الرئيسية » أقلام اقتصادية »
 
02 تموز 2015

ما هو تقسيم الأصول؟

\

بقلم مازن ارشيد- العربي الجديد

لا تضع كل البيض في سلة واحدة. إنها النصيحة الأولى التي قد تسمعها عند البدء بتجربتك الاستثمارية، إذ يُقصد بها قيامك باستثمار أموالك في مجموعة متنوعة من الأصول الاستثمارية، عوضاً عن الاستثمار في نوع واحد منها، تمتلك آفاقاً ربحية مختلفة ومستويات متباينة من المخاطر. فقيامك بتوزيع أموالك، من خلال تقسيم محفظتك الاستثمارية بين أصول مختلفة، يسمح لك بتعويض الخسائر، التي قد تتكبدها في نوع من الاستثمار، من خلال تحقيقك لمكاسب في نوع آخر.

نتيجة لذلك، فإن تقسيم الأصول، بهذه الطريقة، قد يساعدك على تقليل تعرضك للمخاطر، ذلك أن عملية توزيع الأصول هي عملية يتم من خلالها تنفيذ إستراتيجيتك الاستثمارية سعياً لتحقيق التوازن بين مخاطر الاستثمار ومكاسبه، حيث يتم تحديد مكونات محفظتك الاستثمارية عن طريق تحديد النسب المئوية الملائمة لكل مكون (الأصول) من مكونات محفظتك. وعادة ما يتم تحديد نوعية وكمية هذه المكونات وفقاً لقدرتك على تحمل المخاطر، وغايتك من الاستثمار، والإطار الزمني له، حيث تمتلك فئات الأصول الثلاث الرئيسية، الأسهم والدخل الثابت والنقد، مستويات مختلفة من المخاطر والعوائد.

في هذا السياق، تعتبر الأسهم أكثر الأدوات الاستثمارية تقلباً وعرضة للمخاطر، على المدى القصير، إلّا أنها تقدم إمكانات نمو أفضل على المدى الطويل. لذلك، فإن رفع حصة الأسهم في محفظتك الاستثمارية ستكون ملائمة لك إن كنت على استعداد لتحمل قدر كبير من التقلبات والمخاطر، القصيرة الأجل، سعياً لتحقيق أقصى قدر من النمو مع مرور الوقت. وإن كنت مستثمراً متحفظاً على استعداد لقبول نمو محدود في أموالك، على المدى الطويل، مقابل مخاطرة متدنية نسبياً، فالأنسب لك، في هذه الحالة، رفع نسبة استثماراتك في السندات، وأدوات الدخل الثابت الأخرى. أما النقد، والأصول الثابتة، مثل العقار، فهي أقل الادوات الاستثمارية تقلباً ومخاطرة، بشكل عام، لكنها تقدم فرصة نمو محدودة للغاية، على المدى الطويل، قد تكون مناسبة لك إن كنت مستثمراً متحفظاً جداً يسعى إلى تحقيق استقرار أكبر في محفظتة الاستثمارية.

في الواقع، لا توجد صيغة محددة يمكنك من خلالها توزيع وتنويع الأصول، بشكل مثالي، ضمن محفظتك الاستثمارية، مع ذلك، فإن هناك إجماعاً، بين المتعاملين في أسواق المال، بأن عملية توزيع وتنويع الأصول هي واحدة من أهم القرارات التي ستتخذها في بداية تجربتك الاستثمارية، ذلك أن اختيارك للأوراق المالية سيكون ثانوياً، نسبياً، مقارنة بالطريقة التي ستتبعها في تحديد الأصول الاستثمارية، وآلية توزيعها ضمن مكونات محفظتك الاستثمارية، ما يجعل عملية تقسيم الأصول العامل المحدد الأساسي لنجاح أو فشل تجربتك الاستثمارية.

مواضيع ذات صلة