الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
15 أيار 2025

نكبة مستمرة: غزة تنهار ديموغرافيًا واقتصاديًا والضفة تُلتهم استيطانيًا

بوابة اقتصاد فلسطين


كشفت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، د. علا عوض، عن أرقام وحقائق صادمة تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، في الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، التي تحل في الخامس عشر من أيار من كل عام. وتزامن التقرير هذا العام مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

تطهير عرقي ممنهج

أشارت د. عوض إلى أن نكبة عام 1948 شكلت مأساة تاريخية، إذ تم خلالها تهجير 957 ألف فلسطيني قسرًا من أصل 1.4 مليون، وإحلال جماعات مهاجرة مكانهم، وتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية بالكامل من أصل 774 تم احتلالها. وقد ارتكبت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 15 ألف فلسطيني.

ديموغرافيا: تضاعف السكان 10 مرات

ارتفع عدد الفلسطينيين من 690 ألفًا عام 1914 إلى ما يُقدر بـ15.2 مليونًا منتصف عام 2025، نصفهم تقريبًا يقيمون خارج فلسطين التاريخية، في حين بلغ عدد اليهود 7.4 مليون، ما يعني تساوي العدد بين اليهود والفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية، رغم موجات التهجير المتواصلة (حسب التقرير).

التقرير يشير رسميًا إلى تساوي عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية (7.4 مليون لكل طرف)، لكن هذه قراءة إحصائية مشروطة بالمصادر الرسمية والتصنيفات الديموغرافية، وقد تختلف الحسابات عند النظر في معايير التصنيف والانتماء السكاني والثقافي، خاصة من جانب الاحتلال الإسرائيلي. والحقيقة ان الفلسطينيين يتفوقون عدديًا على اليهود في فلسطين التاريخية بنحو 200 ألف نسمة على الأقل.
ولكن، لماذا لا تظهر هذه الزيادة دائمًا في الخطاب الإحصائي الإسرائيلي؟
يتم استبعاد فئات فلسطينية من الإحصاء اليهودي الرسمي، فالإحصاء الإسرائيلي لا يحتسب المسيحيين العرب ضمن السكان "الفلسطينيين" بل يصنفهم كمجموعة دينية منفصلة.
الدروز أيضًا يُحسبون كـ"طائفة مستقلة موالية"، رغم أن جزءًا كبيرًا منهم يعتبر نفسه فلسطينيًا وطنيًا.
بعض البدو في النقب يُسقطون من الإحصاء أو يُحسبون كمجتمعات غير ثابتة.
تشويه التصنيف الديموغرافي:
يُدرج الإحصاء الإسرائيلي العرب في الداخل ضمن تصنيفات غير دقيقة (مثل "عرب إسرائيليين"، وليس فلسطينيين).
في المقابل، يحتسب كل اليهود، بما فيهم المستوطنين في الضفة الغربية، ضمن مجموع السكان اليهود في فلسطين التاريخية.
التلاعب بالتعريف السياسي:
لا يتم احتساب سكان قطاع غزة في بعض التقديرات الإسرائيلية باعتبار أن إسرائيل "فكّت الارتباط" عن القطاع، رغم أنها تتحكم في معابره ومجاله الجوي والبحري وسجله السكاني.

(توضيح بوابة اقتصاد فلسطين)

غزة تحت النار: نزوح وتجويع غير مسبوق

أكدت د. عوض أن نحو مليوني فلسطيني نزحوا قسرًا داخل قطاع غزة بسبب العدوان المتواصل منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي ما يقارب كامل سكان القطاع. ويواجه أكثر من مليون طفل خطر المجاعة، حيث توفي 57 طفلًا جراء الجوع، وأصيب أكثر من 65 ألفًا بسوء تغذية حاد، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية.

وفي ظل شح المياه، تراجعت كميات التزود اليومي إلى ما بين 3 – 5 لترات للفرد، وهو ما يقل بكثير عن الحد الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ (15 لترًا)، بسبب تدمير البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وغياب الوقود.

دمار هائل في الوحدات السكنية

أشارت الإحصاءات إلى أن أكثر من 330 ألف وحدة سكنية دُمّرت بشكل كلي أو جزئي في قطاع غزة، أي ما يزيد عن 70% من مجمل الوحدات السكنية، في حين دُمّرت آلاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمنشآت الاقتصادية، ما يجعل القطاع غير صالح للعيش.

ارتفاع عدد الشهداء والمفقودين

منذ بداية العدوان الإسرائيلي، استشهد أكثر من 52,600 فلسطيني في قطاع غزة وحده، من بينهم أكثر من 18 ألف طفل و12 ألف امرأة، إضافة إلى 211 صحافيًا. كما أُدرج أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، معظمهم نساء وأطفال.

أما في الضفة الغربية، فقد استشهد 964 فلسطينيًا منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى الآن.

الضفة: هدم، مصادرة، وتوسع استيطاني

رصدت بيانات الإحصاء قيام الاحتلال بهدم وتدمير 651 مبنى في الضفة الغربية خلال الربع الأول من 2025، فضلًا عن إصدار مئات أوامر الهدم.

وسُجلت أكثر من 16,600 حالة اعتداء من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2024، بينها اقتلاع وتجريف أكثر من 14,200 شجرة، معظمها من الزيتون.

أما الاستيطان، فقد توسّع بشكل غير مسبوق مع نهاية 2024، حيث بلغ عدد المواقع الاستيطانية 551 موقعًا، منها 151 مستوطنة قائمة و256 بؤرة استيطانية، وصودق على بناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين.

التوازن السكاني مهدد

بحسب التقرير، فإن نسبة المستوطنين في الضفة الغربية بلغت نحو 23.4 مستوطنًا مقابل كل 100 فلسطيني، وتصل هذه النسبة إلى 67.6 في القدس المحتلة، حيث يقيم أكثر من 336 ألف مستوطن.

 

استند التقرير إلى بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ووزارة الصحة الفلسطينية، وتقديرات رسمية مستندة إلى التعداد العام للسكان 2017، محدثة حتى منتصف 2025.

 

كلمات مفتاحية::