الرئيسية » أقلام اقتصادية »
 
13 شباط 2022

حرب عالمية ثالثة.. وتفاؤل مفرط في ارتفاع الدولار بسبب التضخم

بقلم: محمد سلامة
خبير ومستشار مالي

بوابة اقتصاد فلسطين

الافراط في توقعات ارتفاع الدولار وقيام حرب شاملة شرق اوروبا  امران بدا الكثيرون يجادلون في حقيقتهما معا ،فالاخرى اي الحرب الشامله قد تؤدي الى ارتفاع مفرط للدولار كون جغرافيا الكره الارضية تعطي اميركا ميزة البعد الجغرافي عن منطقة الصراع وتمنح الدولار صفة عملة الملاذ مثله كمثل الذهب وبعض العملات التي قد تستفيد من مثل هذا الحدث المجنون ان حدث.

 لا احد ينكر وجود ضغوط تضخمية في اهم اقتصادين في العالم على جانبي الاطلسي فالتضخم في امريكا تجاوز 7.5% وفي اوروبا تجاوز %5 لاول مره منذ حكم الممثل  الشهير ريغان لامريكا في ثمانينات القرن الماضي....ولا احد ينكر ايضا مطامع روسيا في اللاستيلاء والسيطره على الانف الاوكراني فيما يحاول الغرب جاهدا زرع خازوق في مؤخرة روسيا في القرم الاوكراني.
اذا التضخم وفورة بوتين خطران داهمان الا انهما ليسا حدثين جديدين على كل من يتابع الاسواق فالامران قد اختزلا وحسب حسابهما جيدا......الا ان ما لم يتم اخذه في الحسبان هو الجنون الذي قد يظهر في اي بقعة في العالم وهنا ارشح سوريا...
   روسيا على علم ودراية بان اسرائيل هي راس الحربة الامريكي في المنطقة واكبر حلفائها وان ضغوط اوكرانيا قد تتفجر فوق سوريا او حولها فاسرائيل قادرة على ضرب اية نقطة ساخنة في سوريا تثير غضب روسيا وتشعيل فتيل المواجهة الشاملة بين حلف الاطلسي وروسيا في الشريط الممتد من اسرائيل فسوريا فشمال ايران وحتى القوقاز واوكرانيا....
هذ يعني ان الشيكل الاسرائيلي قد يدخل  لعبة الطاولة هذه وقد تتعرض اسرائيل لاحراج كبير عند اختبار قوتها امام روسيا..
كل هذا كلام لا يعنينيا في شي حين نرسم خارطة اسعار العملات ونبدا في تحليل سلوكها كي نستدل على توجهات المستقبل...
فالدولار يكاد يستنفذ استهلاك او خصم اثر التضخم الذي  ظهر مؤخرا على اعتباره تضخم مؤقتا سببه الرئيس ارتفاع تكلفة سلسلة التوريد وتراجع  مستويات الانتاج بسبب الحجر واغراق الاقتصاديات بالاموال اي تضخم العرض النقدي..والتضخم في الاساس هو احد اسباب ضعف القدرة الشرائية للعملة وتراجع اسعار صرفها فلماذا نتفاءل بمزيد من ارتفاع الدولار؟  يبدو ذلك عبثيا..ونستنتج ارتفاعا معقولا وليس مفرطا للدولار امام العملات...
اما الشيكل.. فقبل نهاية العام الماضي اوضحنا ان الشيكل استنفذ قوته المفرطه ولا بد من تصحيح في مدى خمسة شهور قد يذهب بالدولار للارتفاع الى مستوى 3.48 بحده الاقصى فالتداول سيكون في اطار ارتفاع تدريجي بطيىء للدولار مع استمرار التذبذب  هبوطا وصعودا حتى يصل التصحيح ذروته في نطاق 3.45/3.48 
بشكل عام الصورة في الاطار الخارجي واضحة لكن يبقى التفصيل  فصعود الدولار حاليا الى مستوى يقترب من 3.25 نراه طبيعيا وهنا قد يحدث تباطىء في عملية الارتفاع خاصة وان نطاق 3.2650/3.28 يقف في طريق الصعود وسيفرض على الدولار التوقف عن الارتفاع والهدوء مؤقتا لاختبار امكانية تجاوز هذا المستوى والارتفاع لتجاوز 3.30 حيث تتسارع حينها قوة الدولار ويصبح الحديث عن 3.48 ممكنا ومتاحا للمحللون......لكن هل هناك عقلانية في الحدبث عن ارتفاع مفرط للدولار ..بالطرح الموضوعي يبدو الحديث عن حرب شاملة وارتفاع مفرط للدولار عبثيا  ولا اعتقد باننا في وضع يستدعي البحث في نظرية الوضع غير الطبيعي لاستدراك مخاطر الجنون المستبعد الحدوث
 

كلمات مفتاحية::
هل تتفق مع ما جاء في هذا المقال؟