الرئيسية » آخر الأخبار » الاخبار الرئيسية »
 
19 تشرين الأول 2025

الاستيطان يهدد التعليم والصحة ويزيد معدلات الفقر في الضفة الغربية

بوابة اقتصاد فلسطين

حذّر تقرير اقتصادي اجتماعي شامل من أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يشكّل خطرًا مباشرًا على منظومتي التعليم والصحة، ويعمّق دوائر الفقر والتهميش داخل المجتمع الفلسطيني، نتيجة سياسات السيطرة على الأرض والموارد ومنع التنمية في المناطق المصنفة “ج”، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية.

وأوضح التقرير الصادر عن معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن توسع المستوطنات وتقطيع أوصال الضفة الغربية أدّيا إلى تدهور ملموس في الخدمات الأساسية، حيث تُحرم التجمعات الفلسطينية الواقعة قرب المستوطنات أو خلف الجدار من الوصول المنتظم إلى المدارس والمراكز الصحية، وتتعرض بنيتها التحتية إلى قيود صارمة تمنع تطويرها.

وبيّنت الدراسة أن نحو 38% من السكان في المناطق المهددة بالاستيطان يعيشون تحت خط الفقر، وأن معدلات البطالة في التجمعات القريبة من المستوطنات تتجاوز 25%، بينما تعاني أكثر من ثلث العائلات الفلسطينية في المناطق الريفية من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة مصادرة الأراضي الزراعية ومحدودية الوصول إلى مصادر المياه.

وفي الجانب التعليمي، أشار التقرير إلى أن ما يزيد على 100 مدرسة فلسطينية مهددة بالهدم أو الإغلاق بحجة البناء دون ترخيص في المناطق “ج”، فيما يضطر آلاف الطلبة إلى قطع مسافات طويلة عبر الحواجز العسكرية للوصول إلى مدارسهم، ما يؤدي إلى ارتفاع نسب التسرب المدرسي وتراجع التحصيل التعليمي.

أما القطاع الصحي، فأكد التقرير أن إسرائيل تمنع بناء أو تطوير المرافق الصحية الفلسطينية في مساحات واسعة من الضفة، حيث لا تتوفر خدمات طبية أساسية في العديد من التجمعات القروية المحاصرة، ويُجبر المرضى على السفر لمسافات طويلة للوصول إلى المراكز الطبية في المدن. كما يُمنع في أحيان كثيرة نقل الحالات الطارئة عبر الحواجز، مما يتسبب بخسائر بشرية متكررة.

وأشار التقرير إلى أن الاستيطان يمارس أثرًا مركّبًا على البنية الاجتماعية الفلسطينية، إذ يقوّض فرص التعليم والصحة والعمل في آنٍ واحد، ويكرّس دائرة فقر تتوارثها الأجيال، نتيجة تحويل الموارد العامة إلى جيوب المستوطنات وتقييد السلطة الفلسطينية عن الاستثمار في المناطق المصنفة “ج”.

وفي خلاصة الدراسة، شدد الباحثون على أن الاحتلال لا ينهب الأرض فقط، بل يحرم الفلسطينيين من بناء الإنسان، داعين إلى تحرك دولي عاجل للضغط على إسرائيل لوقف سياساتها الاستيطانية وتمكين الفلسطينيين من الحق في التعليم والصحة والتنمية المستدامة.

 

مواضيع ذات صلة