الرئيسية » سياسي » آخر الأخبار »
 
15 أيار 2025

تحليل: بصفقة قياسية مع بوينغ- قطر تشتري 160 طائرة بقيمة 200 مليار دولار خلال زيارة ترامب

مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

في خطوة اعتُبرت الأكبر في تاريخ قطاع الطيران التجاري، أعلنت قطر والولايات المتحدة عن إبرام صفقة ضخمة بين شركة بوينغ الأميركية والخطوط الجوية القطرية، تنص على شراء 160 طائرة بقيمة إجمالية تبلغ 200 مليار دولار.

جاء توقيع الاتفاقية خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدوحة، حيث التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ضمن جولته الإقليمية التي تشمل أيضًا السعودية والإمارات.

وقال ترامب خلال مراسم التوقيع: "إنها صفقة تاريخية، بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار، منها 160 مليارًا مخصصة للطائرات فقط"، موجهًا الشكر للرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، كيلي أورتبيرغ، الذي حضر التوقيع، وقال له: "هذا رقم قياسي، كيلي… أهنئ شركة بوينغ".

شريان حياة لصناعة الطيران الأميركية

وتأتي هذه الصفقة في توقيت حرج بالنسبة لشركة بوينغ، التي شهدت عامًا عسيرًا في 2024 إثر حادث أمني كبير لطائرة من طراز "737 ماكس" تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز"، أعقبه توقف شبه كامل في الطلبيات.
وقد سجلت الشركة العام الماضي 569 طلبًا فقط، بانخفاض نسبته 60% مقارنة بعام 2023، فيما تراجع عدد الطائرات التي سلمتها إلى 348 وحدة فقط، بانخفاض 34%.
كما عانت الشركة من إضراب عمالي واسع في الخريف الماضي، شارك فيه أكثر من 33 ألف موظف، مما أدى إلى توقف خطوط التجميع لأشهر.

صفقة تجارية... وغطاء استراتيجي

تُعد هذه الاتفاقية جزءًا من تحرك أوسع من إدارة ترامب لدعم شركات التصدير الأميركية، وخاصة بوينغ، في مواجهة تداعيات الرسوم الجمركية الوقائية التي أثّرت على سلاسل التوريد ورفعت تكاليف الإنتاج.
وتزامنت الصفقة مع تحركات مشابهة، أبرزها إعلان شركة طيران بريطانية – يُعتقد أنها مجموعة IAG – عن نيتها شراء طائرات بوينغ بقيمة 10 مليارات دولار.

تعاون أمني موازٍ

إلى جانب الاتفاق الاقتصادي، وقع وزير الدفاع الأميركي بيت هاسيث خلال الزيارة اتفاقيات تعاون أمني مع قطر، شملت إعلانات نوايا لتعزيز الشراكة العسكرية، وتوقيع خطابات عرض وقبول لطائرات MQ-9B المسيرة.

ما وراء الصفقة: تحالفات وصفقات تتجاوز الطيران

ورغم أن الصفقة تُسوَّق كنجاح تجاري ضخم، فإن السياق المحيط بها يكشف أبعادًا أعمق وأخطر سياسيًا واقتصاديًا:

إنقاذ بوينغ = تعزيز النفوذ الأميركي: الصفقة تمنح شركة أميركية متعثرة شريان حياة، وتحوّل قطر إلى لاعب اقتصادي ذي وزن سياسي داخل واشنطن.

اندماج الطيران المدني بالمنظومة العسكرية: التزامن بين توقيع الصفقة وتوسيع التعاون الدفاعي يُشير إلى اندماج ناعم بين الاقتصاد والأمن، ما قد يعمّق التبعية الخليجية للمنظومة العسكرية الأميركية.

منطق “الصفقة أولًا” في العلاقات الدولية: تنتمي الصفقة إلى نهج إدارة ترامب الذي يربط العلاقات الاستراتيجية بحجم الصفقات، لا بالملفات السياسية أو الحقوقية، وهو ما يعمّق تآكل المواقف العربية المشتركة في قضايا مثل فلسطين أو التطبيع.

رسالة إلى أوروبا وإيرباص: توقيع صفقة بهذا الحجم مع بوينغ، وتجاهل منافسين أوروبيين، يعكس رغبة في إعادة التوازن التجاري لصالح واشنطن، وربما ضمن تنافس أوسع على النفوذ داخل الخليج.

ممر محتمل إلى مسار الاتفاقات الإبراهيمية: على الرغم من أن قطر ليست جزءًا من مسار التطبيع الرسمي، فإن ارتباطها اقتصاديًا وأمنيًا بواشنطن بهذا المستوى قد يُستخدم كورقة ضغط مستقبلية لدفعها نحو الانخراط في تحالفات إقليمية جديدة.

قطر لاعب استراتيجي في معادلة الطيران والدفاع

تعزز هذه الصفقة موقع قطر كأحد اللاعبين الرئيسيين في أسواق الطيران التجاري والعسكري في المنطقة، كما تعكس توجهًا أميركيًا لإعادة تثبيت العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع دول الخليج، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والنقاشات المتصاعدة حول الاتفاقات الإبراهيمية، الملف النووي الإيراني، ومستقبل الوضع في غزة.

غلوبس+ بوابة اقتصاد فلسطين

 

 

كلمات مفتاحية::