا أو علاجات تستهدف السمّ نفسه، بهدف تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون بين من يملكون مستويات مرتفعة من الكوليبكتين في أمعائهم.

اذن، تقدم الدراستان منظورًا جديدًا لواحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وتعيدان تسليط الضوء على دور الميكروبيوم المعوي والعوامل البيئية والغذائية في صحة الجهاز الهضمي. ويؤكد الباحثون الحاجة إلى مزيد من الفحوصات المبكرة للفئات الشابة، إضافة إلى أهمية نمط الحياة الصحي والوقاية من الالتهابات المعوية في مراحل مبكرة من العمر.

 

مواضيع ذات صلة